[خيري حمدان]

مفاهيم جديدة للوطنية

بات مفهوم الوطنية واسعًا وفضفاضًا خاصّة بعد أن فقدت المواجهة على كافّة أشكالها ((سوى المستسلمة منها)) وجودها وحضورها على الساحة الوطنية. المواطنة بالطبع تختلف عن الوطنية وتأتي لزامًا لها وقد تأتي في مرحلة لاحقة بعد تحقيق التحرّر الفعلي على أرض الواقع. وقد يكون الخلط قد حدث في تقديم المواطنة على الوطنية وبخاصّة في فلسطين المحتلة، وهذا لا يعني بالضرورة تغييب المواطنة، ولكنّه لا يعني كذلك تغييب الوطنية إذا تناقضت مع توجهات ورؤية النخبة السياسية.

هناك ضرورة لإعادة النظر في مفهوم الوطنية وعدم إحتكار القضية الفلسطينية لأجل غير مسمّى ضمن أجندات سياسية قد تكون غير واضحة وغير مجدية، كي تتمكن هذه القضية من عبور مرحلة الجمود والتحلّل، ما سمح حتّى اللحظة بتنفيذ الكثير من مشاريع الإستيطان وتهويد القدس الشرقية. الوطنية تعني كذلك عدم كشف كافّة الأوراق والإنتقال إلى مرحلة متقدّمة من الدفاع عن مستحقات الوطن، وعدم الرضوخ دائمًا وبلا مقابل للمطالب الإسرائيلية التي لا تنتهي، دون إلتزامها بأيّ من القرارات الدولية، وبقائها دون عناء فوق القانون.