رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان
أهلا بك أستاذ رشيد، أشكرك أيّها الصديق على حضورك الجميل وحان الوقت حقيقة للتواصل معك والردّ على أسئلتك الوجدانية الفكرية الرائعة.
الدانوب .. ماذا يمثل لك ؟ وهل تجد فيه ما يربطك بعالمك الحميمي .. أقصد فلسطين ؟
حكايتي مع الدانوب بدأت في السنوات الأولى من دراستي، فقد كنّا نذهب عادة لشواطئ البحر الأسود صيفًا، لكن وخلال شهر ديسمبر البارد جدًا قررت الصعود إلى القطار والذهاب إلى مدينة روسي والمكوث في فندق ريغا قبالة نهر الدانوب، واقتربت من النهر شبه المتجمد لأغطس قدميّ في مياهه. نهاية العام استمعت لصوت وهدير القوارب والمراكب العابرة والمتواجدة في ميناء المدينة مرحّبة بحضور العام الجديد ثمّ كتبت قصيدة، عرف الأصدقاء بما قمت به وقرروا في شتاء العام الماضي أن يكرروا تجربتي، حتى أن أحد الأصدقاء كان أكثر جرأة منّي وسبح في النهر. الدانوب هو امتداد لحضارات أوروبا الغنية بالأحداث والعراقة الممتدة عبر التاريخ، علمًا بأنّ هذا النهر يعبر الكثير من العواصم الأوروبية كفيينا وبودابست وبلغراد وغيرها. أعتقد أحيانًا بأنّ الدانوب قد يعدّل مساره يومًا حين يدرك بأنّني أتواجد على متن أحد قواربه ليتوجه إلى فلسطين.
أنا مستمر بالإجابة على باقي أسئلتك أستاذ رشيد – ألف وردة وقافية لشخصك الكريم.
صوفيا .. هل وهبتك شيئا مما ينقصك كاديب يهفو للتعبير بكل تلقاية وحرية ؟
صوفيا مدينة المقاهي والورود التي تظهر خلال الربيع كالسحر، صوفيا مدينة الموسيقى الساحرة لوجود حجم كبير من الموسيقيين الموهوبين من أبنائها. نعم، قدّمت لي هذه المدينة الكثير وأعتقد بأنّها باتت تعيش في داخلي بالرغم من الهموم اليومية التي نواجهها في هذه العاصمة البلقانية. للمكان دور كبير في تكوين روح ونفس الشاعر والأديب، قد يتمكن الأديب من كتابة الكثير في المكان القادر على طبع ابتسامة على وجهه، لا أدري لماذا تفتقر بروكسل لهذا الألق بالرغم من أنّها عاصمة المنظومة الأوروبية. ربّما لهذا لم أتمكن من كتابة الكثير هناك.
أنا مستمر بالإجابة على باقي أسئلتك أستاذ رشيد – ألف وردة وقافية لشخصك الكريم.
|