22 / 03 / 2013, 02 : 08 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
|
هَزّة أرضبّة
هَزّة أرْضيّة
لنْ أنسى تلكَ الليلة التي كنتُ أناجي فيها روحي ، كنتُ أحاول أن أعودْ بذاتي إلى فكري ، آهات تَتدَفّق من أعماقْ قلبي ،ونزيف من عينيْ ، سِرت على الأرض
قرّرت حينها أن أعْلو بفكرة وراء الأخرى ، حلّقتُ إلى السماء لأُبْدع ،لجأتُ إليه ولكن لم يُطعمني إلا القليل! تنقّلتْ فوْق الحَنين والغَمام ، هُبوطٌ وخَفقانْ ، نَثرتُ المَوْزونْ والمَسْجوعْ فوقَ الغيومْ ،عُدت لأرقص في حديقتي معه ، تَغَلْغَلْتُ إلى عالم الإنسان المليء بالحرمان ، صرْتُ أحاكي قلبي "دَعي الدّنْيا لهُم وكوني كما أنتِ "
هَزَزْتُ الأغصانْ بحروفي لأكتب ولكن الإلّهام تكبّر، لمحتُ ظلّه من بعيد وهو يحمل قنديل ، أقبلَ وهو مبتهج ومسرور، شَكَوتُ له حالي، طَبْطَب علي ومَسح دموعي وقال:-
اصبري فأنتِ أُفُق النّهار وقلمٌ وكتابْ ، تَعَجّبْتُ لكلماته وابْتَسَمْت ، مَدَّ الرّجُل لي قنديله ورحلَ إلى مأْوَى مَجْهولْ ، بدأتُ أحاكي الدُّنيا بلُغة الصَمْتْ لعلّي أنطقْ، حتى غدَتْ روحي بلا حقيقة ،أفكارْ وغموض مَمْزوجَة بسُخْرِيّة وعدم ثِقَة ، حاولت الرُّجوع بالقنديل إلى خاطرتي لعلّي أصِلْ بها إلى الحُرّيَّة والوِجْدانِيّة ، ظُلْمَة حالِكَة، أخذتُ أتلمس مفتاح الأباجورة بأناملي يا إلهي وَقَعْت من السريرْ أرضا دون حراكْ ،آه.. لم أجْرُؤ على البَوْح ، ألوان من الشرارة تقْتَحِمْ خاطري ، حتى شعّ المكان واشْتعَلَ الفِكْرُ غضبا، توقف العقرب عن الدورانْ ،عبثاً لم أنْجَح بالتسّلّل لخاطرتي وكأنها ترقص في كوْكَب آخر، آه لي كم أنا مشتاقة للرقّص مع الأحْداثْ
انْتَظَرتُ حتى تُشُعّ الشّمس بنُورها بعد ليلٍ طويل ،اهْتَزّتْ السّاعة المُربّعة خَوفا و كأنها تَهرب من مواجَهة حروفي ،بينما رَفْ المكتبة صار يَصْطَدم بالجدار يبدو أن هنالك اهْتِزاز ، شَطّ فكري لبعيد ، رحماك يا إلهي...هل أنا في حالة رُعْب مع الكرة الأرضية !
" متى سَتَتَوَقّف أمريكا عن النفاق والاتفاق على السلام؟ متى تتوّحد الأمة العربيّة ؟"
آهْ.. وَقَعَتْ كُتُبي أرضا كالصّاعِقة، شَهقْت ... تحسّسّت الأرضَ بيَدَيْ ..بالكادْ حتى لمِسْتُ مِقْبَضْ البابْ ، أصواتٌ ناعمة تَتَعالى من الصّالة ، فجأة ذُهُلْت لهما وهم في حالة عشْق وعناق ، كانت الألف تراقص النون بجُرْأة على أُغنية فيروز ، فرشتُ البساط لأتأمّل الرقصة ، وأنَتظر الحروف حتى تتوقف عن حالة الحبّ والغرام ، بينما روائح الكتبْ تنبعث من الرّفوف لتُشعرني بإلهامْ من على بعد، أوراق بألوان الدّراما القَصَصيّة تُلامس أناملي الناعمة ، يَتَصارعْ الجميع لأكتب المعاني، وأصرّ أن أكتبُ خاطرة، وأبحث عنه في ذاكرتي ، غليان في أعماقي أين مبراة قلمي لأرقصُ مع الحروف ؟
يا إلهي.. مفكّرتي مليئة بروائح جميلة ، إيقاع جميل ترقص عليه الألف والنون، وأنا أنتظر الصّبح ،"آه.. لعقول المُبدعين ليست كقُلوبهم " لذا لن أستطيع أن أصمت، إن قلبي مَوْجوعْ و يَنْبِض ، فكّرت أن أكَسّر أُسْطوانة فيروز ، بتُّ أشعر وكأني في رحلة طويلة إن الطّاقة المُنْبَعِثة من فكري تكاد تَتَبَعْثَر لهذا الهَذيان ، كيف حَصل ذلك؟ أمِنْ أجلِ هزّة أرضية !
بدأت أعْصِرْ حاسّتي السّادِسَة لعلي أُصْلح الوَضع ، قررت أن أسافر إلى الضّواحي لأصيب هدفي وأحقق غايتي لعلي ألقاه ، وبالصدفة التقيتُ به في (مهْرَجان الشّعر )أصْغَيْتُ لشعراءْ من كل قطْر حتى سمعتُ قصيدته ،قفزت ثلاث مرات وصَفّقْتُ له لكن لم يكنْ هو ..كيف يكون ذلك وهو من كتبها ونظّمها !
بَثثت حُزْني لله وارْتَجيْتُ أن تعود له أملاكُه .
قَطَعت ثلاث تذاكر إلى إحدى القرى الصغيرة الهادئة، جَلَسْتُ في الوسط وعن يميني حرف النون وعلى اليسار حرف الألف.. آه ..كم هو شقي يحاول أن يغمز لها ،كتمتُ ابتسامتي ، فجأة تجرّأ ليطبع قبلته على خَدَيْ الوَرديتين.. صفعته ، وقعت القبلة لتستهدف النون ، تجاهلت الأمر ، تدق الأجراس وتقرع الطبول ... وصل القطار إلى القرية ، وعندما نزلت وجدت الأرض قاحلة ..
وبعد أن غابت الشمس توجهت بتثاقل وكسل إلى قطار العودة ، وأنا أحمل الألف والنون لمدينة كلماتي ،لتكون
" خاطرتي هي بؤرة ثقافتي"...
*******
كتبتها لأعود بها إليكم ....لكم شوقي وأشواقي... ونخيل رياضي...ولي قنديل من الفكر والنور...
20/3/2013
الرياض
خولة الراشد
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|