تحية طيبة وبعد :
صباحكم خير ، صباح الوطن الجميل ، والكلام الجميل والأحلام الطفولية ، والكذب الرائع الذي علمونا إياه صغاراً فكبرنا واكتشفنا كم كنا حمقى .
الشكر للأستاذ محمد صالح الجزائري الذي اختصر فكفى ووفى .
الشكر للأستاذة هدى الخطيب التي حركت المكبوت في داخلي وفجرتني ، فأنا المقهور حتى اليأس ، يحق لي وأنا أرى الأستاذة هدى تسأل: " هل قيمة الوطنية مشوهة ومجرد شعارات جوفاء في بلادنا لعوامل وأسباب عديدة أهمها أن دوره مهمش وهل لهذه السلبيات أن تشوه معنى المسؤولية الوطنية؟؟ " أن أسألها كيف جعلت قيمة الوطنية مشوهة وشعارات جوفاء، لقد أرهقني سؤالها، لقد أرادت أن أعطي رأيي في استطلاع لم أعرف كيف يكون الجواب وأنا أصلاً غير مقتنع بالتوصيف حتى أبدي رأيِّ في الأسباب وعندما قرأت الطرح المقدم اتضحت الصورة، فكان لابد لي من إبداء بعض الملاحظات ومن ثم توصيف الحالة، ومحاولة الإجابة عن تساؤلات مشروعة، على شكل أسئلة ، قد نصل جميعنا لرؤية مشتركة.
السؤال الأول: هل حددنا انتمائنا ؟ وإلى أي أمة ننتمي؟ يحق لي أن أسأل وعينا الجمعي إلى أي أمة ننتمي؟ هل نحن أمة إسلامية؟ أم أنّ العالم الإسلامي فيه أمم كثيرة منها العرب والكرد والترك والفرس ..... الخ
وإن كنا أمة عربية فماذا أفعل بالأكراد والأمازيغ والزنج وغيرهم ؟أم نحن عدة أمم في عالم عربي ؟ أمة مغربية ، وأمة على ضفاف النيل ، وأمة في الجزيرة العربية ، وأمة في الهلال الخصيب ........
حتى لا أغوص في فذلكة التساؤلات الجدلية فنحن كل هذه الأمم أو التجمعات ، و المسلم أينما وجد سيكون هواه مكة والقدس ولكن أليست القدس محتلة منذ حزيران 1967م فأين الهوى وأين الإسلام.
ومن البديهي أن العربي سينفجر بركان غضب عندما يأتي الغزاة لأرضه ، ولكن أين العرب من فلسطين والعراق وقبلهم بكثير سبتة ومليلة ولن أتحدث عن الكيانات الأصغر حتى لا تصابوا بالإحباط واليأس.
السؤال الثاني : هل أقاتل من أجل فكرة غير مؤمن بها ؟ هل الوطن هو الحزب القائد ولا أنتمي له ولكنني مجبر على الإنتساب الشكلي إليه والدفاع عنه؟ ما هو الوطن؟
السؤال الثالث: هل نحن أمة تحترم ذاتها وتتصف بالصدق ؟
أستاذة هدى ، طرحتِ سؤالاً ووضعتِ استفتاءً ، وجوابي بسيط : عندما ينال الإنسان حريته وكرامته ، يحيا في وطنه ويقاتل دفاعاً عنه ، ويصبح مفهوم الوطنية غير مشوه ، الحقيقة أنني لا أرى مفهوم الوطنية مشوه ، ولكنني أرى حكاماً دمرت شعوبها ، وجيوشاً لا تقاتل أعدائها ، وأوطاناً تباع من أجل كرسي ، وشعارات جوفاء ، ومواطن يحيا في جحيم ذله ، والأمثلة كثيرة ، مع الإحترام والتقدير للأستاذة هدى على تحريك المكبوت عندي، وللحديث بقية إن بقي للعمر بقية.