24 / 04 / 2013, 52 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
خشية ابداء الرأي وتشجيع ثقافة الاختلاف والتعامل مع الرأي والثقافة المخالفتان
[align=justify] يا صديقي لا أستطيع أن أكون نسخة كربونية عنك
أنا أختلف معك بالرأي والقناعات جملة وتفصيلاً لكني تعلمت كيف أخشى مواجهتك لي عند الاختلاف أكثر مما أخشى الحقيقة ووخز الضمير للصمت عما أراه حقاً
يا لهولي حين أخشاك أكثر مما أخشى ضميري وأحول قلمي إلى حجر!
كثيراً ما أشعر بأني إنسان محاصر لا أستطيع أن أعبر عن رأيي وعن نفسي بأريحية ، لأني أخشى الصديق
شتان بين اختلاف الرأي العربي واختلاف الرأي الغربي
أستطيع المواجهة والتعبير عن رأيي بصدق ها هنا في الغرب ولا أخشى في الحق لومة لائم، وحين آتي إليك أقف مترددة وقد أصمت وأهرب لأنك لا تفهم اختلافي ولأنك عزيز علي..
هل هو الإرهاب العاطفي؟
أستطيع بكل جرأة مواجهة ألف عدو أو شخص محايد بالنسبة لي لكني أخشى مواجهة الصديق والقريب باختلافي معه
" رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب "
نحن أمة العشائرية دينياً وعرقيا وقطرياً وسياسياً، متغلغلة في منظومة تفكيرها
رأيي لا يحتمل الخطأ وكل رأي مخالف له رأي معادي أجيد شيطنته وتخوينه..
إن خالفني أي صديق الرأي ومهما كان عزيزاً عليّ سيتحول لعدو وسأنسخه وقد أشهر به..
لأن تركيبتي عشائرية فكل ما يتعارض مع ما ترى العشيرة وبالتالي أرى ، لست مستعداً لسماعه وفهم وجهة نظره وكأنه كفر مبين أكاد أستغفر الله لمجرد الاصغاء له، بل أتصدى لهذا حتى لو بالصراخ والخروج عن الآداب العامة خوفاً من أن يؤثر بي.
لا أشير للخطأ إلا إذا رأته العشيرة وشيخ العشيرة خطأ، أما أخطاؤنا نحن فلا نراها ولسنا على استعداد لرؤيتها وسيكون عدوا لنا كل من يشير لها.
وهذا يسري على كل شؤون الحياة حتى أبسطها:
ممنوع على إبني أن يدرس الهندسة إذا أردته أنا طبيباً وسأعتبره ابن عاق إن لم يحقق أحلامي أنا لا أحلامه هو...
نحن أمة لا تحسن الحوار لكننا نجيد الشجار ونمارس الجدل العقيم وعند الاختلاف نقطع كل الجسور التي يمكن لها أن تصل بيننا!
إن كنت أنا مستفيدا من أمر ما ويلتقي هذا الأمر مع هوى نفسي فهذا هو الحق برأيي وكل ما يعارضه باطل مهما كان متضرراً، حتى لو تضرر كل الناس وكنت أنا وحدي المستفيد يكون كل الناس على خطأ وأنا وحدي على صواب..
الرأي الآخر هو رأي معادي دائماً وأبداً
المشكلة أننا لا نسمع بعضنا البعض لأننا وببساطة نرفض أن نسمع ونرفض أن نرى ما لا ينسجم مع ما نريد..
الإنسان عدو ما يجهل ، هذا حق ولكن نحن نرفض أساساً أن نعرف ما نجهل وأن نستمع له بعقل متفتح وحيادية...
كان لأحد الاخوة أفكار فلسفية ودينية مستمدة من المذهب الذي يتبعه، طلبت منه أن يكتب عنها فرفض خشية ما سيتناوله من هجوم
أطلعني أحد المتعمقين أيضاً بالفكر الديني الصوفي عل كتابات جميلة لم يجرؤ مطلقاً على نشرها، خوفاً أيضاً من الهجوم
نخشى الحوار في كل الأحوال
هل نحن نتنصل من قول الحقيقة التي نراها أحياناً خوفاً من الهجوم ومواقف الآخرين منا؟؟
نعم للأسف
نعم ويمتد هذا إلى مناحي خطرة أحياناً تحمل ضمائرنا فوق ما تطيق
كيف نتقبل الرأي الآخر ولا نخشى إبداء الرأي؟؟
في نور الأدب ترسخ عند الجميع الخوف من إثارة الضجة وفتح ملفات لكل ما نختلف حوله وإن فتحت نتجنبها حتى لو شعرنا بالغليان
أعترف بأني السبب في هذا
كان الشاعر طلعت سقيرق يقول لي ومنذ السنة الأولى: (( خطأ هذا الذي ترسخينه فكثرة الهدوء أشبه ما تكون بسكون الموت
اتركي الناس يختلفون ويتشاجرون ويعبرون عن آرائهم بكل انطلاق وصراحة
ماذا سيحصل لو اختلفوا ولو تشاجروا؟؟
سيثري النقاش ويشجعه حتى يتعود الناس على آداب اختلاف الرأي ومد الجسور بينه وبين الآخر))
نعم أعترف بأني أخطأت كثيراً في هذا المسار وما عدت أستطيع استفزاز أحد ليعبر عن رأيه بعد تعود السكون كل هذه السنوات
وإن لم نختلف ونناقش خلافاتنا واختلافاتنا سنظل ندور في حلقة مفرغة ولن نشيد الجسور وستزداد الهوة اتساعاً
ما الحل برأيكم؟
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|