الموضوع: الحزن
عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 06 / 2013, 42 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

الحزن

مهداة للأستاذة الأديبة هدى الخطيب وجه النور،والأديبة فارسة الكلمة نصيرة تختوخ:

الحزن والأسى على فراق عزيز قد يحدث تبدلاً في حياة الإنسان، فهو تجربة قاسية ومريرة ، تختلف عن باقي تجارب الحياة.

وهو إحساس إنساني طبيعي نشعر به عند فقد شخص عزيز،لكن الناس يختلفون فيما بينهم في حدة الشعور به، وبالتالي تختلف أساليب تعبيرهم عن ذلك الحزن وقدرة تعايشهم معه. ويكون لسمات الفرد الشخصية، ومدى علاقته بالفقيد، وخبراته وتجاربه الحياتية، وخلفيته الثقافية والدينية والاجتماعية دورٌ مهمٌّ في كل ذلك.

فالحزن على الفقيد - وإن كانت نتائجه واحدة في حالاته- فهو يختلف في جزئياته بعض الشيء عن مجموعه: فالحزن بسبب وفاة مفاجئة: كحادث سيارة ،أو بسبب غرق أو حريق،هو في ظاهره، غير حزن الأهل لمريض عليل متوفى - خاصة في مراحل مرضه النهائية، رغم أن الأهل يتوقعون افتقاده عما قريب- فمرضه يكون بمثابة تمهيد للوفاة والحدث الصادم، ويمنح الأهل الفرصة الأكبر لتوديعه والتعبير عن حبهم له.

لكن توقع الوفاة، لايقلل من الشعور بالحزن. ووقوع حدث الفجيعة يُظهر نفس مشاعر(صدمة) الوفاة بسبب حادث سيارة أوبسبب غرق أو حريق .

كما يعتقد كثير من الناس أن الحزن مرحلة واحدة، تستمر لفترة قصيرة، يعاني خلالها الفرد من الألم النفسي والأسى بسبب الوفاة، لكن الحقيقة إن الحزن عملية انفعالية معقدة، يحاول خلالها الفرد التعايش مع الحدث، وقد تستمر لفترة طويلة.

وعلى الرغم من أنه شعور قاس ومؤلم،إلا أنه من الضروري السماح للنفس بالتعبيرعنه في صورة من الصور،على اختلاف أنماط التعبير، مع عدم التردد في طلب دعم الآخرين ومساعدتهم لتخطي الأزمة واستئناف الحياة بشكل طبيعي.لكن رغم كل ذلك،فقد ينغر الحزن فجأة دون سابق إنذار،كعاصفة أسى يائسة تدمر كل لحظات الهناءة.

** ** **

ولحظات الحزن تمر بثلاث مراحل، لايُشترط فيها التسلسل والتتابع، فقد تتداخل، وقد تكون واحدة:

المرحلة الأولى:

هي الشعور بالصدمة، والإنكار، وعدم التصديق، والخواء. وهي حالة قد تستمر مع الفرد من ساعات إلى أسابيع. فيشعر المرء أنه منفصل عاطفياً عن العالم ، وتهاجمه نوبات من الأسى والحزن- خاصة عندما يرى ما يذكره بالفقيد- فيشعر بالضعف والانهيار، وينخرط في البكاء.

وقد تسيطر عليه ذكرياته مع الفقيد، فيحاول صرف نفسه عن هذه الحالة بأي نشاط، أويفقد القدرة على التحكم في ما يجري حوله من أحداث.
المرحلة الثانية:
وهي مرحلة المواجهة الحقيقية للمصيبة: تتراجع مشاعر الذهول والانفصال عن العالم، لتحل محلها مشاعر الأسى والألم، فيدرك الفرد حجم ما فقده ،ويبدأ في التأقلم مع التغييرات والأوضاع الجديدة.
وتختلف أعراض الحزن في هذه المرحلة من شخص لآخر، وان كانت تظهر في شكل نوبات من الألم، وقد يبدو المرء مشوشاً ومضطرباً، وقد يجد صعوبة في التفكير أو التذكر، أو القيام بأنشطته اليومية المعتادة:


1 فيميل إلى العزلة والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.

2 ويجد صعوبة في التركيزوالتفكير.

3 وينتابه القلق والتوتر من وقت إلى آخر.

4 وتضعف شهيته إلى أنواع الطعام والشراب.
5 ويسيطر عليه الحزن.


6 وينتابه الشعور بالاكتئاب.
7 ويرى الفقيد كثيراً في أحلامه، أو يتخيله مراراً أثناء اليوم.
8 ويفقد من وزنه.


9 ويصعب عليه النوم
10 ويشعر بالإرهاق وبالضعف وبالإنهاك الشديد.
11ويكثر تفكيره في الموت وفي الرحيل وفي قرب الابتعاد عن الأحبة.
12 ويبدأ بالبحث عن أسباب تفسير حدث الموت ،بطريقة قد تكون غير منطقية في كثير من الأحيان.
13ويبالغ في التفكير في الأخطاء- سواء الحقيقية أو الخيالية- التي اقترفها في حق المتوفى،فيملؤه الشعور بالذنب ،ويبدأ بالإحساس بالإنفصال عن الآخرين وبالوحدة.
14
وخلال ذلك ،قد ينتابه الغضب أو الحقد على الآخرين ممن لم يفقدوا أحبابهم


المرحلة الثالثة:
هي تعوُّد تقبل الحزن،وهي السمة المميزة لهذه المرحلة، فعلى مدى الشهور التالية للوفاة يبدأ الفرد في تقبل الوضع تدريجياً،ويعيد ترتيب حياته، وإن كان غالباً لا يستطيع التأقلم بشكل كامل مع التغيرات العاطفية والحياتية، إلا بعد مرور عام أو أكثر.


وعلى الرغم من أن حدة الألم تقل تدريجياً، إلا أن تعلق الفرد بالفقيد قد يستمر ، لاحتلاله جزءاً هاماً من تفاصيل الحياة، فيشعر الفرد أن رحيل الغائب ترك فراغاً كبيراً، وكمًّا هائلا من المشاعر لا يُعْلم من يستحقها سوى الفقيد الغائب ،فيعاوده الحزن من جديد عليه وعلى نفسه ،وهو يرى حياته صارت بلا لون من دونه !
فلا حلَّ لهذه المشكلة ،سوى البدء في توجيه الطاقة العاطفية ،التي كان يفرغها مع ذاك المتوفى، بتكوين علاقات جديدة، أو انخراطه في أنشطة مفيدة، بالإصرار على إعادة ترتيب الحياة بما يتفق مع الأوضاع الجديدة (ولا يعني ذلك أنه غير مخلص للراحل، أو أنه يحاول أن ينساه ، لكن لابد من البحث عن مصدر جديد للإشباع العاطفي والروحي والنفسي والمادي،فالحياة لاتقف أبداً،وحركتها الدائبة ،لاتزال مستمرة، ونحن شئنا أم أبينا نكوِّن الجزء المهم فيها ).
وللتغلب على الشعور بالأسى لابد من خطوات:
1 عبر عن مشاعرك، وتحدث عما يجول بداخلك من أفكار.


2 لا تخجل من دموعك ،فهي تخلصك من المشاعر السلبية الكامنة داخلك.
3 امنح نفسك فرصة التغلب على مشاعر الحزن والأسى، مع عدم مقارنة ردود فعلك بردود فعل الآخرين، ولا تسمح لأحد أن يفرض عليك مشاعره أو تصرفاته أو يخبرك متى يجب أن تتوقف عن الحزن.
4 حافظ على نمط حياتك وروتينك اليومي العادي، وتجنب القيام بتغييرات كبيرة أو اتخاذ قرارات هامة،خاصة في العام الأول ،(كتغيير العمل أو المنزل، أو اتخاذ قرار الانفصال عن شريكك) فذاك يشعرك ببعض الاستقرار والأمان.


5 فرِّغ مشاعرك على الورق: اكتب رسائل إلى الفقيد، وابعث إليه بأمور تريد قولها له، وتحدث إليه وقل له كم أنت تفتقده. وقد تجد في القراءة مسلاة جيدة ،خاصة إذا كانت تلك الكتب تحتوي على تجارب مماثلة لأشخاص نجحوا في التغلب على أجواء الأسى التي كانوا يعيشونها (وفي قصص تاريخنا كمٌّ وافر من القصص المحزنة)، فتشعر أنك لست وحيداً في محنتك ،وأن هناك الكثيرين ممن مروا بمحن قد تكون أقسى من محنتك.
.6 اكتب يومياتك وأفكارك، أوارسم لوحة، أو ازرع زهرة أو شجرة
7 اعتن بنفسك، فالأسى يؤثر على تفكير الإنسان وعلى جسمه .فتناول ما يناسبك من طعام،وامش وتنزه، ومارس تدريبات بدنية خفيفة تحبها يومياً.
8 لا تلم نفسك، وسامحها على أي خطأ اقترفته. وحاول أن يمتد تسامحك ليشمل الآخرين فتغفر لكل من أخطأ في حقك.


** ** **

وللمعزِّي خطوات لابد من اتباعها:

1 أن يكون دائماً بالجوار، حتى لو لم يكن يعرف ماذا سيفعل أو كيف سيساعد آل المتوفى،فمجرد تواجده بالجوار سيشعر آل المتوفى بالارتياح والاطمئنان.
2 الاستماع لآل المتوفى ومشاركتهم في أحاسيسهم وآلامهم، شرط ألا يضغط عليهم أو يحاول إجبارهم على الحديث،فقد لايكونون يرغبون في ذلك،فليكن مستمعاً متفهماً.


3 أن يتقبل مشاعرهم مهما كانت سلبية، ولا يحاول إخبارهم كيف يجب أن يشعروا أو يتصرفوا.فليدعمهم وليخبرهم أنه يتفهم مشاعرهم، ولا يحاول التقليل من حجم فجيعتهم،وليعرض عليهم بعض المساعدات العملية: كالذهاب للتسوق، أو إعداد الطعام، أو ترتيب المنزل. ولا يضغط عليهم إذا لم يرغبوا ذلك.
4 وليحذر جملا مثل: "أنتم أقوى من ذلك،يمكنكم التغلب على هذا الأمر،تماسكوا من أجل الأبناء والزوجة.." فهي تضيف على آل المتوفى عبئاً نفسياً إضافياً، ويضغط ذلك على أنفسهم ،فيخفون مشاعرهم حتى يبدون متماسكين أمامك ومسيطرين على الأمور.
5 استمر في دعمهم وعرض مساعدتك حتى بعد مرور الصدمة الأولى، فعادة ما يأخذ الأمر وقتاً طويلا حتى يتعافوا ويتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية.
6 حاول ألا تتركهم في المناسبات والأحداث الهامة كرمضان والعيدين وعيد الميلاد والذكريات السنوية التي اعتادوها ،لأنها قد تكون أوقات صعبة جداً عليهم،
فساعدهم على إعادة ترتيب حياتهم واستئنافها، وشجعهم على اتخاذ القرار بنفسهم،وشجعهم على استثمار طاقاتهم الانفعالية والعاطفية في علاقات جديدة.
7 ساعدهم في حل ما قد يقابلهم من مشكلات، ولا تبخل عليهم بالنصائح والتوصيات التي قد تساعدهم في حياتهم، واربط كل ذلك بامتحان الله، وغاية الحياة، وجزاء الصبر، وحلاوة اليقين.







نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس