[align=justify]
في مثل هذا اليوم سقطت بغداد الرشيد بأيدي مغول العصر وعاد ابن العلقمي علاقم كثيرة فوق دبابات المغول الجدد، التي بذرت العلقم مكان النخيل الذي أحرقته أشلاء ودماء وحولت كل واحاتنا لصحاري جرداء..
بغداد الحكاية والحضارة والثقافة والعروبة دمرها مغول العصر وسلموها لأبناء ابن العلقمي وعاد إليها الفرس أسياداً..
يقال أن بغداد نبض العروبة لم تعد عربية وحلّوا ضفائرها لكل الغزاة!!
الرشيد في قيد البرزخ يبكي عجزه ومصيبة أمته من أخشاب مسندة يظنون الزعامة مال وجاه ومتع ويسمون زوراً زعماء، والمعتصم مات ونخوة المعتصم انتحرت من يأس والعروبة على مدى عشر سنوات تُغتال وتفكك...
ضاع التاريخ وسرقت الآثار وسيدنا ابراهيم عليه السلام زوروا تاريخه ورحلته والنار التي كانت عليه برداً وسلاماً تحرقنا وتقتلنا بألف اسم وسبب...
بغداد يا جميلة الجميلات سامحينا لأننا نتركك تغتصبين كل يوم كما اغتصبت أختك فلسطين ولا نمد إليك اليد..
سامحينا على عقوقنا وعجزنا..
سامحينا لأننا كنا أصغر من تاريخك...
إمامنا وحبيبنا محمد صلى الله عليك وسلم، يا خجلنا منك وقد ضيعنا العروبة التي كنتَ لها عزاً وفخراً وسؤدداً بين الأمم...
لم نعد يا حبيبي خير أمة أخرجت للناس وها نحن جاهزون للتفكك والانحلال !
أمتك تضيع وتتفسخ والمشاريع الانفصالية عن أمتك جارية على قدم وساق...
بغداد ضاعت يا سيدي يارسول الله ودمشق تضيع وفلسطين طالها الصدأ
وقعنا وبتنا كغثاء السيل وتكالبت علينا الأمم ونحن كميراث ميت لا وريث له ووليمة على مائدة ذئاب الأمم تمزقنا أنيابهم...
لأميركا والغرب ولقطاء صهيون نصيب وللفرس والترك نصيب ونحن مشغولون بحروب داحس والغبراء!!
من سيرثنا وكيف تقتسم الكعكة هي كل المسألة اليوم؟!
وليمة كبيرة عنوانها بلاد العرب لم يدعونا أحد إليها، لم يدع إليها أي عربي وقد بتنا أصغر شأنا حتى أن يشركونا في ما يخصنا ربما لأننا نحن الوليمة الممزقة بين الأنياب...
بعد عشر سنوات عجاف ماذا عساني أقول لك يا بغداد يا سمراء يا غيداء يا واسعة العينين؟!
بغداد يا بغداد أستميحك عذراً وأحلم بماضيك يعود غداً والرشيد يرفع يرفع رأسه عالياً وهو يتحدى بكل عزة وصلابة نقفور كلب الروم..
بغداد يا حبيبتي جفت الدموع واعتدنا على مشاهد القتل والدمار.. على استباحتنا.. تعايشنا مع هزيمتنا حتى أمام أنفسنا...
بغداد يا حبيبتي ضعنا يوم ضعت وسقطنا يوم سقطت..
بغداد لا تسامحينا فنحن لا نستحق حتى السماح
لنضيع.. ونضيع.. ونضيع وتذهب ريحنا وكأننا لم نكن ....
[/align]