[حسن ابراهيم سمعون]

صباح الخير أخي الدكتور منذر , بداية أشكركم على على الجهد والوقت والبحث لتأمين وترتيب عناصر الموضوع اللافت الذي طرحتموه أثابكم الله .
لعل مرحلة خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه, هي مرحلة بداية ظهورالصراع السياسي بصدر الإسلام.. وربما اتفق على هذا أغلب المؤرخين وتحديدًا فترة اسشهاده ومابعدها مباشرة .
وإن كنت أرى بأن الصراع له شق اجتماعي , واقتصادي , وقبلي
كان من قبل الاسلام واستمر بشكل مبطن وكامن على زمن الرسول عليه الصلاة والسلام والراشيدين الأولين رضي الله عنهما
وانفجر بعهد عثمان لأسباب مختلفة منها استقرار الدولة نسبيًا , ظهور بوادر وضع اقتصادي جديد , تبلور اختلافات مجتمعية واجتماعية وهذا برأي ليس له علاقة بشخص الخليفة إنما بالعهد والزمن ,,, ولو كان الخليفة زيد أو عبيد من الناس لظهرت نفس المشكلات , والإرهاصات وربما بنسب مختلفة..ولوجد من يستثمرها , ويبني عليها .
لذلك أرى بأنه من غير الدقيق البحث والدرس انطلاقا من تحميل شخص الخليفة تبعات ماحصل بشكل كامل .. أو شخصنة الصراع
فثمة عوامل غير مباشرة تخمرت , ووفدت من خارج المجتمع , وبسبب التفات الناس للحراك الاقتصادي وووو . أسست وهيأت
وهناك عوامل مباشرة منها ماذكرته أخي من مآخذ على الخليفة
كتعيين الأقرباء والسماح لتشكل رؤوس أموال وغيرها
واسمحوا لي أن استخدم بعض مفردات سياسية من قاموسنا الحالي
فأنا أرى وبشكل شخصي , بأن سيدنا عمر رضي الله عنه كان يختلف بالإيديولوجيا عن سيدنا عثمان رضي الله عنهما .
فعمر كان ميالا للاشتراكية , وعمومية المال وملكيته لكل المسلمين
بينما كان عثمان أميل للرأسمالية وهذا يعني تقاربًا فكريًا بين علي وعمر ( لا أقصد الفكر الديني ) إنما بفكر الدولة وسياستها..وانعكست هذه الرؤى على الأشياع والأتباع وأخذت شكل المعسكرين , أو الخندقين لأسباب سياسية بحتة وعند الأشياع وليس عند الخلفاء فهم أكبر وان اختلفوا ظاهريًا فهم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ..
ظهر من أتباع الطرفين من جير الفكر وألبسه اللبوس الديني , ليختلف مع الآخر لأسباب سياسية بجوهرها لكنه أصر على طرحها تحت راية دينية وحملوا الخليفة وزرها وصار ماصار..
وأكرر لوكان الخليفة (س) من الناس لرأينا من سيسعى لتفجير صراعات داخلية من أهم دوافعها الانتقام من الاسلام كرسالة جديدة وفكر توحيدي يلم الأمة كلها , وليس من الغريب أن يكون للصهيونية والماسونية دور كبير في تفجيرها ,, قد يتهمني بعض الأخوة بصاحب خطاب خشبي , أو من القائلين بنظرية المؤامرة
لذلك أقول بأن المؤامرة ونظريتها قديمة قدم الانسان ,, والجمعية الخفية ( إيبو غريفا ) قبل الإسلام بقرون ,,, والفريسين والكتبة الذين حاربوا سيدنا المسيح عليه السلام. قبل الإسلام بقرون , وجماعة فرسان الهيكل , ولو عدنا للتاريخ السومري والبابلي لرأينا دائما بالكواليس من يخطط ويتآمر .( دليلة , وسالومي , وأستير ) لن ننحرف عن موضوعنا لكن الغاية هي أن ننتبه فما يحصل اليوم من تأجيج للمشاعر الطائفية والمذهبية ليس بغريب عما حصل بالأمس , وإذا أردنا أن نعرف ماحصل بالأمس علينا أن نعرف مايحصل اليوم( ورحم الله الفنان نهاد قلعي ) فالتاريخ يعيد نفسه لكن بسخرية أكثر..
محبتي واحترامي لكم جميعًا واحترام موصول لأخينا الدكتور منذر
حسن إبراهيم سمعون