عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 06 / 2008, 37 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الدم - قصة - طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px ridge green;"][cell="filter:;"][align=justify]
كنت أحدّق في شاشة التلفاز، عندما ظهرت صورته فجأة.. كانت ملامحه مغطاة بالدم.. وكان الجندي الإسرائيلي يقف أمامه كلوح من ثلج.. قلت محدثاً نفسي “كأنني أعرف هذا الطفل.. هل شاهدته من قبل.. ربما” وكأن صوتي كان مرتفعاً، إذ قالت الزوجة: “ومن أين ستعرفه يا أحمد، هذه الصورة لطفل في فلسطين وأنت ولدت هنا.. فكيف ستعرفه؟؟” قلت “لا أدري”.. كانت الصورة قد اختفت.. وكرّت على الشاشة صور كثيرة غيرها.. أطفال.. رجال.. نساء.. حجارة.. دخان.. طلقات رصاص.. وبقيت ملامح الطفل الدامية عالقة في الذاكرة.. حاولت جهدي أن أنسى.. أن أُبعد الصورة عن ذهني.. دون جدوى. نام الأطفال.. وبعد أن رأت الزوجة شرودي وابتعادي ذهبت إلى الفراش.. وقمت وتوجهت إلى الغرفة الأخرى.. تناولت أحد الكتب.. قلبت صفحاته.. أحسست أنها مصبوغة بالدم.. أغمضت عيني للمرة الثانية، وفتحتهما ..كانت الصورة المعلقة على الجدار على حالها ..تسمّرت عيناي دون إرادة مني عليها..كان الطفل المرسوم حزينا ، أو هكذا يبدو..لكن كأنه كان يتنفس..الفكرة أرعبتني ..الصورة موجودة منذ سنوات ..لماذا تريد أن تتغير الآن؟؟.. دققت النظر..اختفت ملامح الطفل وقفزت مكانها ملامح الطفل الفلسطيني مغطاة بالدم.. وسمعت صوته.. أقسم سمعت صوته.. صاح "عليك أن تمسح الدم.. إنني أتألم" فركت عيني.. وضعت كفي على أذني ثم رفعتهما.. جاء الصوت مرة أخرى “ماذا تنتظر.. امسح الدم عن وجهي.. إنني أتألم” قلت محدثاً نفسي بارتعاش “إنها صورة.. مجرد صورة” هزّ رأسه بانفعال، ترك الإطار ونزل..
اقترب مني.. تسمّرت.. رفع يدي إلى وجهه.. نظرت إليها فكانت غارقة بالدم.. قال “أرجوك.. حاول أن تزيل هذا الدم عن وجهي.. أرجوك” ركضت إلى الغرفة الثانية.. أحضرت منشفة كبيرة.. أخذت بانفعال أمسح وجهه.. غرقت المنشفة بالدم.. أخذت تنقط.. الوجه ينزف بغزارة.. يشكل دوائر غريبة على أرض الغرفة.. ركضت وأحضرت كل الأغطية.. أخذت أمسح.. امتلأت الأغطية بالدم.. صحت برعب “الدم لا يتوقف.. يا ناس الدم لا يتوقف” قال الفتى “افعل شيئاً.. بالله عليك افعل.. الدم يملأ المكان”..
صرخاتي أيقظت أولادي وزوجتي.. نظروا.. صرخوا.. الصراخ علا.. العيون المغمضة تركت نومها واستيقظت.. من جميع الجهات أتوا. باب البيت مال ثم وقع.. تدفقوا وأخذوا يحاولون إيقاف نزيف الدم بكل الوسائل.. مساحة الدم كانت تكبر.. بدأ البيت يغرق بالدم.. الطفل يصيح.. الناس يصيحون.. الكل في سباق..
صحت “بالله عليكم افعلوا شيئاً.. الدم ملأ البيت.. إنه يخرج إلى الشوارع..” مشى الطفل تاركاً البيت.. وخلفه مشينا.. اجتمع الناس من كل مكان وتجمهروا.. كل واحد منهم يحمل شيئاً يحاول أن يمسح الدم به. والدم طوفان.. صاح الطفل “لا فائدة.. لن تفعلوا شيئاً.. يبدو أنكم لن تفعلوا شيئاً.. غرقتم بالدم ولن تفعلوا شيئاً” صاح أحدنا “إننا نفعل ما نستطيع فعله.. ولكن المشكلة في هذا الدم أنه لا يريد أن يتوقف” هزّ رأسه.. أخذ يلم الدم براحتيه وصدره.. سحب كل شيء.. ثم مشى.. كانت خطواته أسرع من خطواتنا.. لم نستطع اللحاق به.. ناديناه لم يلتفت.. حمل ملامحه المغطاة بالدم وتابع المسير.. صحت بقوة إلى أين أيها الفتى.. أشار بيده.. ولم أفهم.. فجأة طوى حزنه ودخل شاشة التلفاز..

[/align][/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة نور الأدب ; 19 / 10 / 2010 الساعة 30 : 07 AM.
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس