عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 07 / 2013, 51 : 01 AM   رقم المشاركة : [14]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة شتاء ربيعيّ
أفلت الشمس عن نافذتها كما أفل حبه عن قلبها منذ شهور ؛ تداركت عماها بعد أن استفحلت فيها همسات الورود ولمسات الوسائد المخملية. خلعت الشال القرمزي عن عنقها لتستنشق آخر أشعة الشمس الباردة (الاستنشاق لا يكون للأشعة، حتى من باب المجاز) التي امتزجت بدرجات اللون الأحمر المتراصة حول قرص الشمس الآفل ؛ تاركاً قلبها يتجمد من حب كان في حضور الثلج يلهبها.
ألقت رأسها بثقل أفكاره على وسادة الريش فغاصت أفكارها إلى أحلامها المخملية ، لتنسج لها كوابيس كانت يوماً ما تعيش لأجلها.
هو من كانت ذراعاه مفتوحتان لها ليل نهار ، وصدره ممهد لها دوماً ، لكنه ألقى الأشواك في طريقها إلى قلبه وحوّل الطريق أمامها أرضاً وعرة ، إن اقتربت منها افترستها الوحوش الضارية ؛ ظناً منه أنها ستدخل معركة ضروس للوصول إلى أقفال حبه ليخضرّ العود من الجديد . ربما لم يكن إلا كذباً ، ربما كان وهماً أو زيفاً ، لكنها لم تشعر بذلك قط ، كان بالنسبة لها حقيقة أكثر من أي شيء بل كان عين الحقيقة .
أقبل إليها يبتسم وعيناه تلمعان بعشق لم تلحظه من قبل ، ما إن دنا منها أكثر أخذت ملامحه تتبدل إلى ملامح شر دفين ؛ لكنه ما يزال يبتسم! تتخبط بين صورته الحنون والصورة أمامها في فكرها المشوش ؛ لم تتعرف على أيّ منهما . غرس يديه في صدرها وانتشل قلبها بيديه ؛ وقال :
- ما حاجتك إلى كتلة تافهة كهذه ! هذا هو معذبنا ، هذا هو جلادنا ؛ سأريحك منه .
لم تصرخ ، لم تشعر بشيء أبداً ؛ فقد كانت جثة هامدة . كتلة باردة من المشاعر المتجمدة في حانات الحياة ، والمتراكمة من هول الماضي وهروب الحاضر . لم يزدها وجوده شيئاً ولم يقلل من موجة البرد التي تعتريها .
تواجده في حلمها كابوساً يوماً بعد يوم كعدم تواجده في واقعها يوماً بعد يوم ؛ هذا في الماضي . اليوم يمحي مطر شتاء قلبها ما تبقى من صورته وقسماته في مخيلتها ، يزيل آثار بصماته الملتصقة عبثاً على نبضها ؛ فتعود إلى قرص الشمس في أوج إشراقه تغرف منه دفئاً خاصمها ، و تعود إلى الأرض الخضراء تقبل رائحة ورد لم تلحظها منذ الشتاء

****

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]هذه القصة أقرب إلى الخاطرة الذاتية، فهي على الرغم من أسلوبها الجميل ولغتها الشفافة الحارة والعذبة، تفتقر إلى الحدث المتحرك بالشخصية أو الذي تصنعه الشخصية وتحركه عبر الزمان والمكان.. لكن لا يعني هذا أن المؤلف أو المؤلفة لا يملك موهبة، بل هناك موهبة ينقصها الصقل والتجربة.. حبذا لو كان هذا الأسلوب الجميل في صياغة قصة ذات حدث متكامل يفيض إثارة وتشويقاً.. كما أرجو التخلص من الأخطاء النحوية والإملائية التي أشرت إليها باللون الأصفر، لأنها تسيء للنص كثيراً...[/align][/cell][/table1][/align]
[/align]
[/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس