رد: جدار خربشات
في هروبي من منزلي للتخلص مما يعيق الفكرة أو يوقف خيال المخرف نحو فكرة الوحدة مع الذات
الطريق توقفنا أمام كل الحواجزالتي لاتنتهي الكل يدقق في هويتك ويبحث فيك عن مشتبه وكأنك قادم
من المجهول في دروب مدينة أضحت غريبة عنك .
أين أمضي ما تبقى من وقت لوحدي دخلت مقهى
الهافانا لا إزدحام في المقهى أختار طاولة في الركن جانب النافذة المطلة على الطريق أبحث في
الطريقوفي النفوس عن قصص ووجع الأمكنة والبشر أو عن فرح وأمل تخبأ هنا أو هناك خلفي تماما
منضدة فارغة أتت سيدة اربعينية وجلست عليها .كثيرون هم المتسولون كثر الفقر والحاجة في هذه الأيام
بسبب الظروف والوضع .سألتني السيدة الجالسة خلفي بعد أن نادتني محمد وكأنها تعرفني منذ زمن عن
سبب إنقطاع الكهرباءفي العاصمة أجبتها بإقتضاب عن عدم معرفتي للسبب محاولا العودة لوحدتي
وأشيائي عادت لتناديني محمد برأيك متى سيعود التيار الكهربائي أجبتها بأنني لا أعلم وحاولت العودة لما
كنت به .محمد إلى متى سيبقى الوضع هكذا أومأ برأسي دلالة عدم معرفتي ربنا يهدي البال .أجبتها
وهربت داخلي يارب كم أحتاج لوحدة وهدوء .فجأة دوى في المكان أصوات قصف متوالي لسلاح أسمه
الراجمة .محمد ما هذا الصوت أجبتها أنه قصف .إلى أين ؟أجبتها لا أدري محمد ؟ نعم أرجو أن تفتح
النافذة
فأنا لا أحتمل رائحة الأراجيل ولا أنا أيضا أفتح النافذة يحضر عامل المقهى يقدم لي قهوتي ومن شدة ما
أعاني من صداع المكان والأسئلة ارتعشت يدي وأوقعت شيئا منها على أشيائي والمنضدة مسحت ما
انسكب بمناديل أكره أن أشرب القهوة بفنجان أحب أن أشربها في كوب وغير مليء هذه عادتي .قررت
أن أشرب قهوتي على عجل هاربا ًمن شبح إسمي الجديدأنهيت قهوتي ناديت عامل المقهى دفعت
ثمن مشروبي لملمت أشيائي وعندما هممت بالسير نادتني محمد أجبتها نعم يا سعاد .
قالت أنا لست سعاد
قلت وأنا لست محمد
خرجت أتمشى على ضفاف بردى أشلح عليه همي علني أجدني
31 _3_2013
تخاريف مواطن
خربشات دمشقية
خالد مخلوف
|