رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]كان هناك شبه سباق بين جسدي وفكري .. فبينما كانت رجلاي تنهب الطريق نهبا وهي تنحدر نحو الشاطئ المترامي الطراف غير عابئ بلهاث حليمة من ورائي ، كان فكري يرتد القهقرى موغلا بين الأحراش والوديان ، منساقا لجاذيبة غريبة نحو العش الذي لا أدري ما حل به منذ مغادرتي الأخيرة له ..
لم أشعر كيف انفصلت أناملي عن أنامل حليمة .. ولم أدر كيف صارت تعدو من ورائي بعد أن كانت بجانبي منذ غادرنا الكوخ .. كان لهاثها يمتزج بما يشبه الأنين ، أو الإجهاش ببكاء تمنعه غصة في الحلق ..
ماذا جرى لنا ؟.. بل ماذا جرى لي ؟ ولم هذا الرغبة في إنهاء كل شيء بعد أن كانت حليمة كل شيء بالنسبة لي ؟ .. أتراه حنيني للعزلة والوحدة عاد ليطغى على كياني ؟
هل هو تأنيب الضمير عاد ليطفو من جديد ؟ وهل كنت أداريه وأتجاهله كلما تمثلت لي صورة صديقي الراحل بعينيه الحزينتين ؟ أم لأني أستسلم لنزواتي غير عابئ بما سأسببه من آلام لغيري ..
هاهو بيت العجوز .. أحس بخفقان قلبي يشتد .. قد تكون هذه الزيارة حاسمة في ما سيحدث بعد الآن ..
العجوز هناك .. يعد شبكة .. يرتقها .. يرتشف شايا .. لم يتغير .. أشار لنا بالجلوس .. ونهض ليجلب كأسين إضافيين ..[/align]
|