21 / 02 / 2013, 51 : 02 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أستاذ الأدب الفرنسي يكتب القصة والشعر والرواية
|
لعبة الصمت...
نفِدَ الكلامُ و،بِي،تعثَّرَ مَعْبَرُهْ
الجرحُ جُرحِيَ إنَّمَا لا أشعُرُهْ
إنْ كانَ جُرحيَ قد تَبَرّأ مِنْ دمِي
أأجِيرُهُ في خافِقِي أمْ أعْصُرُهْ؟
سيصيرُ لُغْمًا ما تأخَّرَ فِي فَمِي
مِنْ أحرُفٍ . فَبِصَمْتِ مَنْ سَأفجِِّرُهْ؟
كلُّ الحكايةِ ،يا رفيقيَ ،مُرَّة ٌ
عُنوانها حتَّى البهائمُ تُنكِرُهْ
استفردتْ زُمَرُ الخرابِ بعِزِّهَا
و صمودُهَا ما مِنْ جَريءٍ يَنصُرُهْ
صَدِئَتْ سيوفُ الذلِ في أغْمادِهَا
ماذا يُفيدُكَ سيفُهُمْ لوْ تُشْهِرُهْ؟
في يَومِ صِدقٍ قدْ تعاظمَ شَأنُهُ
و أثارَ حَدْسَ المُستباحَةِ مَنظرُهْ
الشَّمسُ بَاحتْ للمَدى بشُجونِها
و الدفءُ صادرَهُ الأذى و تَجَبُّرُهْ
نَزحَ السحابُ و صُبحُهُمْ مُتشنّجٌ
لكَأنَّ أمرًا في السَّماءِ يُبرِّرُهْ
يتقاسمونَ الوعدَ ذاك مُرادُهُمْ
الطفلُ يُصْغي و الوَلِيُّ يُقدِّرُهْ
لِرضيعِهِمْ،كُلُّ البُيوتِ أمومَة ٌ
البابُ حِصنٌ و النوافِذ ُمُخْبِرُه
البيتُ يُشبهُ وَشْوَشَاتِ صَغيرِهِمْ
في أُذ ْنِ مَنْ يَحنو عليهِ و يَعْذرُهْ
تبدو تفاصيلُ البساطةِ سَيِّدًا
بالصدقِ يَخدِمُ عَبدَهُ و يُعَزِّرُهْ
ذاك الإطارُ يَضمُّ صورَة َوالِدٍ
مَهْمَا نَأى فالدارُ،دومًا،تَذكُرُهْ
في غُرفةٍ بَكْمَاءَ يَحضنُ رُكنَهَا
و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
لا غَيَّبُوهُ و لا تَشَتَّتَ ذِكْرُهُ
عَبَقُ الشهادةِ كُلَّ حِينٍ يَجْهَرُهْ
أمِيَّة ٌنَطَقَ البيانُ بِحَرْفِهَا
تَتلو الكتابَ بحكمةٍ و تُفَسِّرُهْ
أمٌّ أطالَ اللّهُ عُمْرَ ثَبَاتِهَا
فأشَعَّ فيها حُكْمُهُ و تَدبُّرُهْ
بَيْنَ الصُمودِ و بين طولِ دُعائِهَا
يَنْسَلُّ حُلْمٌ و الرَّجاءُ يُقَرِّرُهْ
بِنْتٌ تَنزَّهَ في الحياةِ جَمالُها
فالإسمُ " غَزَّة ُ" كُلُّ حَيٍّ يَذكُرُهْ
كانتْ لها أختٌ تُشاطرها الرِّضَا
و أخٌ ودودٌ في النَّباهَةِ تَكْبُرُهْ
رَضعوا البراءَة َو اسْتشفُّوا طعمَهَا
و أتَى الذي يُفْنِي البريءَ و يُقبِرُهْ
ذكرى تُخلِّدُ في المكانِ رحيلَهُمْ
هَلْ مُمْكِنٌ أنْ يستريحَ مُدَبِّرُهْ؟
رَحَلوا و لا تَدري لماذا لَمْ يَعُدْ
مِنْ صِيتهم قَلَمُ الصَّغيرِ ودفترُهْ
إذ ْتكتبُ الأشواقَ مِنْ حِبْرِ الوَفَا
و تضمُّ مَعنى خُلدِهِمْ و تُعَطِّرُهْ
خَرَجَتْ كعادتِها تَجُسُّ نهارَهَا
و جَبينُها ، بالزَّعفرانِ تُعَفِّرُهْ
هِيْ " غزة ٌ"، الكُلُّ يَرقُبُ وقْعَهَا
وسَطَ النَّوائبِ،كَمْ تَعاظَمَ مَشْعَرُهْ
تَزْهُو بخطوتِها،تَحِيكُ مُرَبَّعًا
عَبْرَ الزّقاقِ تقيسُهُ و تُسَطِّرُهْ
مَنَحَتْ لِدُمْيَتِهَا مَلامحَ حُرّةٍ
و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تَضفُرُهْ
و أمامَها ظلُّ يُداعِبُ حِسَّهَا
يضعُ الرَّغيفَ بجيبِهِ ويُدثِّرُهْ
غَنَّتْ بِمفردِها طويلا رُبَّمَا
لَمْ تَستسِغْ لحنًا تَغيَّرَ مِنْبَرُهْ
فَدَعَتْ للُعْبَتِهَا رفيقاتٍ لَهَا
و بَدا المُربَّعُ حَقْلَ فُلٍّ تَعْبُرُهْ
غَمرَ الحنينُ جبينَ " غزة َ" فانْحنتْ
صَوْبَ المُرَبَّعِ بالصُمودِ تُؤطِّرُهْ
و تسَاءلتْ و هي التّقية ُفي السّما
أأخَيِّرُ المعنى بنَا،أمْ أجْبِرُهْ
حَلُمَتْ بطائرةٍ لَهَا ورَقِيَّةٍ
و الحلمُ يَسْرُدُهُ الهَوا و يُحُرِّرُهْ
حلمتْ بكُلِّ الأمنياتِ و عَينُهَا
صَوْبَ التُّرابِ تَجُوبُهُ و تُقَدِّرُهْ
أتُرَاكَ تُصبحُ في اليَقينِ مُؤبَّدًا
و تَفوحُ فَجْرًا في السّريرَةِ أبْذرُهْ؟
أتراهُ يَنسحبُ الحِدادُ و يَنجَلِي
و أراكَ رأيَ العَينِ عِيدًا أفْخَرُهْ؟
ما إنْ تَلَتْ خَيْط َالحَريرِ بسِرِّها
حتَّى أتَى مَنْ يَعْتليهِ و يَبْتُرُهْ
كلاَّ! أجابَ الوَحْشُ مِنْ عَلْيَائِهِ
لنْ تَهنئُوا و صفاؤُكمْ سأعَكِّرُهْ
سأذيقُكُمْ مِنْ سَطوتِي مَا لَمْ تروا
و أذِلُّكُمْ و دمَارُكُمْ سأكرّرُهْ
وَرَقٌ عَفيفٌ مَسَّهُ غَدرُ العِدَى
فيَطالُهُ سَهْمُ الرَّدى و يُخَدّرُهْ
و تَهيمُ طائرةُ البَراءةِ آلة
للموتِ تَمتهنُ الخَرابَ و تَنشُرُهْ
شَردَتْ عَقاربُ وقتهِمْ مِنْ وقتِهمْ
زحفَ الظلامُ على الضِّياءِ يُنَفِّرُهْ
صَمَتَ الزقاقُ و زَغردتْ أفكارُهُ
لمَّا عَلا صَوتُ النَّزيفِ و أبْحُرُهْ
لا تُخْبروا عَنها العَيانَ تَريَّثُوا
فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تخبِرُهْ
لا تسألُوا عَنها الرَّضيعَ أو اسْألوا
فوقَ الضَّريحِ...حليبُهُ، مَنْ يَحْظُرُهْ؟
قِمَمُ النَّياشينِ المُزَيَّفَةِ اكْتفَتْ
بسؤالِها:" فسفورُهمْ مَنْ يُحضِرُهْ ؟ "
" أولمرتُ" لمَّعَ بال:" فلاشةِ" غَدْرَهُ
" باراكُ " أهدتهُ الجَماجمَ " خيبَرُهْ "
و تودُّ لَوْ يُصْغي " الخليلُ " لِفكرِها
و يَعودُ " إسماعيلُ " حَيًّا ينحَرُهْ
" لِفنِي " البريئة.ُ. يا لهَا مِنْ حُرَّةٍ
تَئِدُ النظامَ العالميَ و تَكْفُرُهْ
يا غزّة َالأطفالِ ما لِي لا أرَى
في طفلِكِ المَذعورِ جِسْمًا يَسْترُهْ
يا غزَّة َالأطفالِ إنَّ حَليبَهَا
في الصدرِ يَصنَعُ مَجدَناَ و يُكرِّرُهْ
يا غزَّة َالأبطالِ إنَّ صُمُودَهُمْ
يَلِدُ التحرُّرَ فِي الحَشَا و يُكَبِرُهْ
كُلُّ الكلامِ أسيرُ حَرْفٍ قَاصِرٍ
و صُمودُ جُرحِكِ وحْدَهُ سَيُحَرِّرُهْ
هيثم سعد زيان
الجزائر/مارس 2008
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|