لا أدري من أين أبدأ هنا .. ولكن الأمر في بلادنا لا يحتاج لكل هذا الزخم خاصة وأن الأمر يختص بماهية الإنسان العربي .. كافة الأسئلة هنا صالحة لكافة التأويلات بنفس الشخصية الواحدة .. عندما أخاف أن أصبح مهتما بإيقاف فتنة نعم أخشى التعبير عن رأيي في القضايا الخلافية .. إنما لا أخشاها في الأمور التقريرية .. تلك التي تدخلنا بدوامة المنطقي وغير المنطقي والصحيح والخطأ وكافة الأمور الجدلية التي لا ألوان بها غير الأبيض والأسود ..
الصديق الذي يخالفك برؤيا مصيرية ليس صديقا إلا إذا كان هو الصحيح وعليه أن يقف بطريقك في سبيل ردك عن الخطأ ..
التخوين .. نحن ولدنا خائنين فلماذا نخشاها ما دمنا كذلك .. مجتمعنا يحتم علينا الحياة بظل التخوين المتبادل والظن المتبادل والشك المتبادل .. ولهذا يجب أن نسأل أنفسنا صبح مساء أين نحن مما يجري بكل شيء. سواء بالأمور الشخصية أو الوطنية أو القومية .. على أن لا نكون الثقب بالسفينة .. مهما وصلت أمورنا الخلافية ..
المهاترات نعم يجب أن نتجنب نقاش السفهاء والجهال .. وعابدي الساقط من سماء الدول الاستعمارية .. للحفاظ على كرامتنا في أقل القليل .. على أن نعمل بحق على استكمال المشروع الحياتي بما يحتمه الضمير بكل إمكانياتنا المتاحة ..
الجهاد الأكبر أعلى مراتب الجهاد كلمة حق بوجه سلطان جائر .. كيف أخشى الناس ولا أخشى الندم بعد فوات الأوان ..
مناطحة الصخور صعبة وعلينا إيجاد المنافذ المشتركة للتفكير والخروج بحلول تجعلنا نمضي قدما بعالم تكثر به الخزعبلات والظلم والكذب ..
الخلاف بالرأي ليس خلافا إنما الخلاف القاتل هو الخلاف بالفعل .. قبل الوصول لما يخيف علينا أن نعرف أهدافنا ومشاريعنا وأحلامنا وآمالنا المشتركة .. وكل خلافاتنا ما هي إلا حروب طاحنة دون أهداف ودون طموح ودون خطط ودون برامج .. أنظروا للثورات العربية وكيف كشفنا اللثام عن إمكانيتنا الهائلة بالهدم وتقصيرنا القاتل بالبناء .. أتساءل كثيرا كيف نتقن فن الهدم ولا نستطيع البناء ..
ذلك لأن الهدم نتيجته واحده .. والبناء متعدد النتائج . الهدم طرقه مختله .. فوضى تعم البلاد والعباد .. والبناء طريقه واحدة .. العلم ولا غير .. ونحن لا نحترم العلم ولا نعمل به .. الهدم أرادوه لنا جماعات نعمة الكأس والدولار .. والبناء نحن نريده شخصيا وليس عاما ..
أمور كثيرة تنقصنا قبل أن نحتكم لهذه الأسئلة .. وأمور كثيرة نجهلها .. وأمور كثيرة شخصية نموت من أجلها .. وما أجملنا عندما نؤمن بجملة صغيرة واحدة .. تتلخص بما يلي:
لن تكون دوني ..
لأنني ......
لن أكون دونك .
........................
عصام الديك