تتصدّر ( قلتُ في الحياة ) مجموعة خواطر دموع قلم، لتؤكد الوقْعَ الحزين للعنوان بسطور مغرقة في الحزن والتشاؤم والإحباط.
تتحدث السطور الأولى فيها عن مجابهة الحياة باتخاذ كل منا مؤنساً تهدأ بصحبته أرواحنا، لكنه لا يعدو أن يكون مجرد حلم في أغلب الأحيان تمنعه عنا الحياة. وبعد إضاءة على قسوة الحياة وسهولة الموت، تقابلنا بارقة من أمل ممثلة بالنص التالي:
" كم طال بحثنا عن ذلك الضوء، ونسينا أنه أسير القلوب، قلوبِ الأهل والأحباب والأصحاب. فلنحررْه من قلوبنا، علّه يغمر عالمنا بالسعادة".
وقد تبدو هذه البارقة غريبة عن النظم العام للخاطرة، التي تستفيض بوصف الحالة البئيسة التي نعيشها، وتنتقل من انهيار إلى آخر حتى تختتم آلامها بتساؤل يائس: " أنّى لي أن أستمد منك الأمل ..؟"
لم يكن من مجال لإشعال قبس من الحب في الخاطرة، لأنها خاطبت الحياة وفق أسلوب التجسيد، فكانت هي نفسها الأنثى المقصودة في الكلمات.
(قلت في الحياة) -رغم كل الغشاوة السوداء التي تلفها- لا تخلو من واقعية مريرة، كتبت في ساعة ضجر ويأس، فزادها ذلك سواداً على سواد.