عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 02 / 2013, 16 : 10 PM   رقم المشاركة : [160]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:more61: رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان

الأديبة العزيزة هدى الخطيب، دائمًا تأتي أسئلتك في الصميم وليعذرني الكتّاب الكرام لانتقالي للإجابة عن آخر باقة من أسئلة السيدة هدى للأهمية ولي عودة عاجلة للإجابة على باقي أسئلتهم.

كيف كانت طفولتك وعلاقتك بالأبوين والأصدقاء ورفاق الصبا، هل كنت طفلاً خيالياً حالماً، مشاغب، نهم للمطالعة والتعرف على ما حولك؟؟؟

طفولتي كانت صعبة للغاية لكنّها شقّية للغاية أيضًا. المرحلة المبكرة الأولى مضت بذكريات هلامية مرتبطة بالهجرة، أمّا مرحلة الطفولة الواعية فأمضيتها باللعب بين جبال الزرقاء القاحلة والقراءة المتواصلة، وكنت نهمًا أقرأ الكتاب خلال يوم أو يومين، وأذكر بأنّني كنت أتأخر عن طعام الإفطار في رمضان حوالي نصف ساعة كي أكمل قراءة فصل من كتاب. وهكذا كان الأمر مع أصدقاء الصبا الذين أصبحوا أطباء، وأحدهم الآن عميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا في الأردن. الخيال كان المحرّك الأكبر لطفولتي وقد فكرنا بصنع بالون هوائي لنرتفع بالهواء الساخن بالرغم من أنّ البالون قد اخترع قبل ذلك بكثير لكنّ ضيق الحال والرغبة بالانفتاح على العالم حثّنا على اختراع ما هو موجود.

كيف استطعت أن تلتقط معنى اغتصاب الوطن، وهل كان خيالك الطفولي الذي سيصبح ذات يوم خيال روائي وقاص خصب يصيغ لك حلم التحرير ودحر الاحتلال ببطولات ستقوم بها يوماً حين تكبر؟؟

عايشت اغتصاب الوطن بطريقة درامية للغاية، عمليًا كان عمري خمس سنوات، وأذكر بأنّني كنت أشاهد أضواء الانفجارات فأفرح ثمّ أسمع صوتها فأجفل، وكنّا قد أقمنا في غابة، في تلك الأثناء ظهرت وتكونت في ذاكرتي سيرة الجدّ الذي أحببته بلا حدود، كنت مقيمًا إلى جانبه تحت سقف السماء وأذكر في إحدى الليالي السوداء بأنّه هرع حاملا فأسه ليلاحق ويطرد ذئبًا. هذا الرجل عمل في المحاجر وأذكر كذلك بأنّ خطّ أمامي بعد سنوات دائرة قائلا هذه فلسطين، ثمّ رسم في داخل الدائرة نقطة وقال، هذا ما سيتمكن العرب من تحصيله قالها قبل أكثر من 30 عامًا، ويبدو بأنّه قد أدرك ما خفي عن الكثير من الشهداء، إنّها السياسة باختصار. كلّنا أبطال في مخيلاتنا سيدة هدى، لكنّي في نهاية المطاف وجدت القلم هو السلاح الوحيد المتاح لي.
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس