أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
|
رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"] [align=justify] قصة عفاف
أتت إلى هذه الدنيا قبل الأوان,فكانت الفرحة فرحتين.أزاحت عنهم هما توالى لسنين عديدة فاستقبلوها كالأميرة وهكذا صممت أن تبقى.كانت كبرى إخوتها لكن لا أحد يتنازل عن حب الأميرة ,الكل يهتف قلبه بحبها ويتوددون إليها,كل على قدر رحابة صدره كانت تبادلهم نفس الإحساس فحبهم لها ما زادها إلا تواضعا ورقة.كانت تخاف على نفسها من أجلهم فهمت الدرس جيدا, لا تريد أن تخيب رجاءهم بأي حال من الأحوال...مرت سنين طفولتها أكثر من رائعة لم تعرف للحرمان طعما أبدا.مرت السنين والأعوام,شاءت الأقدار أن تعصف بقلبها الصغير ريح قوية,انحنت لتمر العاصفة بسلام لكنها أبت إلا أن تعمر وأبت هي إلا أن تسير عكس التيار. فعاشت أجمل أيام عمرها بين شد وجدب,بين نحيب وأنين,كانت غريرة حيية ,استطاعت هذه العاصفة أن تنضج قلبها قبل الأوان.فترعرع بين جنبات روحها حلم جميل بحجم الزمان لم تلجأ لتفسيره خوفا من أن يفقد بعض طلاسمه التي تدغدغ مشاعرها كلما هربت من رتابة الحياة,كلما أغلقت عينيها لتفتحهما على عالم ساحر,لتستيقظ في النهاية على حزن أبى إلا أن يعشوشب بين أحضان الشوق .انتبدت بحلمها مكانا قصيا أخفت ظفائرها واعتلت برج الصمت وتقلدت بلاءاتها,مزقت كل الشهادات إلا شهادة مزقت فيها الإنحناء فأينع الإباء,لم تنسب الذي أصابها إلى قبيلة عذرة ولا إلى أي قبيلة أخرى,بل نسبته إلى رب السماء وحده قادر أن يرفع عنها البلاء,بكت واحترقت,كتمت وعفت وانتظرت الموت,ما كانت محظوظة ضعف الطالب وعز المطلوب.أصدر القدر أمره أن تعيش بين داميس الموت البطيء,لم يعد يغرها من متاهات الدنيا شيء.منذ أن ذبح هذا القلب على أعتاب العفة والكتمان, ومنذ أن صلب هذه الروح تالوث الشوق والصبابة والحرمان,لم يبق منها إلا كتلة لحم ومجموعة عظام لكم تمنت أن تهديها للديدان حبذا قبل الأوان.لم تعد تطق الموت البطيء وفي نفس الوقت لم ترغب في إجهاض هذا الحلم الجميل الذي يضيء حناياها,فالذي بين حناياها روح والروح إذا شفت خفت وإذا فاحت فاضت وألقت ما فيها وتخلت عن جسد أشبه مايكون بالقبر إما تعود إليه بالضياء أو تكمل رحلتها فيلفه الفناء وتحتضن هي الضياء.ألا يقولون إن الأرواح جنود مجندة,لكم تمنت أن تستغفل هذه الجنود لتحظى بسر لطالما ارتقت إليه.وظلت تنتظر هفوة من هفوات الزمن تعترف لها بالذي بين حناياها,طال الزمن واختفت هفواته...أرادوا لها أن تتكاثر احتجت ورفضت وتدرعت,لم تغرها أشكالهم ولا مناصبهم,فحلمها كان الأجمل,كانت حلم الكثيرين لكن حلمها الوحيد كانه,وأصرت على الرفض وعندما انقضت الحجج والذرائع قبلت على مضض,فألقى بها الزمن في نار أخرى,تكاثرت ولم يلهها التكاثر حتى تزور حلما يسكنها وتسكنه يحفر له مكانا في كل ذرة من كيانها.استمرت رحلة الموت البطيء وتوالت السنين وما زال الجرح لم يندمل, ومازالت صورته محفورة في ذاكرة قلبها وقلب ذاكرتها,لم تستطع رياح الزمان أن تدروها,ولا اسطاع غبار النسيان أن يعلوها, ها هي تبلغ سن الرسالة ها هي تنزل من برجها لتبحت لحلمها عن هوية,تخاف أن يواريها التراب ولما تعلم هل الذي بين حناياها كان حلما أم وهما,فإذا كان حلما فما أقصر الأحلام الجميلة وإن طالت وإن كان وهما فليكن من أصدق الأوهامها هي تجهر بالذي أسرته ربع قرن من الزمن ,أنطقها الذي أسكتها أول مرة وهو على القلوب ذو سلطان عظيم,أتت به قومها تحمله ويحملها يشكوان زمنا تحامل عليهما ورمى بهما في غياهب الصمت,حتى طاغور انتفض لبكائها ولم ينزع عنها قدسية الحلم فصمتها فاق المدى وصرخة صمتها اخترقت الصدى ,ها هي تستعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهالة الرهبة تحفها وموكب الحمام الزاجل يخبرها أنها لم تغادر ذاكرته طيلة هذه السنين, ما كانت تطمع في أكثر من ذلك ابتسمت وأشرق محياها وأخذت تردد ألحانا شجية..يدق قلبي من الفرح والعين تبكي حنينا داوى الزمن ما جرح زاد الروح يقينا ماتت مطمئنة على حلم توعد الزمن بكفالته,واحتضنته نسيمات الشوق...
***
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة جيدة البناء، على الرغم من الغموض الذي يكتنفها، والذي أظن أن القاص قد بالغ فيه إلى حد قلل من قوة قصته وقدرتها على جذب القارئ.. ولم تنفع لغة القاص الجميلة في استعادة القارئ إلى القصة، وإعادة المتعة إليه.. هذا مع أنني أرى أن تأثره بلغة القرآن الكريم قد أكسبت جملته قوة وتألقاً، لكنه اشتط في هذا أيضاً، بمناسبة وبدون مناسبة، فجاءت نتيجته غير إيجابية إلى حد كبير..
بشكل عام، القصة جيدة، وحبذا لو تلافى مؤلفها ما فيها من أخطاء نحوية وإملائية أشرت إليها باللون الأصفر، لأن القصة ستصبح أجمل حتماً بزوال هذه الأخطاء من نصها.. [/align][/cell][/table1][/align]
[/align][/cell][/table1][/align]
|