أخي الفاضل الدكتور منذر , مساء الخير يشرفني حضورك , وتسعدني ملاحظاتك القيمة ولن أختلف معك لكن بعد إذنكم أخي .
أنا ذكرت فيلون السوري الجبيلي , كمؤرخ ولم أتعرض لديانته لأنها حتمًا ستكون اليهودية أو الوثنية في حينها فاليهودية دين ظهر بسورية وليست شعبًا , كما تدعي الصهيونية ..أو سيكون مسيحيًا فيم بعد ..
وإن كان أسكندريًا فهو سوري أيضًا , وإن كان يونانيًا فهو سوري أيضًا لأنه كما تعلم أخي اليونان هو الاسم الذي أطلقه الإغريق سكان البلد الأصليون , على السورين الذين تنقلوا بن الشاطئين ومنهم زينون السوري وفيثاغورث وفرفريوس وغيرهم فهؤلاء السوريون عبروا البحر بأبجديتهم وثقافتهم وأسسوا مدارسهم ونشروا فكرهم ...ومنهم أصدقاء لي يعيشون بجزيرة إرواد حاليًا وبمنطقة الحميدية بطرطوس وهم عرب سوريون ويتكلمون الفينيقية القديمة حتى الآن
وهم من أسياد البحر ..
فيلون هذا من بلاد غامد وزهران السورية ( وهي نجد على الأغلب لاحقًا ) من منطقة اسمها (جب إيل) والجيم هنا كما يلفظها الاخوة المصريون وتعني قبة الأله ونسب إليها الجبيلي , وبعضهم يظنها جبيل لبنان ..
وهو من الذين انبروا لمحاربة الغزو الفكري الإغريقي , ونقل عن اسخانتيون السوري الذي يعتبره بعض المؤرخين أبا التاريخ وليس هيرودوت ..
وثمة شخص اسمه أوزيب اليهودي حاول أن يشوه صورة سنخانتيون وصورة فيلون سارقًا عنه كتبه لكنه فـُضح من زلات لسانه ومنها حين قال فيلون اليهودي ليس هو فيلون الجبيلي السوري بمعرض ادعاء بأنه صاحب المؤلفات ,, فعلى الأرجح هناك فيلونان ,وربما بعض المؤرخين يعتبر الحالة الفينيقية بدعة يهودية ,,, وللتوسع يرجى الاطلاع على تاريخ سورية القديم لأحمد داوود / الفصل العاشر ..صفحة 470 ومابعد ..
والآن نعود إلى الرسالة , والله يا أخي منذر , وأنت أدرى الناس بالذي يحصل... فعلا لقد بدأنا نقرف من هؤلاء الذين يتاجرون بالدين ويجيرونه لمصالحهم , بفتاو على الهواء وتحت الهواء , ووفق المزاج إلى حد جعلنا نفتقر إلى الحجة بالرد على صديق أو محتج من دين آخر , أو قومية أخرى ..فلا يعقل مانسمعه , وما نراه
من هرطقات , وترهات ماأنزل الله بها من سلطان ولا بيان فلقد افتروا على كتاب الله وسنة نبيه .. وأراك مقهورًا مثلي وأكثر
أعجبني كثيرًا قولك
: (ففيلون) أراه مِنْ رَسْمك ملامحه بدم وجع قلبك: دعوة إلى فتح النوافذ الصدئة ،ودلالة على شمولية الفكر ورحابته ،وأن لاهويةلفضاءاته واتساع آفاقه (ففيلون إسكندري، ويهودي، ويوناني)
وأكرر شكري لك , وأنا أثق بانتصار العقل السوري بنهاية المطاف وأرتقب بعد العجاف سمانًا ... محبتي أخي الكريم
حسن إبراهيم سمعون