رد: فنجان قهوة وأحاديث الأحبة .
وفنجان قهوة المساء يحتاج حكاية تسامر الليل.. إنما حكاية بنكهة جديدة وفريدة
يحكى أن حبل غسيل تذكر ما كان... ولأحبال الغسيل حكايا أعجب من العجب عند الشعراء.... ما رأيكم أسمعكم الحكاية
قامت.. وألقتْ ثوبها المبلولَ
فوق الحبلِ فارتجفا
ألقتْ ثياباً للهوى
من مهدها
كم طوحتها الريحُ آلاماً
بها عصفا
واستوثقت ماءَ الحياةِ بدلّها
والشمس تطرقُ..
هاماتٍ وهل رسمتْ
لحنَ السياطِ..
لحلمٍ عاشَ في يدها
طاف الزمانَ
لتسقي في المدى النُطفا
فما ارتويتِ..
وفيضُ العمر زائرهُ
خيطٌ تسربلَ
وحزنُ الناي بي عزفا
كم يحلم الحبلُ
أن يرخي لها يده
طار الغسيلُ..
وحلمُ الحبلِ من تطوافهِ كُشفا
فكم تلوى على أطلالِ ذاكرةٍ
هامتْ..
وأيقظ أوهاما ليرسلها
حبلاً
تعرى
أمام الذاتِ فالتحفا
تسلوه ذاكرةٌ..
فيها منابعه
جافاه شوقٌ فيه مرتحلٌ
خفقاً تمادى
وهدب العين ما طرفا
فُضَ الغسيلُ..
ودمعُ الحبل يحكي ما جرى بيدي
فوضى تغازله
مع جرحهِ اكتنفا
أرجوحةٌ لفتى
يوماً على شجرٍ
تدني الشمالَ جنوباً حيثما انخطفا
أو يسحبُ الريحَ
في كفٍ يصافحُها
أو يلبسُ الريحَ ريحاً
والغسيل جفا
ثزبٌ تطايرَ
هوجُ الريحَ تحمله
بين الجهاتِ
تنادت كلُّ عارية
لا دفءَ يسكنها
لو جاورت لهبا
إلاك يوسفُ فوق سنبلةٌ
سبعاً مضينا
وسبعاً مع دمي اعتكفا
هل يذكر الحبلُ
إذ أسماءُ عابرةٌ
فوق النخيل تأرجحَ
وابنها انقطفا
وابني هناكَ
على صدر الزمانِ غفا
هل يذرفُ الحبلُ دمعاً
واستزاد دماً
ما أسبلتْ رمشاً لقلبكَ
والربيع بكى
هل أسلمت حبلَ الغسيلِ يداً
أم أرسلت للريحِ تخبرها
يلهو..
وطفلٌ
على كفيه ما عرفاأن الغسيلُ
ليهذي كلما طرقتْ
أغمضت جفنكَ
في ليلٍ
على وجعٍ ما ضقت ذرعا
بذاك التاج فانتصفا
وهذه نصف الحكاية لأن القصيدة طويلة.. وللشاعرأن يعيش توارد خواطره بين الحبل والثوب بمثل هذا السكب الجميل
والشاعر هنا هو "عبدالرحيم جداية" رئيس رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد يحمل درجة الماجستير في الآثار الكلاسيكية وتاريخ الفن
وألقى هذه القصيدة وغيرها في الأمسية التي وقع فيها ديوانه الجديد "ذاكرةُ تحملُ أزرقها" على منصة رابطة الأدب الاسلامي العالمية، وكنت شخصياً أدرت هذه الأمسية بناء على طلب الشاعر.. وقدم الشاعر حسن البوريني دراسة رائعة حول الديوان .. والأمسية برمتها كانت مشبعة برونق الشعر والنقد وجمال التقديم
وتمنيات أن تكونوا استمتعتم بفرادة القصيدة وصورها حتى وإن وصلكم نصفها
مع خالص تحياتي
|