عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 06 / 2013, 13 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

خلافة معاوية بن أبي سفيان


كان معاوية بن أبي سفيان رجلا طويلا، أبيض جميلا، مهيباً
(تاريخ الإسلام 308 للإمام الذهبي محمد بن أحمد،ت: 748 هجرية).
وذكر الإمام النووي(يحيى بن شرف ،ت: 676 هجرية في شرح صحيح مسلم 8 /231 )، وابن القيم الجوزية (محمد بن أبي بكر،ت: 751هجرية في زاد المعاد 2/126) أنه أسلم سنة 8 هجرية يوم فتح مكة، والصحيح أنه أسلم في عمرة القضاء سنة 7 هجرية وكان يخفي إسلامه خشية أبيه،وجزم بذلك الذهبي.
واشتُهر عن معاوية بعض المسائل الفقهية:
1 فهو أوتر بركعة (فتح الباري7 /130 )،وحينما سُئل ابن عباس(عبد الله بن عباس،ت: 68 هجرية حبر الأمة وفقيهها) قال: إنه فقيه، وفي رواية إنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان ابن عباس والسيدة عائشة وعبدالله بن عمر وزيد بن خالد الجهني يوترون بواحدة(مسائل الإمام أحمد 1 /335) .
2 استسقى بمن ظهر صلاحه (المغني5/77 لابن قدامة عبد الله بن أحمد المقدسي ،ت: 620 هجرية).
3 جواز إخراج نصف صاع من البر في زكاة الفطر(زاد المعاد 2 /19).
4 استحباب تطييب البدن لمن أراد الإحرام(المغني 5/77 ).
5 جواز بيع وشراء دور مكة (المغني 6 /366 ).
6 التفريق بين الزوجين بسبب عجز الرجل عن إتيان زوجته (زاد المعاد 5/181).
7 وقوع طلاق السكران (زاد المعاد 5/211)وهو قول الجمهور،وذهب بعض أهل العلم ،وهو أحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد وإحدى الروايتين عن أحمد أن السكران لا يؤخذ بأقواله التي تضر بغيره.
8 عدم قتل المسلم بالكافر قصاصاً (المغني11 /466)، يعني الكافر الحربي وليس المُعاهِد الذمي.
9 حبس القاتل حتى يبلغ ابن القتيل (المغني11 /577).
وله 163 حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتفق
له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث ،وانفرد البخاري
بأربعة، ومسلم بخمسة.
** ** **
وموقف معاوية من خلافة علي معروف مشهور، أججت
اليهود السبئية والخوارج أواره، وكانت لهم اليد الطولى فيه،وفي حديث أبي مسلم الخولاني (عبد الله بن ثوب على
الصحيح ، ت:62هجرية) وإسناده جيد ،أنه قال لمعاوية:
أنت تنازع علياًّ أم أنت مثله؟ فقال: لا والله ،إني لأعلم أنه
أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنَّ عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فأتُوه فقولوا له ،فليدفع إليَّ قتلة عثمان وأسلم له.فأتوا علياًّ فكلموه، فلم يدفعهم إليه (سير أعلام النبلاء 3 /140،البداية والنهاية 8 /129 ،فتح الباري 13 /92).
فسار علي ومن معه من العراق حتى نزل صفين (وهي اليوم بالس قرب مدينة الرقة من الجانب الغربي من نهر الفرات) وسار إليه معاوية ومن معه في ذي الحجة سنة 37 هجرية فكانت موقعة صفين، وكان عليٌّ هو الأقرب إلى الحق من معاوية.
** ** **
وبعد مقتل علي في رمضان سنة 40 هجرية بويع لابنه
الحسن بن علي بالخلافة ،وأول من بايعه الصحابي قيس
بن سعد بن عبادة الأنصاري (وكان من الرسول صلى الله
عليه وسلم بمثابة صاحب الشرطة ،ت :سنة 59 هجرية)
، فقال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه وقتال المُحلِّين.فقال له الحسن:على كتاب الله وسنة نبيه فإنَّ ذلك يأتي من وراء كل شرط. فبايعه وسكت،وبايعه الناس (المنتظم في سير الملوك5 /158 ،الكامل في التاريخ 3 /402).
وفي رواية الزهري (محمد بن مسلم ،ت: 124 هجرية):بايع أهل العراق الحسن بن علي بالخلافة، فطفق يشترط عليهم الحسن: إنكم سامعون مطيعون، تسالمون من سالمت
،وتحاربون من حاربت، فارتاب أهل العراق في أمرهم حين
اشترط عليهم هذا الشرط، وقالوا: ما هذا لكم بصاحب وما
يريد هذا القتال (الكامل في التاريخ5 /162،تاريخ مدينة
دمشق 4 /535).
فدفعوه لقتال أهل الشام.قال ابن سعد(محمد بن سعد البغدادي
،ت: 230 هجرية)،وإسناده حسن:بايع أهل العراق، بعد علي بن أبي طالب، الحسنَ بنَ علي، ثم قالوا له: سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم، فإنا نرجو أن يُمكِّن الله منهم. فسار الحسن إلى أهل الشام ،وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، في اثني عشر ألفاً ،وكانوا يسمون شرطة الخميس ( الطبقات الكبرى1/ 319).
وقال ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي، ت: 774هجرية):
ولم يكن في نية الحسن أن يقاتل أحداً، ولكن غلبوه على رأيه(البداية والنهاية 8 /14).
فاجتمع جيش أهل الشام وجيش أهل العراق في الكوفة بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُوَلِّي حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية: إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاءهؤلاء ،مَنْ لي بأمور الناس ،مَنْ لي بنسائهم ،مَنْ لي بضيعتهم؟
(ضيعتهم: الأطفال والضعفاء، سُمُّوا باسم ما يؤول إليه أمرهم،لأنهم إذا تُركوا ضاعوا لعدم استقلالهم بأمرالمعاش).
فبعث إلى الحسن رجلين من قريش من عبد شمس: عبد الرحمن بن سمرة (ت: 51 هجرية)، وعبد الله بن عامر بن كريز(ابن خال عثمان بن عفان،ت:58 هجرية) وقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه ،وقولا له ،واطلبا إليه .
(أي: اعرضا عليه ما شاء من المال. وقولا له في حقن دماء
المسلمين بالصلح.واطلبا منه خلعه نفسه من الخلافة، وتسليم الأمر لمعاوية، وابذلا له في مقابل ذلك ما شاء).
فأتياه ،فدخلا عليه ،فتكلما ،وقالا له ،وطلبا إليه..فقال الحسن:فمن لي بهذا ؟ (أي من يضمن لي الوفاء من معاوية) قالا: نحن لك به (أي نحن نضمن، لأن معاوية كان فوَّض ذلك إليهما). فما سألهما شيئاً إلا قالا له: نحن لك به، فصالحه(فتح الباري13 /69).
ونص كتاب الصلح كما في كتب الشيعة:
هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب، معاويةَ بنَ أبي سفيان، صالَحَه على أن يُسلِّم إليه ولاية أمر المسلمين ،على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسيرةِ الخلفاء الصالحين، وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً ،بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين، وعلى أنَّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ،في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وعلى أنَّ أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهْدَ اللهِ وميثاقه، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الناس من نفسه، وعلى أن لا
يبغي للحسن ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غائلة سراًّ ولا جهراً ،ولا يُخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق، شهد عليه بذلك، وكفى بالله شهيداً (بحار الأنوار44 /65 لمحمد باقر المجلسي، من أئمة الشيعة الإثني عشرية زمن الدولة الصفوية،ت:1111 هجرية).
فالرغبة في الصلح كانت موجودة لدى الطرفين، سعى الحسن إلى الصلح وخطط له منذ اللحظات الأولى لمبايعته، وجاء معاوية فأكمل ما بدأ به الحسن.
لكن الخوارج، لم يعجبهم صلح المسلمين، وقالوا :ضَعُف الحسن وخار، فانطلق الجراح بن سنان الأسدي وانتظر مرور الحسن،فلما دنا منه طعنه في أصل فخذه ،فكاد يصل إلى العظم،وقال له أشركتَ يا حسن كما أشرك أبوك من قبل. واعتنقا ،وخرا إلى الأرض، فضرب ظبيانُ بنُ عمارة التميمي رأس الأسدي بآجرة فمات ،وحُمل الحسن إلى المدائن (عاصمة الساسانيين ،جنوب شرق بغداد)، ومرض الحسنُ من الطعنة أشهراً ثم بريء(الطبقات الكبرى1/ 323 ،أنساب الأشراف 444،الأخبار الطوال 216 ).
والمُلاحَظ في روايات صلح الحسن مع معاوية، كثرة رواياتها وتضاربها مع بعضها واختلاط ضعيفها بصحيحها ،وعدم الترتيب الزمني لوقوع الحدث.
(أمَّا الشيعة فتقول:الإمامة لا تخرج من أولاد علي بن أبي طالب،وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقيَّة من عنده.والحسن إنما تنازل لمعاوية بالخلافة للمصلحة العامة مثلما صالح الرسول صلى الله عليه وسلم الكفارَ من قريش في الحديببة سنة 6 هجرية،ففي حديث زيد بن وهب الجهني ( ت:96هجرية)،عن الحسن قال: والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي، وآمنْ به في أهلي، خيرٌ من أن يقتلوني (الاحتجاج 158 /29 /2) فهو صلحٌ وليس بيعة، وتنازُلٌ عن حكومةِ الناس وليس تنازلاً عن الخلافة ، وفي حديثه لحجر بن عدي الكندي (ت :51هجرية)قال: وإنما فعلتُ ما فعلتُ إبقاءً عليكم (تنزيه الأنبياء 223 للشريف المرتضى علي بن حسين ،ت: 436 هجرية).
وكان هذا الصلح في ربيع الأول سنة 41 هجرية، وسمي عام الجماعة،وصار معاوية خليفة للمسلمين لتسع عشرة سنة وثلاثة أشهر، (توفي معاوية سنة 60 هجرية،عن ثمان وسبع سنة ،لأن مولده كان قبل البعثة بخمس سنوات (الإصابة 6 /151 )،ويوم وفاته كان ابنه يزيد غائباً).
** ** **
وفي سنة 44 هجرية استلحق معاوية نسب زياد بن سمية بأبيه أبي سفيان فيما قيل (تاريخ الطبري5 /214)، ولم يتوسع الطبري في قضية النسب، فتعقبه ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي 774 هجرية) فقال:هذا جميع ما ذكره أبو جعفر في استلحاق معاوية نسب زياد، ولم يذكر حقيقة الحال في ذلك..وكان أبو سفيان بن حرب سار في الجاهلية إلى الطائف فنزل على خمَّار..فقال له: قد اشتهيتُ النساء فالتمس لي بغياًّ. فقال له: هل لك في سمية ؟ فقال:هاتها ..فأتاه بها، فوقع عليها ،فعلقت بزياد، ثم وضعته في السنة الأولى من الهجرة( الكامل في التاريخ 3 /443 ).
(وعدَّت الشيعة استلحاق معاوية زياداً وجَعْله زيادَ بنَ أبي سفيان من موبقات معاوية.فهو أول استلحاقٌ جاهلي عُمل به في الإسلام، واستنكره الصحابة وأهل الدين(النصائح الكافية لمن يتولى معاوية 80 للحافظ محمد بن عقيل العلوي، أحد أئمة الزيدية ت:1350هجرية)، وكان أبو سفيان رأى زياد بن سمية في المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبه، فادَّعى أنه ابنه لأنه زنى بأمه، فأراد معاوية بعد ثلاثين سنة أن يثبت كلام أبيه (انظر شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، للقاضي النعمان بن محمد المغربي ت: 363 هجرية من رجال الدعوة الإسماعيلية).
لكن الحسن البصري (الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، ت :110هجرية)،وابن سيرين (مولى أنس بن مالك الأنصاري، ت:110هجرية ،بعد وفاة الحسن البصري بمائة يوم)، وإسحاق بن راهويه (المروزي ،شيخ المشرق ،ت: 238هجرية)، وابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم،ت: 728هجرية)،وابن القيم الجوزية (محمد بن أبي بكر،ت: 751 هجرية)،أجازوا الاستلحاق ،وذلك لأن عمر بن الخطاب كان يليط أهل الجاهلية بمن ادعاهم في الإسلام ، يلحقه بأبيه إذا استلحقه وأقرَّ بأنه خُلق من مائه (الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار182 لابن عبد البر : يوسف بن عبد الله ،ت: 463 هجرية).
** ** **
وفي سنة 51 هجرية توفي الحسن على الصحيح، واتهم بعض الأخباريين معاوية وابنه يزيد ،أنهما تسببا في وفاته بالسم ،بأسانيد ضعيفة، وهو قول بلا علم ،وشيء لا يصح( منهاج السنة النبوية 4 /469 لابن تيمية أحمد بن عبد الحليم ،ت:728هجرية، تاريخ الإسلام 40 للإمام الذهبي محمد بن أحمد ،ت:748 هجرية).
قال ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي،ت:774 هجرية): وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث الكندية أنْ سُمِّي الحسن وأنا أتزوجك بعده، ففعلتْ، فلما مات الحسن بعثتْ إليه ،فقال: إنَّا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاكِ لأنفسنا ؟
وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية
بطريق الأوْلى والأحرى (البداية والنهاية 8/43).
** ** **
والمُلاحظ أنَّ معاوية كان يعتمد في سياسة قضائه على قوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمْركم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريد أن يَشُقَّ عصاكم أو أن يُفرِّق جماعتكم فاقتلوه.
وفي رواية عنه: أنه ستكون هَنَاتٌ وهَناتٌ (أي فتنٌ وأمورٌ حادِثة) فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميعٌ، فاضربوه بالسيف كائناً من كان (صحيح مسلم بشرح النووي12/241).
** ** **
وفي سنة 56 هجرية ،بعد وفاة سعد بن أبي وقاص آخر الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة من بعده ،دعا معاوية الناس إلى بيعة يزيد ابنه من بعده، وجعله ولي العهد، وهو الصواب في سنة الترشيح.
قال ابن كثير(إسماعيل بن عمر القرشي ،ت:774 هجرية):
وكان معاوية لما صالح الحسن، عهد للحسن بالأمر من بعده، فلما مات الحسن قوي أمر يزيد عند معاوية (البداية والنهاية 8 /80 ).
ويقال إن المغيرة بن شعبة هو صاحب فكرة ترشيح يزيد بن معاوية لولاية العهد ،وهذا خطأ لأن المغيرة توفي سنة 50 هجرية قبل وفاة الحسن بسنة.قال الخطيب البغدادي(أحمد بن علي، ت: 463 هجرية):المغيرة مات سنة خمسين،
أجمع العلماء على ذلك (تاريخ بغداد 1 /191).


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس