[نوفل عيسى]

[frame="1 70"] شكراً لكلِّ طغاتنا،
أنْ ثقَّبوا برصاصِ "غيْرَتهم على أوطاننا"
صدرَ الأحبَّةِ من أبنائنا، ورؤوسَنا،
حرصاً على أمنِ البلادِ وأمننا!

شكراً لكلِّ طغاتنا،
أنْ هدَّموا، فوق الرؤوس، بيوتَنا،
كيلا نهزَّ عروشَهم، بصراخنا:
أنَّا مللنا السجنَ والسجانْ...
أنَّا كرهنا البغيَ والطغيانْ...
أنَّا نريد حياتنا خلواً من الأوثانْ...

شكراً لكلِّ طغاتنا،
أنْ أودعونا في السجونِ، وصادروا أحلامَنا،
كيلا نُشوِّهَ هضمَهم لحقوقنا بنشيدنا:
طغاةَ العُرْبِ أبكاني
...... صدى آهاتِ أوطاني
وقدْ زُجَّتْ بلا ذنبٍ
على أرضٍ مساحتُها
......من الشامِ لبغدانِ
ومن نجْدٍ إلى يمنٍ
...... إلى مصـرَ فتطوانِ
ليجعلَ فيهِ أمَّتَنا
......قطيعاً يحسدُ الضانِ
على مرعى بهِ يمرعْ
...... بلا قيدٍ وسجَّانِ
وقد غصَّتْ زنازنُه
...... بأحبابي وخلاني
بأحلامي وآمالي
...... بأحقادي وأضغاني

شكراً لكلِّ طغاتنا،
أنْ كمَّموا بنعالهم أفواهَنا،
كيلا نقولَ لظلمهمُ لنا:
أنْ قدْ كفى!

شكراً لكلِّ طغاتنا،
أنْ علَّمونا شكرَهم بمديحنا،
لنظام جورهمِ المُعَمَّمِ بالـ "تُقَّى"،
شعراً يئنُّ بالخوفِ المُدَمَّى،

شكراً لكلِّ طغاتنا،
أنْ علَّمونا شكرَهم بمديحنا،
لنظام جورهمِ المُعَمَّمِ بالـ "تُقَّى"،
شعراً يئنُّ بالخوفِ المُدَمَّى،
بعضُه:
قدْ بُلينا بنظامٍ
...... ظَلَمَ النَّاسَ وسَبَّحْ
فهوَ كالجزَّارِ فينا
...... يذكرُ اللهَ ويَذبَحْ
* نوفل عيسى

[/frame]