مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
|
الموسوعة الفلسطينية من الفكرة الى الواقع- الجزء الثاني-
[frame="2 95"] [align=justify]
عمل دؤوب ومسيرة طويلة
مضت مرحلة الاعداد متروية متأنية , لتبدأ بعدها مرحلة التنفيذ والعمل في أول أقسام الموسوعة الفلسطينية . وقد تكامل خلال ذلك الجهاز الفني في مقر هيئة الموسوعة في دمشق وعينت لجنة من المحررين المتفرغين ,ضمت نخبة من الأساتذة المتخصصين , توزعوا أبواب القسم العام بحسب اختصاصهم. وترأس لجنة التحرير رئيس للتحرير قام بدور الموجه المرشد, والمراجع والمنسق بين الأقسام المختلفة, يعاونه جهاز من الموظفين الفنيين والاداريين, يتولون أعمال الفهرسة والتبويب والمتابعة والمراسلة .
وقد أشرف على هذا الجهاز , بمحرريه وفنييه وادارييه, رئيس مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية , الذي يملك – بحكم منصبه- وبحكم رئاسته لمجلس الادارة في الوقت نفسه وعضويته في المجلس الاستشارى – يملك السلطة التنفيذية في اتخاذ القرارات بشأن سير العمل ويشرف على تنفيذ قرارات مجلس الادارة وتوصيات المجلس الاستشارى , وينقل الى هذين المجلسين – في اجتماعاتهما الدورية والطارئة – صورة وافية عن مراحل الاعداد المختلفة .
كان العمل في اعداد مواد القسم العام من الموسوعة الفلسطينية يجرى بمنهجية وانتظام , فهو يبدأ بتوجيه كتاب الى الباحث الذي اعتمدته هيئة الموسوعة لكتابة احدى المواد فيها , تكلفه فيه الكتابة , وتطلعه عل أهداف الموسوعة وخطتها العلمية وتعلمه بمستوى المادة وبالمواد القريبة من موضوع مادته حتى يكون على بينة من أمره فلا يخرج فيما يكتب عن حدود المطلوب , أو يستطرد الى ماهو معروض في مواد أخرى , أو يتجاوز الأهداف العامة للموسوعة.
بوصول المادة المؤلفة من الباحث المشارك , تبدأ في لجنة تحرير الموسوعة مرحلة فنية دقيقة متمهلة , يتم فيها التدقيق والتمحيص والمراجعة والتنسيق مع المواد الأخرى . ويتولى ذلك كل محرر في بابه, بتوجيه واشراف رئيس التحرير وبالتشاور بين المحررين بعضهم مع بعض خلال اجتماعات لجنة التحرير الدورية كل ذلك سعيا للوصول بالمادة المكتوبة الى أحسن مستوى مطلوب في الموسوعة , وخلال ذلك كان الاتصال لاينقطع بين لجنة التحرير والباحثين المشاركين , تنقل اليهم الملاحظات حول ماكتبوا, ويطلب اليهم تنفيذ المقترحات التي تراها اللجنة ضرورية واجراء التعديلات اللازمة على موادهم المكتوبة, حتى تخرج , في شكلها ومضمونها, موافقة للأهداف المرسومة وللغايات المقصودة .
وتعرض المادة بعد اعتماد لجنة التحرير وانقضاء هذه المراحل الكثيرة , تعرض على مستشار الموسوعة ليراجعها المراجعة النهائية , ويجيزها للنشر, أو يبدى ملاحظاته عليها ليعمل المحررون على تنفيذها .
اجتمعت لدى هيئة الموسوعة – بعد سنسن من العمل- جميع المواد التي كان قد تقرر أن يضمها القسم العام, عدا بعض المواد القليلة التي حالت ظروف قاهرة دون انجازها , أو فرضت أسباب فنية تأجيلها الى القسم الخاص. وبدأ طور آخر من العمل الفني الدقيق في الصياغة الأخيرة لعناوين المواد وفق نظام خاص يسهل على القارئ المراجعة . ثم رتبت المواد بحسب العناوين ترتيبا هجائيا دون النظ الى موضوعها, ودون تمييز بين مواد الأرض وبين مواد الشعب والحضارة أو مواد القضية, على نحو ماكان يجرى عليه العمل أثناء التحرير والمراجعة. وقد اعتمدت مجموعة من المعايير والقواعد في ترتيب العناوين والفقرات والأقسام والمراجع والخرائط والصور .
في الطريق الى المطبعة اتخذ مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية قرارا بصفَ أحرف الموسوعة والتصحيح واعداد اللوحات في بيروت , حيث أنشئ , لهذه الغاية مكتب فرعي , وقد حملت أصول مواد الموسوعة الى تلك المدينة, وكان مقدرا أن يسير العمل سيرا طبيعيا لولا الأحداث الجسام التي مرَ بها لبنان عام 1982 , من الاجتياح الصهيوني الى حصار مدينة بيروت , الى ماتلا ذلك من صعوبات وعقبات. ولكن كان لابد لمسيرة العمل من أن تمضي في طريقها المرسوم. وعاش العاملون في مكتبي بيروت ودمشق ظروفا صعبة وأحوالا قاسية , وعانوا وسهروا حتى يخرجوا الموسوعة الفلسطينية الاخراج الفني الذي يليق باسمها, وحتى ينفوا عن صفحاتها مايعيبها من أخطاء . وقد تمَ لهم انجاز ذلك العمل في زمن يكاد يكون قياسيا بالنسبة الى مارافقه من أحداث وصعوبات .
ونقلت الموسوعة , وقد صفَت حروفها في لوحات أنيقة سليمة مكتملة , نقلت الى ايطاليا , حيث كان قد تمَ التعاقد مع واحدة من أحسن مطابعها وأكثرها خبرة في طباعة مثل هذه الأعمال الكبيرة. وتمت هناك طباعة المجلدات الأربعة على ورق فاخر , باشراف خبراء من الموسوعة, كانوا يراقبون ويستدركون مايجب استدراكه.
القسم العام من الموسوعة الفلسطينية – خلق متكامل:
وقد قدمت هيئة الموسوعة الفلسطينية الى أبناء الأمة العربية , الى كل قارئ مثقف فيها , والى كل مهتم بقضيتها, مؤمن بعدالتها, الثمرة الأولى من ثمرات عملها وقد بذلت في سبيل اخراجه الى عالم النور جهود عظيمة مباركة , وتعاونت لتحقيق وجوده عزائم العشرات , بل المئات من مفكرى هذه الأمة .
فبين أيدى القارئين المثقفين العرب اليوم القسم العام (الأول) من الموسوعة الفلسطينية في مجلدات أربعة ضخمة تجاوز عدد صفحاتها 2500 صفحة من القطع الموسوعي الكبير , وتضم مايقارب الألفي مادة.
يبدأ المجلد الأول بتصدير للمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وآخر لرئيس مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية , ثم مقدمة رئيس تحرير الموسوعة التي ضمَت ملامح الموسوعة , وأسس العمل فيها , والمنهج الذي اتبع في اختيار الموضوعات وترتيبها وتصنيفها , مع دليل يرشد القارئ الى طريقة المراجعة فيها .
وتلي هذه المقدمات قوائم تعرف القارئ بأسماء العاملين في الموسوعة الذين أسهموا في بنائها , وشاركوا في تأليفها منذ أن كانت مشروعا الى أن تمَ انجازها. وتبدأ القوائم بأسماء أعضاء المجلس الاستشارى ثم أعضاء مجلس الادارة وأسماءالباحثين الذين اشتركوا بكتابة مواد الموسوعة مع تعريف موجز بهم. وقد بلغ عددهم زهاء مائتين وثلاثين باحثا عربيا, الى جانب ثلاث مؤسسات بحث علمي وتدل قائمة أسماءهم على أن بينهم مايزيد على مائة وعشرين أستاذا يحمل لقب دكتور مختص , وما يقارب العشرين من حملة الماجستير , وأكثر من خمسة وعشرين من حملة الشهادات الجامعية الاختصاصية , الى جانب عشرة من المختصين في الكتابة والتأليف في الشؤون العسكرية .
ويتبع ذلك أسماء أعضاء لجنة تحرير الموسوعة الفلسطينية وكبار العاملين فيها, والمراسلين العلميين في مختلف الأقطار, والمشرفين على الطباعة , ثم قائمة ببعض المصطلحات المعتمدة في الموسوعة مع تعريف موجز بها.
تبدأ مواد الموسوعة بعد هذه القوائم , مرتبة ترتيبا هجائيا. وهي تراوح بين المادة القصيرة التي لاتكاد تتعدى عمودا من عمودى الصفحة, والمادة الطويلة التي تملأ الصفحات . وقد أرفقت المواد بالصور والخرائط اللازمة واتبعت بأسماء أبرز المراجع التي يمكن أن يلجأ اليها من يرغب التوسع . وعلى هذا الأساس ضمً القسم العام من الموسوعة الفلسطينية 1933 مادة الى جانب مئات الاحالات.
وقد أثبت في المجلد الأول 446 مادة تبدأ بحرف الهمزة وتنتهي بحرف الثاء , وأثبت في المجلد الثاني 504 مواد من حرف الجيم الى حرف الشين . أما المجلد الثالث فجمعت فيه 501 مادة تبدأمن حرف الصاد وتنتهي بحرف الكاف . واحتوى المجلد الأخير على بقية الحروف وكان عدد مواده 482 مادة .
عالجت مواد القسم العام , بمجلداته الأربعة, مختلف المواضيع التي اعتمدتها هيئة الموسوعة الفلسطينية في جميع أبوابهامنها 622 مادة حول جغرافية فلسطين , يجد فيها القارئ ضالته عن كل مايتعلق بأرض فلسطين وجغرافيتها الطبيعية والاقتصادية والبشرية . فهناك مواد عن جميع مدن فلسطين وبلدانها وقراها الهامةولا سيما تلك التي اندثرت ودمرها العدو الصهيوني , وبنى فوق أراضيها مستعمراته. الى جانب ذلك مواد عن جبال فلسطين وسهولها وأنهارها وبنيتها الطبيعية ومناخها واقتصادها وسكانها وطرق مواصلاتها . كل ذلك معروض بأسلوب علمي هادف , يرمي الى ربط هذه المواقع بالشعب العربي الفلسطيني وقضيته الحيَة , ويسعى الى تعميق الصلة بين الانسان العربي وأرضه .
ويجد القارئ في القسم العام 310 مواد تقدم صورا من تاريخ فلسطين السياسي والحضارى منذ عرف للانسان وجود فوق ترابها , ويطلع منه على تاريخ الأقوام التي مرَت بفلسطين وما خلفت من آثار ,وتركت من حضارات . ويتعرف بالاضافة الى ذلك على ترجمات زهاء 262 علما من أعلام فلسطين وعلى عروض شاملة لآثارهم سواء كانوا حكاما أو قادة أو مفكرين , بما يعمق احساس القارئ العربي بعمق جذوره الضاربة في تراب فلسطين ويزيد شعوره وادراكه بأصالته وبحقه الثابت الذي يحاول الأعداء , عبثا أن يمحوه ويطمسوا معالمه .
وقد ركز القسم العام كثيرا من جهده على القضية الفلسطينية والمعركة المعاصرة مع الصهيونية والاستعمار , فخصها بمواد كثيرة بلغت عدتها نحو 599 مادة عرضت للحركة الصهيونية وكشفت حقيقتها الاستعمارية وعرفت عن طبيعتها العنصرية العدوانية وخططها التوسعية . وعاد من أجل هذه الغاية الى تاريخها البعيد منذ أن كانت فكرة ومشروعا الى أن غدت وجودا غاصبا غريبا فوق الأرض العربية.
وعني هذا القسم بنضال الشعب العربي الفلسطيني, ومن ورائه الشعب العربي كله , وعرض جوانب هذا النضال وأهم الأحداث السياسية منذ العهد العثماني الى أيام الانتداب البريطاني الى ماتلاها من نكبه وتشرد ثم الى كفاح الشعب العربي الفلسطيني المسلح منذ الستينات . وكان لايكاد يترك من ذلك حدثا هاما أو معركة بارزة أو علامة متميزة على طريق النضال الطويل الشاق بكل مافيه من بذل وعطاء وتضحية.
وقد قدم القسم العام – الى جانب هذا التاريخ البطولي الحديث- صورا من نشاط الشعب العربي الفلسطيني المعاصر في مختلف الميادين الحضارية من علم وأدب وفن. كذلك ترجم لنحو 140 علما من أعلام النهضة الحديث في فلسطين , معرفا بفضلهم , عارضا لمآثرهم , مخلدا لنضالهم.
والى اللقاء بالحديث عن القسم الثاني للموسوعة
ومسيرة العمل الدؤوبة والشاقة.
[/align][/frame]
|