لستُ فيما سأقوله مماحكة ،فأنا وأنت والآخرون لسنا مسؤولين عن اعتقاد الناس ومذاهبهم ، لكني أحب أن أهمس في أذنك شيئاً ،ربما لم تنتبه إليه سابقاً ،وألاحظ أنك لم تنتبه إليه حتى الآن !
فالناس ،على اختلاف مشاربهم وأمزجتهم وألوانهم ،مختلفو الأهواء والاتجاهات ،فبالتالي لا نستطع نفيهم من دائرة الإيمان لاختلافهم عما نعتقد ونؤمن به،لأن الإيمان فضاء لايحتكره طرف دون طرف ،فالبوذي والصابيء وصاحب الطوطم ،قد يرونني كافراً بعيداً عن الإله الحق ! والملحد يراني غارقاً في وهمٍ صنعته فعبدته فخفته ! عدا الطوائف الأخرى ،على تشعباتها، من الأديان السماوية الأخرى،وكلها تدعي أنها الحق وغيرها الضلال والطرهقة !
ولذلك أرى أنني لا أستطيع أن أكون حَكَماً على أحد ،ولا أستطيع أن أحكم على أحد بالكفر زاعماً أن مفاتيح أبواب الوصول إلى الله في خزائني لن يملكها أحد غيري إلا على طريقتي!
وعذراً أخي ،ولأتذكر معك أن تبيان الحقيقة يختلف عن الإلغاء والتهميش ومسارعة التكفير،والجمع بين النقيضين لايكون إلا بمزيد حب وتسامح حقيقي .