[عصام الديك]

تلك مئذنة القدس العتيقة ..

والجرح يروي قصة مقسومة بين الشقيقة والشقيقة ..

الله يا هذا الوطن ..

كيف استدارت خيلنا ..

كجنون ريح ..

واستوت تلك الحقيقة

أن الذي ينوي التحرر مثلنا ..

سيظل طول العمر تحت أقدام الخليقة ..
.....................................
عصام الديك

نعم كنت بالقدس ولم أرها .. حجبها الجدار الفاصل .. ذلك الذي فصل غرفة الأطفال عن غرفة أبيهم ببعض المناطق .. وفصل المقل عن النور .. والقلوب عن الهدى .. والروح عن مستقرها ..

كنت في القدس ولم أر نفسي بها .. فكانت الغربة بحجم وطن .. وكان الحزن بحجم عمر .. والضيق بحجم ثورة ..

كنت بالقدس ولم آكل كعكها .. فلا كعك كالذي يباع بباحات مساجدها .. وأزقتها .. ودروبها .. وبجوار أبوابها ..

كنت بالقدس ولم أشرب قهوتها .. ولم أدخن التنباك بباب العامود .. ولم أصعد الطور لأرى القدس والأقصى والصخرة .. ولم أر قباب كنيسة الجثمانية .. ماااااااااااااا أجملها .. وهي تقابل المسجد الأقصى من جهته الشرقية كأنهما كوكبان من السماء حطا على بحضن القدس كمعجزتين ..

كنت بالقدس .. لم أر القيامة والمقامات والكاتدرائيات وجامع عمر والحارات والأبواب ولم أر في القدس القدس .. ولم ار غير الاحتلال على الهضاب ..

كنت بالقدس ولم أر زيتونها .. ذلك الزيتون الذي لم يبق منه في الأرض غير سيقانه المقطوعة .. والتي قطعها الإحتلال عنوة .. لإمكانية المصادرة والسيطرة والتهويد ..

كنت في القدس .. ورغما عنهم سأكون دائما ولو بالجوار .. وسنظل ولن نرحل .. فلا رحيل إلا إلى الله .. أو إلى الأقصى ..

ويسعد مساكم أصدقائي ..
......................
أخوكم

عصام الديك