[align=justify]
تحياتي لك دكتور منذر
شكراً جزيلاً لك على هذه القراءة الإيجابية الهادفة لسيرة جدي علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه وأرضاه.
أتمنى لو أمكنك دكتور في نهاية الدراسة وضع الخلاصة في نقاط لو أمكن حتى يسهل على المتابعين ترتيب أفكارهم ووضع مداخلاتهم وأسئلتهم الاستفسارية.
نستخلص مما تفضلت به:
" الفتنة خارجية من أتباع ابن سبأ وأن معظم الصحابة من المهاجرين والأنصار اعتزلوا الفتنة.."
منطقياً كان يجب على سيدنا عليّ عدم تأخير القصاص وعدم مغادرة مدينة رسول الله، ولعل في هذا بعض سوء التقدير، والله أعلم بظروف المحنة التي كان يواجهها.
نعود للفتنة
لا شك أنها فتنة ولكن..
أريد الوقوف هنا قليلاً مع بعض التساؤلات لو سمحت لي:
هل يجوز اتهام سيدنا علي من أي كان بالتواطؤ أو التستر أو حتى عدم الاهتمام بالاقتصاص من قتلة سيدنا عثمان ( قميص عثمان) وهو ربيب الرسول والفدائي الأول في الإسلام ( جميعنا نعرف مكانة عليّ ) وهل يجوز حتى الصمت على مثل هذا الاتهام؟؟
هل يجوز بحجة اعتزال الفتنة عدم الوقوف ومعاضدة سيدنا عليّ تجاه خصومه؟
بالنسبة لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ندمت أشد الندم على خروجها كما قرأنا عنها ، وكان كلا الفريقين يحمي هودجها حين عقر الجمل، بالنسبة لها ربما وهي أولاً وأخيراً - إنسانة تتأثر - كان في نفسها شيء من الجفاء تجاه سيدنا علي منذ حادثة الإفك وطلب سيدنا علي من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطلقها.
وهنا نعود لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر رضي الله عنه: (( تقتلك الفئة الباغية ))
الخروج على سيدنا عليّ خطأ جسيم والاعتزال أيضاً وعدم مناصرته خطأ وعقوق تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم، تماماً مثل سب الصحابة واتهام أم المؤمنين، فالرسول وهو نبي الأمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ومن اختاره الله سبحانه وتعالى لحمل رسالته إلى بني البشر في دعوة عالمية لتوحيد الله ونبذ الكفر والشرك ، ومن أثنى به الله عليه ما كان ليربي عليّ ويثق به إلا على الخير ويزوجه فاطمة وهي بضعه وأعز بناته عليه وينجبا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهما وكرم وجهيهما، لا أريد التوقف هنا كثيراً الآن وأترك هذا لما بعد سيرة معاوية ابن أبي سفيان.
وكما من جهة ابنته وابن عمه وحفيديه، كذلك صحابته وزوجه نفس الشيء، ما كان وهو يحمل رسالة ربه ويزوره جبريل عليه السلام أن يخطئ لا في ابن عمه وربيبه ولا في خواص صحابته وزوجه الأقرب إلى نفسه، مجرد اتهام أي من أهل البيت وأعني عليّ وفاطمة وأولادهما تحديداً، أو زوجته السيدة عائشة ابنة صدّيق النبي أو صحابته المقربون ( المهاجرون والأنصار) والطعن بأي منهم جميعاً هو طعن بالرسول وفراسته ونبوته صلى الله عليه وسلم ، كلهم بشر والإنسان يخطئ ويصيب ويرتكب بعض الهفوات في بعض المواقف أو يكون تقديره خطأ لكنهم جميعهم أحباب الرسول وخاصته والذين نقيس عليهم الحق والباطل بالمواقف الكلية لا الجزئية.
أنا كمسلمة محبة للرسول، لا يمكن أن أضع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه، ومعاوية بن أبي سفيان في كفتي ميزان وأقيس بتخيل نفسي أعيش في ذلك الزمن ، وأظن معظم المسلمين كذلك وعلى أي مذهب.
أنتظر بلهفة الدراسة التي ستتفضل بنشرها عن معاوية بن أبي سفيان، والتي يمكننا أن نتحدث كثيراً بعدها..
حقيقة دكتور منذر أشكرك جزيل الشكر على هذه الدراسات الهامة والتي نحن بأمس الحاجة لها ، وأستبشر خيراً أننا من خلالها سنستطيع إعادة القراءة بشكل أعمق
تقبل عميق تقديري وجزيل امتناني
[/align]