قراءة في كفِّ الوجود
قراءةٌ في كفِّ الوجود...
كنتُ قد وعدتُ الدكتور وحيد عجوز بتحويل مقطوعتي الشعرية (هوية سوري) المنشورة في المنتدى بتاريخ 16/6/2013 إلى قصيدة،
وذلك بعد أن عاب عليَّ قِصَـرَها، حين وصفَها بالصـرخة القصيرة، شافعاً انتقاده لقصرها برجائه ألا يكون السبب ضعفاً في قدرتي الفنية، وبأمله أن أُثبتَ عدم ضعفي للقراء..
وقد أحببت الاستجابة لطلبه، فكانت هذه القصيدة التي اخترتُ لها عنواناً جديداً يتناسب مع مضمونها الجديد،
والتي لا أعرف إن كانت قد أثبتت، بصورتها الجديدة المطوَّلة، قوة قدرتي الفنية أم أساءت إلى تلك المقطوعة القصيرة بنصها الأصلي المُرَكَّز..
على أي حال، أرجو أن تنال القصيدة الراهنة إعجاب القراء الكرام في المنتدى، وإعجاب الدكتور وحيد صاحب الطلب،
خصوصاً وأنني لم أحاول إطالتها بحشو لا طعم له، كما أتوهَّم..
2013
أنا أنتِ... وغيرُنا السرابْ
الحبُّ في سِفْرِ الخلودْ
ألفُ انتباهْ...
كلُّ انتباهٍ ومضةٌ،
في الخاطرِ المظلمْ...
والومضُ، كلُّ الومضِ من شمسي،
والشمسُ في قلبي...
أسماؤكِ الحسنى...
أسماؤكِ الحسنى...
سحاباتٌ طفوليةْ،
قد سافرتْ بدمي،
فاعشوشبت كلُّ الصحارى الظامئةْ..
أسماؤكِ الحسنى...
بحرٌ عميقٌ زاخرٌ
لا يعرفُ القيعانْ...
ظلٌّ بدائيٌّ،
ظلٌّ بلا أبعادْ...
أسماؤكِ الحسنى...
ظِفرٌ شعاعيٌّ
يُقشِّرُ الظلمةْ...
يُغالبُ الأهوالَ والأهواءَ والأقدارْ،
ويُكَسِّرُ الأصفادْ....
الأسطورة
مولاكِ ـ مولاتي ـ
حبٌّ عنيدٌ ثائرٌ لا يعرفُ التحديدْ...
عيناه قاسيتانْ..
عيناهُ، مثلُ النسرِ، كاسرتانْ...
تتحديان الفقأَ والتمزيقَ والإخراجْ،
وتقاتلانْ..
لكنَّما قلبُه...
أرجوحةٌ وسنى...!
في جنَّةِ الأحلامْ...
في حضنها،
قد نامَ نيسانٌ رضيعْ،
قماطُه قبلةْ...
الغزوة...
كان الصباحُ كوجهِ طفلةْ...
شقراءَ فيروزيةِ العينينْ...
فجأةْ...
اسَّاقطتْ سحبُ الظلامْ،
وتكاثرتْ، من تحتها، الغربانْ...
جفَّتْ حلوقُ الآمنينْ...
الخوفُ عَسْكَرَ في القلوبْ...
وحبيبتي العذراءْ...
داستْ ملامحَها نعالُ الغادرينْ...
وبقسوةٍ هتكوا براءتَها...
واستباحوها سنينْ...
ما أوجعَ الإذعانْ...
الضياعْ...
في الشارعِ المكسورِ يرتاحُ السكوتْ...
أُفٍّ... لا.. لا تقُلْ...
كلُّ العيونِ تساقطتْ، بعد الغروبْ...
ثم احتذَتْ خيباتِها،
وتتابعتْ خطواتُها وَجَعاً تُهدهدُه الظنونْ...،
مشدودةً للحانةِ الكسلى... هناكْ...
حيثُ ارتأى الصوتُ المُجرَّحُ بالأنينْ،
أنْ يرتفعْ...
هل تُدركينْ؟
في الحانةِ الكسلى،
يُقْعِي ألوف الملحدينَ الرافضينَ مساجدَ الطغيانِ،
ينتظرونْ...
حتَّى يُطافَ عليهمُ بلفائفِ الأفيونْ...
تلكَ التي ما إن يدور دخانُها برؤوسهم،
حتَّى تراهمْ قد نسوا
كلَّ النعالِ الغادرةْ...
كلَّ البصاقِ على الوجوهْ...
ثمَّ ارتموا في حضنِ أوهامِ الغباءِ وهمْ،
غباءً يضحكونْ...
الهروب...
يا شاطئَ الوهمِ السعيدْ...،
آهاتُنا، في صحوةِ الإحباطِ، قد صارتْ
أرقامَ هاتفنا!
بالأمسِ خابرناكَ... مرَّاتٍ ومرَّاتِ...
ألم تسمعْ؟
آمالُنا الرمادْ....
قد يمَّمتْ، في نشوةٍ، نحوك...
ركبَتْ على موجةْ...
مجدافُها حسرةْ،
وشراعُها ذنبُ...
فليهدَئِ اليمُّ...
ها نحن قد جئنا...
ها نحن قد جئنا...
الرسالة الأخيرة...
هل تذكرينَ حبيبتي،
هل تذكرينْ؟
أيامَ كنتِ بديعةً
مثلَ الضحى،
أيامَ كنتِ قويةً
مثلَ الرياحْ،
أيامَ كنتِ مليكةً
وأنا شراعْ؟
آهْ...
ما أتعسَ الذكرى...!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|