14 / 06 / 2013, 18 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [10]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: القصص التي أجيزت في مسابقة القصة القصيرة تنشر لاستفتاء الأعضاء والزوار خارج التق
[align=justify]أتت إلى هذه الدنيا قبل الأوان,فكانت الفرحة فرحتين.أزاحت عنهم هما توالى لسنين عديدة فاستقبلوها كالاميرةوهكذا صممت أن تبقى.كانت كبرى إخوتها لكن لاأحد يتنازل عن حب الأميرة,الكل يهتف قلبه بحبها ويتوددون إليها,كل على قدر رحابة صدره كانت تبادلهم نفس الإحساس فحبهم لها ما زادها إلا تواضعا ورقة.
كانت تخاف على نفسها من أجلهم فهمت الدرس جيدا ,لاتريد أن تخيب رجاءهم بأي حال من الأحوال...
مرت سنين طفولتها أكثر من رائعة لم تعرف للحرمان طعماأبدا.
مرت السنين والأعوام,شاءت الأقدارأن تعصف بقلبها الصغير ريح قوية,انحنت لتمر العاصفة بسلام لكنها أبت إلاأن تعمر وأبت هي إلا أن تسير عكس التيار.
فعاشت أجمل أيام عمرها بين شد وجدب,بين نحيب وأنين,كانت غريرة حيية,استطاعت هذه العاصفة أن تنضج قلبها قبل الأوان.فترعرع بين جنبات روحهاحلم جميل بحجم الزمان لم تلجأ لتفسيره خوفا من أن يفقد بعض طلاسمه التي تدغدغ مشاعرهاكلما هربت من رتابة الحياة,كلماأغلقت عينيها لتفتحهما على عالم ساحر,لتستيقظ في النهايةعلى حزن أبى إلا أن يعشوشب بين أحضان الشوق.
انتبدت بحلمها مكانا قصيا أخفت ظفائرها واعتلت برج الصمت وتقلدت بلاءاتها,مزقت كل الشهادات إلا شهادة مزقت فيها الإنحناء فأينع الإباء,لم تنسب الذي أصابها إلى قبيلة عذرة ولاإلى أي قبيلة أخرى,بل نسبته إلى رب السماء وحده قادر أن يرفع عنها البلاء,بكت واحترقت ,كتمت وعفت وانتظرت الموت ,ماكانت محظوظةضعف الطالب وعز المطلوب.أصدر القدرأمره أن تعيش بين داميس الموت البطيء,لم يعد يغرها من متاهات الدنيا شيء.
منذ أن ذبح هذا القلب على أعتاب العفة والكتمان,ومنذ أن صلب هذه الروح تالوث الشوق والصبابة والحرمان,لم يبق منها إلا كتلة لحم ومجموعة عظام لكم تمنت أن تهديها للديدان حبذاقبل الأوان.لم تعد تطق الموت البطيء وفي نفس الوقت لم ترغب في إجهاض هذا الحلم الجميل الذي يضيء حناياها,فالذي بين حناياها روح والروح إذا شفت خفت وإذا فاحت فاضت وألقت ما فيها وتخلت عن جسد ـأشبه مايكون بالقبرـإما تعود إليه بالضياء أو تكمل رحلتها فيلفه الفناء وتحتضن هي الضياء.ألا يقولون إن الأرواح جنود مجندة,لكم تمنت أن تستغفل هذه الجنودلتحظى بسر لطالما ارتقت إليه.وظلت تنتظر هفوة من هفوات الزمن تعترف لها بالذي بين حناياها,طال الزمن واختفت هفواته...أرادوالها أن تتكاثر احتجت ورفضت وتدرعت,لم تغرها أشكالهم ولامناصبهم,فحلمها كان الأجمل,كانت حلم الكثيرين لكن حلمها الوحيد كانه,وأصرت على الرفض وعندما انقضت الحجج والذرائع قبلت على مضض,فألقى بها الزمن في نار أخرى,تكاثرت ولم يلهها التكاثر حتى تزور حلما يسكنها وتسكنه يحفر له مكانا في كل ذرة من كيانها.
استمرت رحلة الموت البطيء وتوالت السنين وما زال الجرح لم يندمل ,ومازالت صورته محفورة في ذاكرة قلبهاوقلب ذاكرتها ,لم تستطع رياح الزمان أن تدروها,ولااسطاع غبار النسيان أن يعلوها,هاهي تبلغ سن الرسالةها هي تنزل من برجها لتبحت لحلمها عن هوية,تخاف أن يواريها التراب ولما تعلم هل الذي بين حناياها كان حلما أم وهما,فإذا كان حلما فما أقصر الأحلام الجميلة وإن طالت وإن كان وهما فليكن من أصدق الأوهامها هي تجهر بالذي أسرته ربع قرن من الزمن,أنطقهاالذي أسكتها أول مرة وهو على القلوب ذو سلطانعظيم,أتت به قومها تحمله ويحملها يشكوان زمنا تحامل عليهما ورمى بهما في غياهب الصمت,حتى طاغور انتفض لبكائها ولم ينزع عنها قدسية الحلم فصمتها فاق المدىوصرخة صمتها اخترقت الصدى,هاهي تستعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهالة الرهبة تحفها وموكب الحمام الزاجل يخبرها أنها لم تغادر ذاكرته طيلة هذه السنين,ماكانت تطمع في أكثر من ذلك ابتسمت وأشرق محياها وأخذت تردد ألحانا شجية ..
يدق قلبي من الفرحوالعين تبكي حنيناداوى الزمن ما جرحزادالروح يقيناماتت مطمئنة على حلم توعد الزمن بكفالته,واحتضنته نسيمات الشوق...[/align] [align=justify]
[/align]
|
|
|
|