رد: السنة والشيعة بين الأمس واليوم(ح2)- الباحث: عدنان أبوشعر
[align=justify]أخي الحبيب منذر
أشكرك على هذه المداخلة التي هي القول الفصل في تبرير الاستئناس بالمادة التاريخية- بغض النظر عن عدالة رواتها- كعيِّنة منتزعة من جسد حيّ يمور بالحركة والنشاط اسمه: المجتمع. ذلك أن تلك المادة التاريخية والتي لم تهبط من الفضاء-رغم عدم عدالة رواتها بموجب ضوابط الجرح والتعديل- تعكس ثقافة المجتمع وآفاته وهموم الناس وأولويات حياتهم وتداخلات رجالات السلطة بالدين والأدب والفلسفة، ومدى تأثر المخيال الاجتماعي بالأساطير والثقافات المحيطة والوافدة. وهكذا نظر بعض النقَّاد إلى الإلياذة، فقالوا إن نسبتها إلى هوميروس هو محض تجنٍّ على التاريخ، فهي ليست إلا صدى لحركة التاريخ اليوناني بأحلامه وأشواقه وأساطيره، ولم تكن سوى نواة من الحقيقة علتْها وتراكمت فوقها- عبر ألوف من السنين- مصفوفات من الخوارق والأساطير المنحولة التي لا تعبر عن الواقع بمقدار ما تعكس أشواق وأمنيات وأحلام المجتمعات اليونانية المتعاقبة.
ولك مني كل الحب
عدنان
[/align]
|