عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 06 / 2008, 01 : 12 AM   رقم المشاركة : [7]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: تلخيص كتاب: التطهير العرقي في فلسطين

[frame="13 95"][align=justify]
ج/7 تلخيص كتاب: التطهير العرقي في فلسطين:
11 - مخطط التطهير العرقي - عملية نحشون -
أول عملية في خطة دالت:
طلب من كل لواء مفرز للعملية الاستعداد للانتقال إلى "متساف دالت" ، أي الحالة "د" التي تعني التأهب لتنفيذ أوامر الخطة "د" سوف تنتقلون إلى الحالة دالت من أجل التنفيذ العملي للخطة دالت – هذه كانت الجملة الأولى في الأوامر الصادرة إلى كل وحدة، ثم تلاها: "سيتم تحديد القرى التي يجب احتلالها وتطهيرها أو تدميرها.
وإذا حكمنا بموجب المحصلة النهائية لهذا المرحلة، واعني بها نيسان / ابريل – أيار / مايو 1948، فإن المشورة كانت عدم الإبقاء ولو على قرية واحدة، وبذلك تحولت الخطة الرئيسية إلى أمر عسكري بالشروع في تدمير القرى.
تلقت وحدات البالماخ أوامرها بالقيام بعملية نحشون في اليوم الأول بالذات من نيسان / ابريل 1948.
كانت الأوامر واضحة، الهدف الرئيسي للعملية هو تدمير القوى العربية وطرد القرويين كي يصبحوا عبئاً اقتصادياً على القوات العربية العامة.
واقترنت "عملية نحشون" بتجديدات في نواح أخرى أيضاً، فقد كانت أول عملية حاولت فيها جميع المنظمات العسكرية اليهودية المتعددة أن تعمل كجيش موحد، واضعة بذلك الأساس للجيش الإسرائيلي المترقب.
وفي ذلك اليوم نفسه سقطت أول قرية من القرى الفلسطينية العديدة الموجودة حول القدس بأيدي اليهود. (القسطل).
وفي 9 نيسان / ابريل، قتل عبد القادر الحسيني في المعركة بينما كان يدافع عن القرية، وقد أدى موته إلى تدهور معنويات جنوده إلى حد أن القرى الأخرى في القدس الكبرى سقطت كلها بسرعة بأيدي القوات اليهودية، حوصرت واحدة تلو الأخرى، ثم هوجمت واحتلت، وطرد سكانها، وهدمت بيوتهم ومبانيهم، وفي عدد منها، رافق الطرد مجازر كأن أسوؤها صيتاً المجزرة التي ارتكبتها القوات اليهودية، يوم سقوط القسطل نفسه في دير ياسين.

12 - دير ياسين:
في 9 نيسان/ ابريل 1948، احتلت القوات اليهودية قرية دير ياسين الواقعة على هضبة إلى الغرب من القدس، على ارتفاع ثمانمائة متر فوق سطح البحر بالقرب من حي غفعات شاؤول اليهودي، وتستخدم مدرسة القرية القديمة اليوم مستشفى للأمراض العقلية يخدم الحي الغربي الذي تمدد فوق أراضي القرية المدمرة.
عندما اقتحم الجنود اليهود القرية، رشقوا البيوت بنيران المدافع الرشاشة، متسببين بقتل كثير من سكانها، ومن ثم جمعوا بقية القرويين في مكان واحد وقتلوهم بدم بارد، وانتهكوا حرمة أجسادهم، في حين اغتصب عدد من النساء ثم قتلن.
قريتان في المنطقة نفسهما أعفيتا من التدمير: أبو غوش والنبي صموئيل، وكان السبب في ذلك أن مختاريهما أقاما علاقات ودية مع القادة المحليين لعصابة شتيرن ومن سخريات القدر إن هذا كان ما حال بينهما وبين الدمار والطرد، إذ أرادت الهاغاناه تدميرهما، لكن الجماعة الأكثر تطرقاً، عصابة شتيرن، سارعت إلى نجدتهما.

13 - تدمير المدن الفلسطينية:
إن ثقة القيادة اليهودية في أوائل نيسان / ابريل بقدرتها لا على الاستيلاء على المناطق التي منحتها الأمم المتحدة للدولة اليهودية فحسب، بل أيضا على تطهيرها، يمكن سبْرِها من الطريقة التي وجهت فيها الهاغاناه، مباشرة بعد عملية نحشون، اهتماماً إلى المراكز الحضرية الرئيسية في فلسطين، وقد هوجمت هذه المراكز بصورة منهجية خلال بقية الشهر، بينما كان موظفو الأمم المتحدة والموظفون البريطانيون يراقبون ما يجري بلا مبالاة ومن دون أن يحركوا ساكناً.
بعد أن سقطت حيفا لم يبق في فلسطين سوى مدن قليلة حرة، بينها عكا والناصرة وصفد.
لم تتخط حملة تدمير المدن الفلسطينية القدس، التي تحولت بسرعة من "المدينة الخالدة"، كما يصفها كتاب لسليم تماري صدر مؤخراً، إلى "مدينة أشباح".
قصفت القوات اليهودية الأحياء العربية الغربية ثم هاجمتها واحتلتها في نيسان / ابريل 1948، وكان عدد من السكان الأثرياء والقاطنين في الأحياء الفخمة قد غادر المدينة قبل عدة أسابيع.
عندما جرى تطهير هذه المناطق واحتلالها كانت القوات البريطانية لا تزال موجودة في فلسطين، لكنها ظلت بعيدة ولم تتدخل إنما في منطقة واحدة فقط، قرر قائد بريطاني التدخل، وكان ذلك في الشيخ جراح، وهو أول حي فلسطيني بني خارج أسوار البلدة القديمة، وكانت تقيم به العائلات العريقة الرئيسية، مثل آل الحسيني والنشاشيبي والخالدي.
يخبر الدكتور الخالدي، في إحدى برقياته في أوائل كانون الثاني / يناير، الحاج أمين، الموجود في القاهرة، كيف انه في كل يوم تقريباً يتظاهر حشد غاضب من المواطنين أمام منزله باحثاً عن قيادة، ومطالباً بالمساعدة، ويضيف أن الأطباء أخبروه أن المستشفيات تغص بالمصابين، وان الأكفان التي لديهم لا تكاد تكفي الموتى، وان حالة من الفوضى العارمة تعم المدينة، والناس مصابون بذعر شديد.
واصلت حملة تدمير المدن الفلسطينية اندفاعها، فاحتلت عكا على الساحل، وبيسان في الشرق، في 6 أيار/ مايو 1948، في بداية أيار/ مايو برهنت عكا مرة أخرى أن نابليون لم يكن وحده من اكتشف أن من الصعب إخضاعها، وعلى الرغم من الازدحام الشديد الناجم عن تدفق اللاجئين الهائل من مدينة حيفا المجاورة إليها، والقصف اليومي العنيف، فقد فشلت القوات اليهودية في قهر المدينة الصليبية.
ويبدو أنه جرى خلال الحصار تلويث المياه بجراثيم التيفوئيد، وقد رفع مبعوثو الصليب الأحمر الدولي المحليون إلى مركزهم الرئيسي تقارير بذلك، ولم يتركوا أدنى شك فيمن يشتبهون: الهاغاناه، وتصف تقارير الصليب الأحمر تفشياً مفاجئاً لمرض التيفوئيد.
مع تدهور المعنويات جراء وباء التيفوئيد والقصف العنيف، استجاب الناس للدعوة المنطلقة من مكبرات الصوت التي كانت تصرخ بهم: "استسلموا أو انتحروا سنبيدكم حتى آخر رجل فيكم"، وروى الملازم بوتيت، وهو مراقب فرنسي تابع للأمم المتحدة، أنه بعد سقوط المدينة بيد القوات اليهودية، تعرضت لحملة نهب منظمة واسعة النطاق قام بها الجيش، وشملت الأثاث والملابس وأي شيء قد يكون مفيداً للمهاجرين اليهود الجدد، أو من شأن أخذه أن يثني اللاجئين عن العودة.
جرت محاولة مشابهة لتسميم مصادر مياه غزة في 27 أيار / مايو، لكنها أحبطت، وقد ألقى المصريون القبض على يهوديين، دافيد حورن ودافيد مزراحي، بينما كانا يحاولان تلويث آبار المياه في غزة بجراثيم التيفوئيد والديزنطاريا، وأعدم المصريون اليهوديين لاحقاً، ولم تصدر عن الإسرائيليين أية احتجاجات رسمية.
في الوقت الذي احتلت عكا تقريباً، احتل لواء غولاني مدينة بيسان بعملية جدعون.
كانت يافا آخر مدينة يجري احتلالها، وحدث ذلك في 13 أيار/ مايو، قبل يومين من انتهاء الانتداب، في 13 أيار/ مايو هاجم 5000 جندي تابعين للهاغاناه والأرغون المدينة، بينما حاول متطوعون عرب بقيادة ميشيل العيسى، وهو مسيحي محلي، الدفاع عنها.
إجمالا كان ثمة في يافا قوة دفاعية أكبر مما كان لدى الفلسطينيين في أي موقع آخر: 1500 متطوع في مقابل 5000 جندي يهودي، وقد صمدت المدينة ثلاثة أسابيع في وجه الحصار والهجوم الذي بدأ في أواسط نيسان / ابريل وانتهى في أواسط أيار/ مايو وعندما سقطت طرد جميع سكانها البالغ عددهم 50.000 نسمة.
وبسقوط يافا، تم للقوات اليهودية إخلاء جميع مدن وبلدات فلسطين الرئيسية وطرد سكانها.
وكانت العمليات التي نفذت في الريف في نيسان/ ابريل متصلة بشكل أوثق بتدمير المدن الفلسطينية، فالقرى الواقعة بالقرب من المراكز الحضرية كانت تحتل ويطرد سكانها، وأحياناً تتعرض لمجازر، في حملة إرهابية مصممة لتمهيد الأرض لاحتلال ناجح للمدن.
وكان المراقبون التابعون للأمم المتحدة شهوداً على عملية الطرد وكان ممثلو وسائط الإعلام الغربية، بمن في ذلك مراسل الـ "نيويورك تايمز"، ما زالوا يرسلون قصصاً عن قرى منفردة، وعلى أية حال، فان القراء في الغرب لم تنقل إليهم قط الصورة الكاملة للأحداث، وعلاوة على ذلك، يبدو أن أياً من المراسلين الأجانب لم يكن يجرؤ على أن ينتقد علناً ما كانت تفعله الأمة اليهودية بعد مرور مجرد ثلاثة أعوام على الهولوكوست.
وكانت واحدة من النتائج المأساوية لهذا الانتقال إلى معسكر العدو أن القوات الدرزية أصبحت الأداة الرئيسية بأيدي اليهود لتنفيذ تطهير الجليل عرقياً، كما أن هذا التحالف مع الحركة الصهيونية ولد لدى بقية الفلسطينيين نفوراً شديداً من الدروز.
كما أن طائفة أخرى، الشركس القاطنين في عدة قرى شمال البلد، قررت هي أيضاً إظهار ولائها للقوة العسكرية اليهودية المتفوقة، وانضم 350 من أبنائها إلى القوات اليهودية في نيسان/ ابريل، وسيشكل هذا المزيج من الدروز والشركس لاحقاً نواة حرس الحدود الإسرائيلي، الوحدة العسكرية الرئيسية لحفظ الأمن، أولاً في المناطق العربية قبل سنة 1967، ثم لتعزيز الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة بعد سنة 1967.

14 - ردات فعل العرب:
عندما احتلت القوات اليهودية أول القرى العربية في كانون الأول/ ديسمبر 1947 ودمرتها، بدا الأمر كما لو أن الجليل هو المنطقة الوحيدة التي تتوفر فيها الفرصة لإيقاف الهجمات اليهودية، بمساعدة فوزي القاوقجي.
فبعد أن هاجم القاوقجي عدداً من المستعمرات المعزولة والقوافل التي تحركت لنجدتها، بدأ يسعى في كانون الثاني / يناير إلى هدنة، وواصل مساعيه طوال شباط/ فبراير وآذار/ مارس 1948، فقد أدرك أن اليهود يتمتعون بالتفوق في جميع النواحي العسكرية، وحاول التفاوض مباشرة مع الهيئة الاستشارية، التي كان يعرف بعض أعضائها في فترة الثلاثينات، وفي نهاية آذار/ مارس، اجتمع بيهوشواع بالمون، بمباركة، كما يبدو مع ملك الأردن عبد الله، وعرض على بالمون معاهدة عدم اعتداء تبقى القوات اليهودية بموجبها داخل المناطق المخصصة للدولة اليهودية وتسمح في النهاية بالتفاوض في شأن فلسطين مكونة من كانتونات، ومن نافلة القول أن مقترحات القاوقجي قوبلت بالرفض، ومع ذلك لم يشن أي هجوم ذي قيمة، ولم يكن في قدرته أن يفعل ذلك، إلى أن اندفعت القوات اليهودية إلى داخل المناطق التي خصصتها الأمم المتحدة للدولة العربية.
ورافق ظهور القاوقجي وصول متطوعي الإخوان المسلمين من مصر إلى الساحل الجنوبي، وكانوا مفعمين بالحماسة، لكنهم غير فعالين على الإطلاق كجنود وقوات، كما ثبت بسرعة عندما احتلت القرى التي كان من المفروض أن يدافعوا عنها، وأخليت ودمرت بتتابع سريع.
في كانون الثاني يناير 1948، بلغ الحديث الطنان عن الحرب في العالم العربي ذروة جديدة، لكن الحكومات العربية بصورة عامة لم تذهب إلى ما هو أبعد من الكلام عن الحاجة إلى إنقاذ فلسطين.
وقد سيطر الأردنيون فعلاً في نهاية المطاف على المنطقة التي أصبحت معروفة باسم الضفة الغربية، وجرى ضم معظمها من دون أن تطلق رصاصة واحدة.
تأثر القرار العربي بشان حجم التدخل والمساعدة تأثراً مباشراً بالتطورات على الأرض، وما كان يجري على الأرض تابعه السياسيون بقلق متزايد، والمثقفون والصحافيون برعب: بداية عملية إخلاء البلد من سكانه العرب وهي تتكشف بالتدريج أمام أبصارهم، وفي تلك المرحلة المبكرة، بداية سنة 1948، لم يكن لديهم، إلا قلة منهم، أدنى شك في أن كارثة رهيبة على وشك أن تحل بالشعب الفلسطيني، غير أنهم ماطلوا، بقدر ما استطاعوا، وأجلوا التدخل العسكري المحتم، وعندما تدخلوا كانوا سعداء بإنهائه بأسرع وقت ممكن: كانوا يعرفون تمام المعرفة لا أن الفلسطينيين هزموا فحسب، بل أيضاً انه لا توجد فرصة أمام جيوشهم في مواجهة مع القوات اليهودية المتفوقة، وفي الواقع أرسلوا قواتهم إلى حرب كانوا يعرفون أن لا فرصة أمامهم لكسبها.
وكي لا تسحب القادة دوامة يمكن أن تقوض مكانتهم المهتزة أصلاً في مجتمعاتهم، أحالوا أمر اتخاذ القرار على مؤسستهم الإقليمية، مجلس جامعة الدول العربية وكان هذا هيئته غير فعالة لأنه كان في الإمكان رفض قراراته، أو إساءة تفسيرها، أو – إذا قبلت – تنفيذها جزئياً، وقد تباطأت هذه الهيئة في مناقشتها حتى بعد إن أصبحت حقيقة ما يجري في أرياف فلسطين ومدنها واضحة ومؤلمة إلى حد لم يعد من الممكن تجاهلها، وفي نهاية نيسان/ إبريل 1948 فقط قررت إرسال جيوش إلى فلسطين، وذلك بعد إن كان تم فعلاً طرد ربع مليون فلسطيني، وتدمير مائتي قرية، وإخلاء عشرات المدن.
قبل أن يتخذ القرار النهائي بالدخول، في 30 نيسان/ أبريل، كانت ردات فعل الدول العربية متباينة، فقد طلب مجلس الجامعة من الجميع إرسال أسلحة ومتطوعين، لكن البعض لم يستجب للطلب، المملكة العربية السعودية ومصر تعهدتا بمساعدة مالية قليلة، ووعد لبنان بإرسال عدد محدود من البنادق، ويبدو أن سورية كانت الدولة الوحيدة الراغبة في القيام باستعدادات عسكرية جدية، وأقنعت العراق بتدريب متطوعين وإرسالهم إلى فلسطين.
لم يكن هناك نقص في المتطوعين، كثيرون في الدول العربية المحيطة بفلسطين تظاهروا ضد تقاعس حكوماتهم عن العمل، وآلاف من الشبان كانوا راغبين في التضحية بحياتهم من أجل الفلسطينيين.
الشخص الغريب في هذه التركيبة كان ملك الأردن عبد الله، الذي استخدم الوضع الجديد لتكثيف مفاوضاته مع الوكالة اليهودية من أجل اتفاق مشترك بشأن فلسطين ما بعد الانتداب، وتكشف مذكرات فوزي القاوقجي عن الإحباط المتنامي لدى ضباط جيش الإنقاذ من عدم استعداد وحدات الفيلق العربي، المرابطة في فلسطين للتعاون مع قواته.
في أثناء العمليات اليهودية ما بين كانون الثاني / يناير وأيار/ مايو 1948، عندما طرد ما يقارب 250.000 فلسطيني من بيوتهم، لم يحرك الفيلق العربي ساكناً.
وفي أوائل شباط/ فبراير 1948، سافر رئيس الحكومة الأردنية إلى لندن لاطلاع البريطانيين على التحالف الضمني المبرم مع القيادة اليهودية بشان تقسيم فلسطين ما بعد الانتداب بين الأردنيين والدولة اليهودية ويضم الأردنيون معظم المناطق المخصصة للدولة العربية في قرار التقسيم، وفي المقابل لا يشتركون في العمليات العسكرية ضد الدولة اليهودية، وبارك البريطانيون الخطة.
كان الفيلق العربي، أي الجيش الأردني، أفضل الجيوش تدريباً في العالم العربي، وكان يعادل القوات اليهودية، بل حتى كان يتفوق عليها في بعض المناطق، لكن نشاطه اقتصر، بناء على أوامر من الملك عبد الله ورئيس هيئة أركانه البريطاني، جون غلوب باشا، على المناطق التي اعتبرها الأردنيون لهم: القدس الشرقية، والمنطقة المعروفة حالياً باسم الضفة الغربية.
فيما يتعلق بالقيادة الفلسطينية، فإن ما بقي منها كان مجرد شظايا وفي حالة فوضى كاملة، بعض أعضائها رحل بسرعة على أمل أن يكون رحيله مؤقتاً، لكن هذا الأمل خاب، عدد قليل جداً منهم رغب في البقاء ومواجهة العدوان اليهودي في كانون الأول/ ديسمبر 1947 وبداية عمليات التطهير في كانون الثاني/ يناير 1948، وبقي فعلاً، وظل رسمياً في عضوية اللجان القومية، وكان من المفروض ان تنسق بين نشاطات هؤلاء الأعضاء وتشرف عليهم الهيئة العربية العليا، الحكومة غير الرسمية للفلسطينيين منذ الثلاثينات، لكن نصف أعضائها كان رحل والنصف الباقي وجد من الصعب عليه القيام بالعبء.
مع انه كان في استطاعتهم بكل سهولة اختيار الرحيل، ونذكرهم بالاسم: اميل الغوري، أحمد حلمي، رفيق التميمي، معين الماضي، حسين الخالدي، وكان كل منهم على اتصال بعدة لجان قومية محلية، وبالحاج أمين الحسيني، رئيس الهيئة العربية العليا، الذي كان يتابع الأحداث مع زميليه المقربين منه، الشيخ حسن أبو السعود واسحق درويش، من القاهرة، حيث كان يقيم.
اما قريبه جمال الحسيني، القائم بأعمال رئيس الهيئة العربية العليا في أثناء غيابه، فكان سافر الى الولايات المتحدة لمحاولة اطلاق حملة دبلوماسية متأخرة ضد قرار الأمم المتحدة وهكذا، فان المجتمع الفلسطيني كان من جميع النواحي شعباً بلا قيادة.
في هذا السياق لا بد من العودة الى ذكر عبد القادر الحسيني مرة أخرى، لأنه حاول ان ينظم وحدة شبه عسكرية من القرويين ليحموا انفسهم، وقد صمد جيشه، "الجهاد المقدس"، الذي كان اسمه المهيب أبعد ما يكون عن واقع المجموعات غير المستقرة التي كان مكوناً منها، حتى 9 نيسان/ أبريل، عندما هزم وقتل قائده على يد قوات الهاغاناه المتفوقة عدداً وعدة وخبرة عسكرية.
وبذل جهد مشابه في منطقة يافا الكبرى من جانب حسن سلامة، ومحمد نمر الهواري (الذي استسلم لاحقاً لليهود وأصبح اول قاض فلسطيني في اسرائيل في الخمسينات)، وقد حاول الاثنان تحويل حركتيهما الكشفيتين الى وحدتين عسكريتين، لكنهما أيضاً هزمتا خلال أسابيع قليلة.
اذا، قبل نهاية الانتداب البريطاني لم يشكل المتطوعون العرب القادمون من الخارج، ولا القوات شبه العسكرية في الداخل، خطراً جدياً على المجتمع اليهودي من شانه ان يؤدي الى خسارته المعركة او الاضطرار الى الاستسلام.
غير ان الرأي العام الاسرائيلي، والامريكي بصورة خاصة، نجحا في تخليد أسطورة أن الدولة اليهودية المرتقبة كانت عرضة لخطر التدمير أو لـ "هولوكوست أخرى" وباستغلال هذه الأسطورة، ستحصل اسرائيل في وقت لاحق على دعم هائل للدولة من الجوالي اليهودية في مختلف انحاء العالم، بينما حولت العرب ككل، والفلسطينيين بصورة خاصة، الى شياطين في نظر الرأي العام الأمريكي، اما الواقع على الأرض فكان طبعاً، نقيض ذلك تماماً: الفلسطينيون كانوا يتعرضون لطرد جماعي هائل.

15 - خيانة الأمم المتحدة:
بموجب قرار التقسيم، كان ينبغي للامم المتحدة ان تكون حاضرة على الأرض لتشرف على تنفيذ خطتها للسلام، أي جعل فلسطين بكاملها بلداً مستقلاً، يشتمل على دولتين متميزتين تجمعهما وحدة اقتصادية، وقد تضمن القرار الصادر في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 أموراً الزامية واضحة جداً، منها التعهد بأن تمنع الأمم المتحدة أية محاولة من أي الطرفين لمصادرة أراض تعود ملكيتها الى مواطني الدولة الأخرى، أو أية مجموعة قومية اخرى – سواء كانت أراضي مزروعة، أي أراضي مراحة من غير زرع لمدة عام تقريباً.
وكان وجود الأمم المتحدة في فلسطين محدوداً لان السلطات البريطانية منعت وجود فريق منظم من الأمم المتحدة على الأرض، متجاهلة بذلك الجزء من قرار التقسيم القاضي بوجود لجنة من الأمم المتحدة في فلسطين.
لقد سمحت بريطانيا بحدوث التطهير العرقي الذي جرى تحت بصر وسمع جنودها وموظفيها خلال فترة الانتداب التي انتهت في منتصف ليل 14 أيار / مايو 1948، كما أنها أعاقت جهود الأمم المتحدة للتدخل بطريقة كان من الممكن أن تؤدي الى انقاذ كثيرين من الفلسطينيين.
أما الأمم المتحدة، فلا يمكن تبرئتها من ذنب التخلي، بعد 15 أيار/ مايو، عن الشعب الذي قسمت أرضه وسلمت أرواحه وأرزاقه الى اليهود الذين كانوا، منذ نهاية القرن التاسع عشر، يريدون اقتلاعه والحلول مكانه في البلد الذي كانوا يعتقدون انه ملك لهم.
يتبـــــع
[/align][/frame]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس