[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"]
[align=justify]الشهداء الأبطال
في إحدى أيام الصيف مِن عام 1967، دق جرسُ الباب، فركضَ سامر بأقصى سرعة ليفتح الباب، وعندما عادَ أخذ ينادي أختهُ سناء قائلا: سناء هيا تعالي، فقد حضرَ قيس وأختهُ ميس، [mark=#ffff00]وسيحضروا[/mark] باقي الأصدقاء بعد قليل.
فأجابت سناء قائلة: حسناً يا سامر، أنا أحضر بعضَ المستلزمات الطبية، سوف آتي حَالاً.
كان الأب يُراقب ولديهِ وهو يستمعُ الى المذياع، ثم سأل[mark=#ffff00] أبنهُ[/mark] سامر قائلا: خيراً يا سامر أراك مُستعجلاً يا ولدي ماذا ستفعلون، هل لديكم مناسبة ؟
أجاب سامر [mark=#ffff00]بأبتسامةٍ[/mark] بريئة قائلا: أجل يا أبي اليوم سوف نلعبُ لُعبة المعركة، وقد هيأنا كل مُستلزمات اللعبة مِن أسلحة لُعبنا، فأنا سأكون القائد وقيس [mark=#ffff00]أختار[/mark] أن يكون الطيار مثل أبيهِ وباقي الأصدقاء قسمناهُم ما بين جيشنا وجيش العدو، وساحة الحرب يا أبي ستكون حديقتنا، فهل لديك مانع أن نلعب فيها؟
أجاب الأب مبتسماً قائلا: لا يا عزيزي، الحديقة بكاملها لكم، ولكن لم تخبرني ماهو دور سناء وميس؟
فأجاب سامر بجد قائلا: سيكون دورهن يا أبي مُمرضات يُسعفن الجرحى.
تقدمت سناء بخطواتها الصغيرة وقد لبست قميصاً أبيضاً، وعلقت فوق رأسها قطعة قِماش بيضاء مثل المُمرضات بينما كانت تنسابُ جدائلها الصغيرة على كتفيها، وقد حَملت بين يديِّها حقيبة صغيرة، كُتبت عليها الإسعافات الأولية.
ثم ردت بثقة قائلة: هيا يا سامر لقد أحضرتُ كل شيء. ثم نظرت الى أبيها قائلة: أبي أحتاج إلى بعض الشاش والضمادات.
فسألها الأب مُستغرباً قائلا: وماذا ستفعلين بها يا صغيرتي؟! وما هذا الزيُ الجميلُ عليك؟! ومَن علق على رأسك شارة المُمرضات؟! تبدين رائعة ؟!
[mark=#ffff00]أبتسمت[/mark] سناء ببراءة قائلة: أنا المُمرضة سناء، وهذه الشارة عملتها لي أمي وعلقتها بشعري لأبدو مثل المُمرضات تماماً، وهذه حقيبتي فيها بعض الأدواتِ الطبية لمداواة الجرحى، ولكن ينقصني بعض الشاش يا أبي، لكي أضمدُ جرحانا في المعركة.
[mark=#ffff00]أبتسم[/mark] الأب بكل حنان ثم أجاب قائلا: أمرُكِ يا مُمرضتنا الصغيرة، سأحضر لك كل طلباتك.
وبعد لحظات أحضرَ الأب بعض الشاش والضمادات، فوضعتها سناء في حقيبتها والفرح [mark=#ffff00]يملئُ[/mark] قلبها الصغير .
وفي الحديقة أخذ الأطفالُ يلعبونَ بكل حماس لُعبة المعركة، فأخذ سامر ذو العشرة أعوام دور القائد وقد [mark=#ffff00]أستغل[/mark] هذا الدور لنفسهِ لسببين، حيث أقنع أصدقائهِ بأنهُ الأكبرُ سناً مِنهم لذا يحق له هذا الدور، وثانياً لأن ساحة المعركة هي حديقة دارهِ إذن فلابد أن يكون هو الآمر فيما يختار.
[mark=#ffff00]لم يُمانع الأطفال على شروط وأوامر سامر [/mark]طالما الفكرة فكرته وساحة المعركة حديقة داره، وكانت رغبة زميله قيس أن يكون هو الطيار مثل والده، الذي [mark=#ffff00]ألتحق[/mark] بالمعركة ومنذ شهور ليدافعُ عن فلسطين، أما بقية الأطفال فتوزعوا ما بين الفدائيين [mark=#ffff00]وجيوش[/mark] العدو.
ظل الأطفال يلعبون طوال ساعات النهار، يحملون بنادقهم [mark=#ffff00]ورشاشتهم[/mark] الصغيرة، ويطلقونها على بعضهم البعض، والبعض يزحف ويتقدم نحو العدو، والبعض يسقط على الأرض لإصاباتهم في المعركة، وتركضُ سناء وميس لِتضميد الجرحى، والبعضُ الآخر ينهض ويستأنف المعركة مرة أخرى والحماس [mark=#ffff00]تعلوا [/mark]وجوههم، وسامر يقفُ كالقائد في وسطِ المعركة يُلقنهم الأوامر والإرشادات بحماس، وكأنه فعلاً قائدٌ يقود المعركة، وبينما كان قيس يمثلُ دور الطيار وقد علقَ عدة كُرات على خاصرتهِ وكلما مرَ بالعدو يَرميهم بكراتهِ وكأنها صواريخ، مُقلداً حكاياتِ والدهِ عن المعارك، وقد سيطر على الساحةِ تماماً.
وبينما والد سامر يستمع إلى المذياع، وينظرُ للأطفال من خلال النافذةِ بإعجاب وفخر، مُستمتعاً بمعركتهم وبتمثيلهم الرائع ولأدوارهم، وكان يبدو عليه وكأنه يتفرج على فلم لمعركة حقيقية، وتمنى لو رجع بسنيِّ عمره إلى الوراء ليشاركهم بهذه اللحظات، ثم أخذ يتنهد بحسرة [mark=#ffff00]إلى[/mark] هذا المشهد المؤثر ومشاعر هؤلاء الأطفال [mark=#ffff00]وبرائتهم[/mark].
وبينما هو ينظرُ إليهم بسعادة ولهفة، فإذا ببث المذياع ينقطع [mark=#ffff00]لثواني[/mark]، ثم بدأ من خلاله أغنية عبد الحليم ( أحلف بسماها )، [mark=#ffff00]أستغرب[/mark] الأب وشعرَ ببعض القلق وبعد إنتهاء الأغنية، إذا بصوت المذيع يلقي بحزن قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تقولُوا لِمَن يُقتلُ في سَبيلِ الله [mark=#ffff00]أمَواتٌ[/mark] بَل أحيَاء وَلكِن لا تشعرُونَ ) صدقَ الله العَظيم.
جاءنا الآن مايلي: في جوٍ مِن الحُزن وصَلنا خبر [mark=#ffff00]إستِشهاد[/mark] أبطالنا [mark=#ffff00]الطياريين[/mark] الذين سقطوا بطائراتهم في معركة الشرف والفداء بالأرض المُقدسة بعد أن قاموا بواجبهم البطولي في مَعارك جوية، وفي هذا اليوم المصادف ( 6 - حزيران - 1967) [mark=#ffff00]أستشهدوا[/mark] هؤلاء الأبطال في [mark=#ffff00]سبيل الواجب الوطني[/mark] بعد أن أبلوا في الجهاد وضربوا أروع الصور الفريدة في معنى التضحية، ولقد كان العراق وسيبقى سباقاً في تأديةِ الواجب الوطني والديني، فساهموا في معركة الشرف ضد العدوان [mark=#ffff00]الأسرائيلي[/mark]، ونحنُ نبكي بدمع يجري ونعزي العراق حكومة ً وشعباً وعَوائل الشهداء، ونسأل الباري أن يغمدُهم برضوانهِ ويَضمهم الى رحمتهِ الواسعة، ونحي هؤلاء الشُهداء [mark=#ffff00]الطياريين[/mark] الأبرار وهم كل مِن:
الرائد الطيار حسين محمد حسين
النقيب الطيار فائق علوان العبيدي
النقيب الملاح غازي رشيد
الملازم الاول الملاح صبيح عبد الكريم القره غولي
رئيس العرفاء لاسلكي رشيد عدامة
نائب عريف مقاتل غني يحيى
إنا لله وإنا إليه راجعون
صعقَ والد سامر بهذا الخبر المؤلم، حيث تأكد لهُ عبر [mark=#ffff00]إلقاء[/mark] أسماء الشهداء أن والد قيس وميس مِن بينهم، ولم يعُد يقوى على الوقوفِ فجلسَ مُرتبكاً والحزن [mark=#ffff00]يملئ[/mark] قلبه.
وهنا دخل سامر ومعه قيس وميس وردَ قائلا: لقد حلَ المساء يا أبي، وجميع الأطفال قد غادروا إلى بيوتهم بعد أن [mark=#ffff00]حظروا أبائهم [/mark]لأخذهم، ولم [mark=#ffff00]يبقى[/mark] سوى قيس وميس، وأنتَ تعرفُ أن والدهم في الحرب، فهل تستطيع أن توصلهم يا أبي الى دارهم ؟
نظر الأب إلى الطفلين نظرة حزن وأسى، ثم قام والحزن [mark=#ffff00]يملئ[/mark] قلبه، وحضنَ قيس وميس بحنان أبوي، ثم أمسكَ بيديهما متوجهاً الى دارهم وقد [mark=#ffff00]أوغرقت[/mark] عيناهُ بالدموع .
وما زالت هذه الذكرى الأليمة تجول في خاطر [mark=#ffff00]أبو[/mark] سامر كلما [mark=#ffff00]حان[/mark] ذكرى النكسة.
****
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"]
[align=justify]القصة ذات موضوع كُتِب عنه الكثير من القصص والقصائد.. وبالتأكيد لم يشفع إضفاء صبغة الوطنية على موضوع القصة لكاتبها في ضعف قدرته الفنية على طرح الموضوع ومعالجته بعيداً عن التكرار والركاكة.. إلى هذا، القصة مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية التي أشرت لها باللون الأصفر، وفيها جملٌ كثيرة تعاني من الركاكة في صياغتها.. يبدو أن القاص أو القاصة حديث عهد بالكتابة، وبحاجة ماسة لصقل موهبته/موهبتها، للتخلص على الأقل من ضعف الحبكة القصصية والمباشرة والافتقار للتشويق.. [/align][/cell][/table1][/align]