أعجبتني مناجاة أم وهي تدعو ربها بمشاعر متباينة، تتقاذفها يمنة ويسرة،صابرة متصبرة، حائرة متحيرة، بين الأمومة والبنوة ،والحب والقسوة..
بين خوف ولوعة، ويأس وندم ،وحزم وألم..
فنادت ربها وهي تبكي داعية على ابنها الغادر ،الذي تزوج دون إرادتها ،من بيئة دونٍ ، ضارباً عرض الحائط بتوسلاتها إليه أن يدع من أحبها ، ليصحو ويقر أن الزواج مجموعُ أسرة، وعاداتُ، ونمطُ نظمِ تقاليد، وثقافةُ أسلوبِ شكلِ حياة ،وليس رواية رومانسية حالمة يُغرق الخيالُ بعمومها ويغفل عن جزئيات هامة فيها،تُشكل جوهرَ نظام حياتنا :
اللهم ،انزع محبته من قلبي حتى لا أحن إليه أبداً..
اللهم ،أنسنيه حتى لا أذكره أبداً..
اللهم ،امسح صورته من عيني حتى لا أراه أبداً..
اللهم ،امح شريط حياتي معه ،حتى لا أحتفظ بذكرياته أبداً..
اللهم ،اقتلع ما تبقى له في جوارحي ،حتى لا أشتاق له أبداً..
اللهم ،لا تطالبه بحقوق أمومتي ،فأنا لا أريد منها شيئاً أبداً..
اللهم ،اغفر له قسوته ،فقد نسي أنه جزء من قلبي، فانفصل عني، وأنساني حلاوة القرب منه.