[خيري حمدان]

أهلا بالأديبة العزيزة فاطمة البشر، وشكرًا على باقة الأسئلة التي طرحتها.

ترى أستاذي حال الوطن العربي في الآونة الأخيرة ، وفي بعض الأحيان نجد بعض الأدباء بدل من أن يخفف حدة التوتر يزيدها ، لست أعني فقط الحال السياسي بل الاجتماعي والثقافي أيضاً .. بماذا تعتب على الأدباء العرب ؟

نعم، هناك غياب واضح للأدب والأدباء العرب في مجال مواجهة التغيرات في العالم العربي. تشهد المنطقة أحداثًا أصولية وكبيرة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من أجل تأهيل المجتمع ومساعدته على التكيّف وعدم الإنكفاء أو الانجرار خلف الأحداث المصيرية بما في ذلك تفكّك المجتمع وترهّل القيم الإيجابية المكتسبة. هناك كذلك بعض الكتاب الذين يعتبرون وصوليون ويحاولون الاستفادة من كافة الأوضاع الجديدة. أعتب حقيقة على هؤلاء الكتاب الذين تغيبوا ولم يحاولوا أن يضيئوا الطريق للآخرين. سؤال في منتهى الأهمية وتوقيته رائع للغاية.


أي نوع من أنواع الأدب تجده الأقرب إلى النفس وأيها أقرب إلى المتلقي . ولماذا؟

جميع أنواع الأدب الجيد تشدّني لكن تبقى الرواية التاريخية هي الأكثر إثارة وجاذبية. المسرح هو السهل الممتنع وللعلم فإن المسرحيات الجيدة تعدّ على الأصابع. القصّة بشكل عام تحدّ كبير للكاتب لأنّها تواصل تطورها ولا بدّ للكاتب من متابعة موهبته وتجديد آليات الكتابة طوال الوقت. أمّا الشعر فهو حالة من الاشتعال اللحظي الكبير يضيء الطريق لمسافات طويلة.

لو أهداك أحدهم كتابين ، فما هما الكتابان اللذان سيخطران على بالك قبل أن تعرف أسماء الكتب المهداة إليك؟

أتمنّى أن يكون الكتاب الأجنبي رواية جديدة للكاتب التشيكي ميلان كونديرا، أمّا الكتاب الثاني فأتمنّى أن يضمّ مشاعر المتنبي لحظات قبل أن يقتل دفاعًا عن أبياته الشهيرة:

الخيـل والليـل والبيـداء تعرفنـي والسيف والرمح والقرطاس والقلـم

وهي من أجمل ما قيل في الفخر في الأدب العربي القديم، وكانت هذه القصيدة السبب في مقتل هذا الشاعر الكبير.

شكرًا لك من كلّ القلب على حضورك القيّم أديبتنا العزيزة فاطمة البشر ودمت بمودّة.