23 / 02 / 2013, 43 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [18]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: إضاءات في تفسير الآيات (30-34) من سورة البقرة
[align=justify] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي لك دكتور أسامة، واسمح لي للمرة الثانية أن أعبر عن مدى غبطتي وامتناني لإضاءاتك النورانية
هذا الموضوع تحديداً شدني لسنوات طويلة، وقد جئتَ دكتور أسامة بتفسير سلس عقلاني لا يبخس العلم ولا الدين، وهو ما نحتاجه بالضبط في مثل هذه الدراسات بارك الله بك.
خلق الله سبحانه سيدنا آدم من تراب ونفخ به الروح العلوية، ومن هنا بالضبط يأت معنى التكليف وخلافة الأرض، فالجسد الترابي الحيواني الذي تتحكم به غرائزه نفخت به الروح العلوية النورانية الدالة على الخير والارتقاء المفطورة على العبادة ، ليكون هذا الإنسان بين نفسه الحيوانية ( الموجودة في كل المخلوقات البشرية) وبين روحه النورانية ، في ميزان أيهما ينتصر على الآخر، وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه: " الروح كالمرآة وأن المرء إذا ابتعد عن الخير واستجاب لبشريته ونوازعها تشكل الخطايا ما تشكله الأتربة والشوائب على سطح المرآة ومع التراكمات يمكن أن تخبو أنوارها حتى تظلم كلياً"
إنه الميزان ومعنى التكليف، غير مطلوب منا أن نكون ملائكة وننفصل عن بشريتنا تماماً وعن العالم ولا مطلوب منا أن نستسلم لبشريتنا ونوازعها الحيوانية!
معنى الأمانة التي أشفقت الجبال من حملها وصعوبة التكليف في هذا التوازن بين النفس الدنيا والروح العليا، فالأرض لا تعمر بالروح وحدها والبشرية تصبح متوحشة إن انفصلت عن إنسانيتها وحجبت عن أنوار الروح وعاشت بنفس الجسد وروح أظلمت تماماً.
الصلاة والسراط المستقيم:
لقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن شعب الإيمان وأن أعلاها " الإحسان " وأدناها " الإسلام " والذي هو إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة إلخ..
كنتُ منذ بضعة أشهر فتحتُ حوارا سألت فيه لماذا فرضت علينا الصلاة ؟
للأسف لم يصل أحد تقريباً لما أردت من هذا الملف
لماذا فرضت علينا الصلاة وعلى الأمم من قبلنا؟
الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة لصلاتنا، صلاتنا لنا،أرواحنا بحاجة للتغذية وتغذيتها الدنيا الالتزام بمواعيد أداء فروض الصلاة لتنقيتها من الشوائب واقتباس الأنوار لها من خلال هذه الصِلة الروحية وحتى لا تظلم أرواحنا، وسنحتاج هذا النور يوم الحق بشكل خاص لاجتياز السراط المستقيم.
تطور سلالاة البشر وأشباه البشر ، والبشر المهيأ بعلم الله للإرتقاء وتقبل الروح العلوية وخلافة الأرض والتكليف...
حصل الكثير من الجدل بين العلم والدين حول هذا من نظرية داروين وما تبعها، والمكتشفات لبشر قابل للتطور والتعلم وأشباه بشر وعمليات الاندثار والتطور، وكان آخرها في مصر حول كتاب المرحوم عبد الصبور شاهين : " أبي آدم " حيث قامت القيامة عليه ولم تقعد حتى توفاه الله.
كتاب: " أبي آدم " للاطلاع دون تحميل:
http://www.4shared.com/office/f-UsJRM4/_____.htm
كيف يكون قبل آدم أوادم وكيف نرضى فكرة أن يكون لآدم أب وأم ولدته ؟؟! إلخ..
وهذا ما بعض ما تم فيه الرد على الدكتور عبد الصبور شاهين:[gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
في أوائل القرآن الكريم يأتي كلام الله تبارك وتعالى عن صفات المؤمنين التي لا يصح منهم إيمان بدونها وهي ( .. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..)[البقرة:3]. ويقول تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)[النمل:65]. ويقول تعالى: (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)[الكهف:51].
وعقيدة الأمة أن الله عز وجل هو الذي سمى أبانا آدم بهذا الاسم لأنه أول مخلوق بشري على وجه الأرض، كتسميته لابن زكريا بيحيى (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)[مريم:7]. وفي لسان العرب أن علة التسمية بآدم لأنه خلق من الأرض، يعني خلقه المباشر كان من الأرض(اللسان 1/46). وأما عن قول الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ...)[البقرة:30]. فإن الملائكة ـ كما قال علماء التفسير ـ قاست حال الإنسان على حال الجان؛ لأن الجان كانوا يعمرون الأرض قبل خلق آدم، فكانوا يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض، والبشر مثلهم ذوو شهوات تحمل على الصراع والمنازعة، فوجه الشبه بين الجان والإنسان شديد القوة والوضوح، أما الملائكة فهم أشكال نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، وقد جاء في القرآن أن الجان مخلوق قبل الإنسان، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)[الحجر 26-27].
فآدم ـ عليه السلام ـ هو "البشر" المخلوق من تراب، وليس من أب وأم ، وهو "البشر" الذي سواه الله ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة أن تسجد له. وفي صحيح البخاري (6227) وصحيح مسلم (2841)، مرفوعًا، عن أبي هريرة، رضي الله عنه: "خَلَقَ اللهُ عزَّ وجلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ". أي هكذا كما هو وبدون سابقة من أصل أب أو أم .
أما القائلون بغير هذا فيزعمون أن آدم عليه السلام ليس هو أبا البشر، ولا أول مخلوق عاقل من غير الجن والملائكة، بل هو "أبو الإنسان"، وأن الله خلق قبله من جنسه خلائق كثيرين عاشوا قبل آدم "هذا" ملايين السنين، وكانوا في تلك الأزمان خاضعين للتصرف الإلهي من التسوية والتعديل والتهذيب، ثم انقرضوا جميعًا بعد أن اختار الله منهم آدم "هذا" من أب وأم "منهم"، كما اختار حواء زوجة آدم من "أب وأم" كذلك من آخر أجيال البشر الأولين الذين انقرضوا تمامًا ولم يصبح في الوجود منهم أحد، وأن آدم وحواء وحدهما هما اللذان بقيا ليكونا أبوين لنوع جديد من ذلك الجنس الذي انقرض، أي نوع من الإنسان المستمر توالده حتى الآن إلى قيام الساعة . وهم يضعون- حسب زعمهم ـ عدة فروق بين "البشر" وبين "الإنسان"، وهي:
1. أن البشر أقوام همجيون، لا سمع لهم ولا بصر لهم ولا عقل.
2. الإنسان هو النوع المنتخب المهذب الراقي، لهم سمع وإبصار وعقول.
3. البشر لم يرسل الله فيهم رسولا،ً ولم يكونوا من أهل التكليف الإلهي؛ فلا إيمان بالله ولا أوامر ولا نواهٍ.
4. البشر مخلوقون من تراب أو طين.
5. أما الإنسان فإنه هو المخلوق من ماء أو من علقة أو من نطفة .
وهي شبهة مردودة ، وحجة داحضة ، القول بها يتشابه مع نظرية التطور لدى اليهودي الملحد دارون التي من عناصرها:
1- أن الإنسان ليس مخلوقًا لأول مرة وإنما متطور عن مخلوق آخر هو القرد.. الإنسان أصله قرد.. ويرده قوله تعالى: (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)[ص:75]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "النَّاسُ بَنُوآدَمَ, وآدَمُ مِنْ تُرَابٍ". أخرجه أبو داود (5116) والترمذي (3956).
2- أن الأجناس البشرية متفاوتة في قدرها وذكائها وأهميتها، فاليهود أفضل من الآريين، والآريون أفضل من العرب، والعرب أفضل من الزنوج وهكذا.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَد،َ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ". أخرجه أحمد (23489). ورُوي عنه صلى الله عليه وسلم: "الناسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ المُشْطِ". أخرجه ابن عدي 3/248، والقضاعي في مسند الشهاب (195). وانظر السلسلة الضعيفة (596).
3- البقاء للأصلح، بمعنى وجوب قتل الضعفاء والمرضى وعدم مراعاة الأخلاق ولا أوامر الدين بالإحسان إليهم ونواهيه عن الإساءة إليهم، وقد تبلورت هذه النظرة غير الإنسانية بشكل لافت لدى الملحد الألماني "فريدريك نيتشه" الذي زعم أن إلهه نزل إلى الأرض ومات.
[/gdwl]
من وجهة نظري
الدكتور عبد الصبور شاهين بحث واجتهد وما كان يستحق كل تلك الزوابع ، لكنه العصر المظلم الذي نعيشه ولا يجيز الاجتهاد!
رأيي الخاص الذي أستنتجه إذا سمحت لي:
- الإنسان بشر لكن البشر ليس بالضرورة إنسانا
- الإنسان هو البشري الذي نفخت به الروح العلوية
- سيدنا آدم عليه السلام هو الإنسان الأول المكلف
- إذا كان لسيدنا آدم أم بشرية غير مكلفة فهذا لا ينفي كونه الآدمي أو الإنسان الأول
- الله سبحانه وتعالى صنعه أو صبه شبيهاً للبشر عقب انقراضهم أو بذات الآلية التي أنشأ عليها سيدنا المسيح عليه وعلى سيدنا آدم ورسولنا الكريم أفضل الصلاة وأتم التسليم
كل هذه الفرضيات برأيي لا تلغي أن سيدنا آدم هو الإنسان الأول وأصل سلالة الناس المكلفون جميعاً
إن لم يكن البشر اختفى لصالح الإنسان فأين البشر وكيف انقرضوا جميعاً؟؟!
- سيدنا آدم قبل أن يرتكب خطيئة المعصية كان أقرب بصفاته للملائكة، وما أن ارتكب المعصية بدت له سوأته وحصل التكليف ودخل في الامتحان.
مجرد اجتهاد دكتور أسامة أرجو أن أفتح به باب الحوار ، وأستوضح منك أكثر
كل الشكر والتقدير مجدداً لأنك اضأت لنا وفتحت الباب على نافذة هادفة يمكننا أن نفهم أكثر وننظم آلية تفكيرنا ونوازن بينها
تقبل عميق شكري وتقديري
هدى الخطيب
[/align]
|
|
|
|