رد: لستني
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]إنَّه ثاني يوم في فصل الربيع أستاذ خيري كان من المفروض أن أدخل نور الأدب بفرشاة ملونـة وأرفع ستائر الصباح وأصنع للتحيات أجنحـة أو أُطيِّرها بخيوط. لم أفعل أي شيء من هذا وكل مايبدو أني قمت به أني فتحت الجروح والذكريات الأليمـة.
من ضمن ماحكاه رجل لأخي يوم أمس أنه ووالدي جَلسَا بالقرب من رجلٍ كان على فراش الموت وكانا يعلمنا بسوء حالته لكن الطبيب وهو يخرج من عنده قال للرجل أن يدعو لنفسه بالشفاء.
صمت بعدها والدي قليلا ثم حكى للمريض حكاية فقيه وطبيب وكيف أن الفقيه اختار أن يدعو لنفسه بأن يثبته الله ساعة دنو أجله. قال الرجل أن والدي حكى القصة بأسلوب مقنع وراجح ومريح جعلت المريض منصتا، مستأنساً يقترب من ربه أكثر ويدعو لنفسه بالثبات وهو لم يعش بعد ذلك طويلا.
هكذا كان أبي يطمئن ويساعد غيره بما يراه خيراً في أحلك اللحظات فما بِيَ أَذرو الحزن وأوقظُ آلامكم؟
رحمَ الله والدك ووالدي وكل ربيع والإنسانية ساعيةٌ للصلاح والأفضل ومتمسكة بحبال الأمـل والثـقة في انتصار الخير.
سأشتاق كثيراً لأبي ومع ذلك لاأحب أن يُغلِّفَ الحزن الأجواء بسببي أو أن يكتم أحدٌ ابتسامته أو احتفاءه بالحياة لأن الموت أطلَّ بسواده وغَيَّب والدي.
دمت بكل الخير.[/align][/cell][/table1][/align]
|