[هيام ضمره]

لمساءاتكم تحن أوردتي

غبت كثيراً وطويلاً والزمن صار مغروزاً في صدري

كلما تأوهت مفاصلي أتذكر أني ما زلت أحيا بلا هواء

وأن العمر صار بري الشجى يغتال طقوس الرؤية

وحلما يداعب شظايا الريح المارة عن وجناتي

أتعلل بليل السوافي وحيرة الأثافي

والخطو المرهق يعبر جنون المنافي

يحط القلق على أنفاسي وأنفاس من حولي

فالعدوى مدّ من موج يزحف إلى أقبية العقل

ليس من أخبار تخلع عنا شوك غربتنا

هناك دوماً فوضى تفجر فجرنا وهدأتنا

وهناك دوماً حرائق وخرائط ودخان محموم

وعقارب تلاحقنا لتلدغ مشاعرنا

فيا أرض اليباب اهتزي كلما تفجرت عقول عن جنون

اعترضي قولي شيئاً نقيا قبل اعتقال دمي

هناك في البعيد من يتربص مشيئتنا

ينتظرساعة الصفر ليداهم ملاجئنا وصفرة وجوهنا

فلما نتقوقع داخل خوفنا كأرانب الصحراء

وننسى أنه قد آن الوقت لنخرج عن قوانين القبيلة

فهل نجرؤ على اقتناص الرجاء ومن ثم إطلاق سبيله



قرأتكم في عجالة طوال أيام غيبتي
فهل تغفرون غيبه المرض والهرم
وهي بالكاد تترك لنا بعض من أنفاسنا الكليلة؟