رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
[align=justify]هذا المشهد الجليل الفريد للحظة تكريس الإنسان خليفة، وتفاصيل الحوار الذي دار فيه، دعوة إلهية كريمة لنتواصل مع بداية البداية، ولننخرط في سلك من حضر، لا بأجسام آيلة للبلى بل بأرواح تتوق لمعرفة باريها وتشتاق لمشاهدة الملأ الأعلى حيث كانت. وليس من الحكمة دخول هذه الحضرة المملؤة جلالاً وبهاء ورفعة دون التعرف على هوية من حضروا للاستئناس بوجودهم. وأجازف بالتخمين أن هذا كان الهدف السامي من وراء إضاءتك.
ولعلّ أسوأ كوابيس العقل البشري عبر التاريخ كانت في البحث عن شجرة هذا النسب وفهم أسباب وجودنا ككائنات معزولة في بقعة نائية من درب التبَّانة. ويبدو أن ما منح الفرادة لهذا المخلوق بالمطلق هو طريقة إدراكه لمحيطه عن طريق (العقل)، وما زُّود به من جهاز (النطق) القادر على تحويل المعلومة من (شيفرة) إلى (إصاتة) قادته عبر آلاف السنين ليغذَّ السير في طريق تحقيق الخلافة المنشودة.
[/align]
|