رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/108934/all-wet-black-red-31000.gif');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نصيرة تختوخ:
تناديني الكتابــة، تخرجني إلى حيث يحلو للخيال أن يتحرر وأُجاريـها.
أترك الحروف تتواطأ مع المعاني. تقفز من على الغيمـة التي جررت لتغطس في بحيرة المنى أو الجنون وتهدأ في سطر.
أكتب كمن يعزفون ،كمن يحلمون ،كمن يسرحون ويسحرون. نكاية في قرنفل الصباح والكائنات الآسرة لرونقها دون أن يغمض لها جفن.
أباريها في حفظ الحُسْنِ وإثارة الدهشة. أنــا لست امرأة حين أكتـب أنا كائـن متحول له مايريد، قد يصير أغنيـة لا تُمل وقد يستحيل نبضا جديدا لقلب متعب.
تراقبني القرنفلات القرمزية لا تعرف إصراري ولا كثبي، أشيح بوجهي عنها أُنْجِزُ ظلاًّ لشحرور وآخـر لشجرة لوز تحبـه وتحميه.
الظلال عادة لاتطير لكن بشكل ما ينجح ظل شحروري في أن يلج قلب الشجرة ليغني.
يبعث أنشودته بكل صدق وتفانٍ حتى يصير للظل أفنان وللأفنان أزهار؛ يحلو للمطر الدافئ أن ينزل خفيفا هامسا يعد كل زهرة بلوزة.
إملأ كفيك باللوز الأخــضر واشكر الحياة وشحروراً قَبِل أن يعلمني كيف أقتبس ظله .
القرنفلات البيضاء تزاحم القرمزيات تشاركهن التلصص وأنا أشد وتر قيثارة الغجري تعاطفاً كي يزداد الإيقاع اشتعالاً وتمتلأ قبعته نقوداً ، يطرب بائس لاذنب له غير أن الأمكنة تلفظه.
إن مررت به قف قليلاً، اتركه يلهمك لمدخل فصل في مسرحيــة أو لخاتمة ليلــة ملتهبة مآسيها وجازه بما يليق.
أنا ماضيــة نحو أحاديث نيسان للنرجس كي أنقل لك البعض منها فتضحك.
يقول نيسان للنرجس :'' يجب أن تُعَلِّمها ألاَّ تغار من القرنفل ''.
يرد النرجس:'' أنت الذي يجب أن تمنع الصباح من مغازلة القرنفل ''.
ينفعل نيسان:'' أنا لا سلطة لي على الصباح ''.
يضحك النرجس:'' لقد مضى نصفك ياعزيزي فتطهر من كذبتك الأولى ''.
ولا يملك نيسان غير وعد صادق بأن يفتح الصباح ذراعيه لي أولا دون ضمانات من النرجس.
يعرف هذا الأخير ربما أنني امرأة لا تغار وأن القرنفل لم يكن أبداً بريئا وإِنْ اتشح بالبياض.
***************
خيري حمدان:
تختارك الكلمات تتراقص بين يديك تقبّلهما ثمّ يحلّ صمت يتماهى مع حزنك وفرحك، أنت ياسيدة الربيع تعرف الكلمات أين تجدك وفي أيّ الدفاتر تقضي أبديتها، تغوص في الذاكرة، تهرب من فوّهة القلم، تسطر الليل والنهار، وأبريل ماطر واعد، يفسح الطريق للشمس وقليل من زخّات المطر تسرق الحلم الليلة ونهار الغد.
قرنفل الصباح يحمل كلّ العبق والمعاني تترامى في أحضان الغيوم القادمة من أعماق الوجود، من العدم من منشأ الأحلام والعودة حلم يتكاثر، لا يتراجع قيد أنملة ونحن والجنون على موعد. لكِ ما تريدين يا ((الأديبة))، لكِ الأمل والوعد وكلّ الأقنعة أراها تتهاوى، تركع بين يديك. شجر اللوز يا سيدتي مرّ وحلو يحمل بين طيّاته طعم الحياة وعذب مذاقها.
لا يا قرنفل، لم تخطئ العنوان فأنت غارق في بحار الهوى، يا تاج الزهر، لا تشح بوجهك القرمزي عن الشحرور فهو مغرم كما حالي أنا منذ ضلّ قلبي الطريق ودخل مواسم الحيرة واستقراء المجهول.
أشعر بوقع المطر الدافئ على محيّاي، وجهي يفيض برجع الرعد وأنا وفيضان المشاعر على موعد.
اللوز الأخضر يبحث عن قوافيّ يفرد أغصانه في أنحاء عوالمي، ونيسان يعد النرجس بحبّ مؤجّل، يبحث عن الصباح حيث تخيّم العتمة ويتصدق البحر بصدف على شاطئ متوحّد مع الصخور الناتئة المجرّدة من أثوابها. كَتَبَتْني مسرحيةٌ من فصل واحد، كَتَبَتْني روايةٌ طويلة باحثة عن سعادة نهايتها، تَناقَلَتْني خاطرةٌ عابرة في هيجان مشاعر، قَذفتْ بي تجاه زملاءٍ كادوا يستسلمون لسطوة اللامبالاة وأخريات لم تطأ أقدامهنّ عتبة بيتي وأنا مشروع أدبي معلّق على حبل غسيل.
ابتعدوا عن عوالمي، السأم يفرض حضوره قويًا حين يصبح الكذب نهج حياة .
المعذرة، نسيت بأنّ النرجس يترقّب خطواتي، لكنّه وفي نهاية المطاف ولى أدراجه فتح ذراعيه احتفاء بحضورك ، ألقى بنفسه بين أحضانك – النرجس.[/align][/cell][/table1][/align]
|