عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 06 / 2013, 12 : 10 PM   رقم المشاركة : [9]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق

منديل سلمى
[align=justify]

كنت في طريق العودة إلى قريتي بعد غياب طوعي طويل. كيف ولماذا أجبرت على الهجرة والإبتعاد؟ هذه قصة يمكن اختزالها في سطور، ويمكن سطرها في مجلّد كبير إذا أردت أن أفصح عن الأسباب التي أدّت لذلك والأبعاد النفسية التي ترتّبت على هذا الفراق المجحف بحقّي وبحقّ الآخرين. حسنًا، سأعترف بأنّني كنت وما أزال عاشقًا، تصوّروا بأنّ الكثيرين كانوا يهمسون لي خجلا بين الحين والآخر بأنّ تصرّفاتي توحي بالعشق! لكنّي أرى بأنّ الشجاع والجريء فقط لا يخجل من إعلان حبّه وولهه، وإلا بدا العالم كالح رماديّ. العشق الأبديّ المقيم في روحي جعلني أرحل دون أن أحزم من أمتعتي شيئًا، بل على العكس من ذلك، بدأت الأمتعة تلاحقني قي مسيرة حياتي اللاحقة، وكنت أقوم غالبًا بتغيير خزانة ملابسي، أهدي الثلاجة والفرن لبعض الأصدقاء، أتخلّص من الأحذية القديمة السليمة غالبًا، أحاول جاهدًا عدم التعلّق بأيّ مادّة أو أثر، سوى ذاك المنديل – منديل سلمى.
أعرف بأنّها قد تزوجت وخلّفت ولدين وبنت في منتهى الجمال، أصرّ والدها على أن تحمل اسم أمّها لشدّة الشبه بين المرأتين، وهكذا أصبح في تلك القرية سلمى الأم وسلمى الابنة. لكن هل يدرك الرجل الذي سلبها من عالمي قبل عشرين عامًا بأنّه لوّعني مرّتين، الأولى حين دخلها وأصبح الوحيد المخوّل بامتلاكها، والثانية حين تسبّب بولادتها ثانية إلى هذه الدنيا، لتصبح مصدر الفتنة والعشق طوال أربعة عقود متتالية.
- محمد! هل هذا معقول يا عالم؟ إنّه والدي العجوز، لم يكن قد تقدّم في العمر كثيرًا، لكنّ الألم والحسرة التي استحوذت عليه منذ سنوات، جعلته يبدو أكبر من عمره بكثير. كنت قاسي القلب، حرمته من الكثير من الفرح المرافق لمعايشة أيامي كابنه المدلّل. كنت قد حرمته من السهر على راحتي حين أمرض، والرقص حين أحقّق نجاحًا ما. هكذا وجد الرجل نفسه خارج حسابات الوالد وكنت أنا السبب بالطبع في معاناته الشرقية. لكن يا والدي أبا محمد، أتمنّى أن تدرك كيف يشقى الرجل حين يجد نفسه ليس بعيدًا عن سلماه التي باتت ملك يمين رجل جشع نهم آخر. رجل لا يتوانى ليل نهار عن إشباع اشتياق الرجال لجسدها البضّ وامتلاك إبتسامتها صباح مساء، رجل أدرك قدرتها على استباق الشمس صباحًا بحضور أنثويّ لا يقهر. إبتسامتها وحدها هي التي هزمتني في خضمّ الحياة يا والدي.
- أنا محمد يا والدي الحبيب. أخذته بين يديّ طويلا، وسالت دموع الرجال سخيّة صامتة حرّى، طبطب على ظهري وقبّلت جبينه ورأسه الخشن. كان في تلك اللحظة يتعافى من لعنة الزمن وقسوة عقدين متتاليَيْن.
- لم تتغيّر رائحتُك يا ولدي، ما زلت ذلك الرجل العشرينيّ الذي أذكر.
كان الرجل-الوالد يعرف جيّدًا أسباب ابتعادي عن القرية التي اشتهرت بجمال نسائها، وكان يعرف مدى تعلّقي بسلمى، التي كانت تبادلني مشاعر الحبّ أيضًا، كانت تمنحني إشراقتها كلّما مررت بالقرب من منزلها، وكنت أمرّ في اليوم الواحد المرّة تلو الأخرى. مئة مرّة بل أكثر، كيف يمكن إخفاء كلّ هذا العشق يا والدي؟ لهذا وافق والدها طلب أبو ربيع لتزويج إبنه منها ورفض طلب أبي محمد ليحكم علينا بغربة طالت لعقدين من الزمان. قبل إعلان زواجها وبعد أن تأكّدت سلمى من مصيرها غير المعلن، أهدتني منديلها مضمّخًا بعطرها الذي أحببت ما امتدّ بي العمر.
هل تزوّجْتَ يا ابني؟ سألني والدي محدّقًا في عينيّ، ربّما كان يبحث عن أثر سلمى في جيناتي.
- تزوجت وطلّقت مرّتين. لم تتمكّن إمرأة من احتلال مكانتها يا والدي. لم أجرؤ في تلك اللحظة على لفظ إسمها.
قد يتساءل البعض عن سبب عودتي إلى القرية بعد مضيّ هذا العمر. علمت قبل سنة بأنّ سلماي قد ماتت فجأة، لم تفتح عينيها ذات صباح، فراشُ نومها كان قد برد في ساعات الصباح الباكر، دون أن تفارق الإبتسامةُ تضاريسَ وجهها.
بعد أيام قابلت صدفة سلمى الشابّة الجميلة ذات العشرين ربيعًا. كانت تعرف تفاصيل حكايتي مع أمّها بالطبع.
- عمّي محمد! لو تغيّر مجرى الأحداث قبل عشرين عامًا لنادتني هذه المرأة الشابّة بأبي. امتدّت يدي إلى جيبي الداخلي، أخرجتُ المنديل المضمّخ بعطر المرأة التي امتلكت ذاكرتي، وخَلُدَت وتجذّرت في أعماق العاشق الكامن في وجداني.
- هذا منديلها يا سلمى، آخر ما تبقّى من ذكراها، قدّميه للرجل الذي يختاره قلبك، ولا تقبلي بأن تكوني مُلْكَ أحدٍ غيرِه.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس