عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 07 / 2013, 55 : 03 PM   رقم المشاركة : [11]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته




أن نخطيء فهذه سمة البشر، لكن أن نقدس بشراً مثلنا من لحم ودم، فتلك خطيئة أكبر !
والدكتور أحمد الكبيسي لاشك أنه أخطأ في (منهج) طرحه لحياة معاوية بن أبي سفيان ،لكن كانت طريقة التعامل مع خطئه ،وطريقة الهجوم القاسي في حقه ، فيها إجحاف كبير في حق علمه ورؤيته واجتهاده . فخطؤه إنما كان بطريقة تناول الخبر التاريخي والاستدلال به على مذهبه ،(فتمسك بالخبر الواهن وبنى عليه قاعدته فانهار بناؤه).كما أخطأ أكثر مَنْ شتمه أو كفَّره (وهي أسهل أداة بستخدمها ضعفاء
الحيلة عندنا في كافة الأصعدة).
وقد استمعت إلى كلام الدكتور الكبيسي بإمعان وكان هذا الكلام:
يقول ابن أبي حاتم:أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم،هم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل ،الذين اختارهم الله عزوجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة..ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم..فشرَّفهم الله عز وجل بما منَّ عليهم وأكرمهم به مِنْ وضْعِه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز، وسمَّاهم عدول الأمة، فقال عز ذكره في محكم كتابه:(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)،ففسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عزَّ ذكره قوله: (وسطاً) قال: عدلا، فكانوا عدولاً وأئمة الهدى وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة (الجرح والتعديل 1 /7 ) .
فالصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغزُ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى،ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك، إذا لم يجتمع به مرة أخرى.
كما يخرج بقيد الموت على الإيمان ‏:‏ من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبـي صلى اللـه عليه وسلم ومات على الردة فلا يعد صحابياً.
وفي أوائل القرن السابع جمع عز الدين بن الأثير كتاباً حافلاً سماه (أسد الغابة) جمع فيه كثيراً من التصانيف المتقدمة التي ذكرت أسماء الصحابة، ولكنه خلط من ليس
صحابياً بهم. ثم جاء الحافظ أبو عبدالله الذهبي واستدرك عليه وجرَّد الأسماء ووضع زيادات في كتابه (الإستيعاب)، ومع هذا ما ذكر من الأسماء في الكتاب قليل بالنسبة لعدد الصحابة، فهم كثير كما قال علي بن أبي زرعة الرازي: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومَنْ رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان مِنْ رجل وامرأة ،وذاك عدد مَنْ شهد منهم حجة الوداع، كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية،
وأسماء هؤلاء لم يُعرف منهم إلا القليل كما قال الإمام الذهبي: جميع مَنْ في «أسد الغابة» سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفساً.
وسبب عدم ذكر الأسماء كلها أن هناك خلقاً كثيراً مات في حروب الردة والفتوحات وفي الطاعون العام وعمواس، كما أن أكثرهم أعراب، حضروا حجة الوداع، ومن هؤلاء من مات عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.فكل من ذكر للصحابة عدداً إنما هو بالتقريب ليس على سبيل الحصر.
وتحديد كون الشخص صحابياً: أن يثبت بطريقة التواتر، ثم الاستقامة والشهرة، أو أن يُروى عن أحد الصحابة أن لفلاناً صحبة، (وكذلك يصح أن يُروى ذلك عن آحاد
التابعين، شرط أن يكون التابعي ثابت العدالة، ثابت المعاصرة).
(انظر: نزهة النظر شرح نخبة الفكر52 ، إرشاد الفحول129).
لكن د.أحمد الكبيسي جاء بتعريف آخر للصحابة، فقال: كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو النبي رآه فهو صحابي.
فخرج من هذا التعريف العميان من الصحابة، وأدخل فيه مَنْ رأى النبي ورآه وارتد ومات كافراً، ويدخل فيه المشركون واليهود وغيرهم من الطوائف التي رأته صلى
الله عليه وسلم ولم تؤمن به. فلم يقيِّد الرؤيا وأطلقها.
وقال: الصحابة من الصحبة، بمعنى الفضل والتقديس. وهم: الأنصار والمهاجرون وأهل بيعة الرضوان، النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهم وحماهم والله قال عنهم: (رضي الله عنهم ورضوا عنه)، معدودون ما بين أربعمائة أو خمسمائة،سبُّهم كفر، فخالد بن الوليد الذي يساوي الأمة كلها اليوم وكل يوم، وهو من الطلقاء،مرَّ به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يلاحي عبد الرحمن بن عوف وهو من
المهاجرين فقال له: الله الله في أصحابي، يا خالد دع عنك أصحابي ،لو أنَّ أحدكم أنفق مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم.وقال: رواه البخاري ومسلم.
وهذا خطأ من جهات:
فلم يقل أحد إن الصحبة بمعنى الفضل والتقديس، وإنما تعني في اللغة:الملازمة والمرافقة والمعاشرة، ومنه قيل: الصاحبة، لزوجة الرجل، وقيل لأهل المذاهب:أصحاب وصحابة، فيقال: أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي.
وحديث خالد بن الوليد بهذا اللفظ ضعيف ليس في الصحيحين،وليس فيه: يا خالد دع عنك أصحابي،وهو في التاريخ الكبير للبخاري3 /131 /389،وسنن الترمذي3861 وفي إسناده كلام.
والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة، أشهرها مارواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، من حديث عبدالله بن مغفَّل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهَ الله في أصحابي لا تتخذوهم غَرَضَاً، فمن أحبهم فبحبِّي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله فيوشك أن يأخذه.
وقال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً، قال الله تعالى: (لايَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ
وَقَاتَلُوا وكلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير).
فهل جرير بن عبد الله البجلي، والأقرع بن حابس، ومسلمة الفتح، وأبو هريرة،ليسوا من الصحابة ؟!
وقال: أصحاب المئين بعد يوم حنين ارتدوا عن الإسلام، معاوية وغير معاوية،فأعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم مائة ناقة ،فرجعوا للإسلام .
وهذا خطأ كبير لم يقله أحد من المؤرخين،( والرافضة تقول إن معاوية ارتد بعد وفاة الرسول). وأصحاب المئين:هم المؤلفة قلوبهم ،سادة مطاعون في قومهم،أسلموا ونيّتهم ضعيفة فأعطوا من الفيء تثبيتاً لهم .أو هم قوم لهم شرف ورياسة أسلموا، فأعطوا لترغيب نظرائهم من الكفار ليسلموا .أو هم صنف يراد بتألّفهم أن يجاهدوا من يليهم من الكفار ، ويحموا من يليهم من المسلمين.أو هم صنف يراد بإعطائهم من الزّكاة أن يجبوا الزّكاة ممّن لا يعطيها .
والكفار على ضربين:
1من يرجى إسلامه فيعطى لتميل نفسه إلى الإسلام .
2 من يخشى شرّه ويرجى بعطيّته كفّ شرّه وكفّ غيره معه.
وانعقد إجماع الصحابة على سقوط سهم المؤلفة قلوبهم لزوال السبب الداعي إليه.
وقال: أنتم نواصب (أصحاب معاوية) كما هم روافض.
كأنه نسي أن من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَتَوَلوْنَهم ويحفظون فيهم وصية الرسول حين قال يوم غديرخم: أذكركم الله في أهل بيتي.
ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة.فيحبون معاوية كما يحبون علياً وآل البيت جميعاً وجميع الصحابة، ويترضون عليهم جميعاً، مع اعترافهم بفضل علي على معاوية.
وكيف يكون معاوية مرتداًً كافراً وقد حدَّث عنه من الصحابة: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَجَرِيرٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
وَمِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ؟
فكيف تُحدِّث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كافر مرتد ؟!
وقال: أنتم أصحاب معاوية الذي أمر بسب عليٍّ ،وهذا في صحيح مسلم.

وهذا حق في أنه في صحيح مسلم، فعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَال: ما مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَاب؟

فلاحظْ أن كلمة " أَمَرَ " في الرواية جاءت من قول أحد الرواة وليست من كلام معاوية ، بمعنى أنه لم يقل لسعدٍ: إلعن علياً، وإنما سأله.

أي قَوْلُه لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ السَّبَبِ الْمَانِعِ لَهُ مِنْ السَّبِّ، كَأَنَّهُ قال: هَلْ اِمْتَنَعْت تَوَرُّعًا أَوْ خَوْفًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وإجلالا لَهُ عَنْ السَّبِّ فَأَنْتَ مُصِيبٌ مُحْسِنٌ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَهُ جَوَابٌ آخَرُ. وَلَعَلَّ سَعْدًا كَانَ فِي طَائِفَةٍ يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ، وَعَجَزَ عَنْ الإنكار وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فَسَأَلَهُ معاوية هَذَا السُّؤَالَ. وقَالُوا: وَيَحْتَمِلُ تأويلا آخَرَ أَنَّ مَعْنَاهُ : مَنْ مَنَعَك أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْنَ رَأْيِنَا وَاجْتِهَادِنَا وَأَنَّهُ أَخْطَأَ ؟

ومما يُكذب أن معاوية لم يأمر بسب علي ما جاء في صريحٍ من كلام معاوية نفسه ،يإسناد رجاله ثقات،من حديث يعلى بن عبيد الحنفي عن أبيه، قال:جاء أبو مسلم الخولاني وأناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني وأنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه؟ وإنما أطلب بدم عثمان، فائتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له (تاريخ مدينة دمشق 59 /132،سير أعلام النبلاء 3 /140).

وقال الدكتور الكبيسي:والله العظيم مصيبة هذه الأمة وكل ما نعانيه من معاوية.

فكيف يكون معاوية مصيبة هذه الأمة وقد ولاه على الأردن ثم دمشق- بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان- عمر بن الخطاب، وكفى بعمر فراسة ونجابة!: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، فَإِنْ يَكُ فِى أُمَّتِى أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ (رواه البخاري).

كما جمع له عثمان بن عفان ولاية الشام كلها.

ونحن نعتقد ونجزم أن علي في الجنة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما نعتقد أن الله تعالى رضي عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً ومعاوية بن أبي سفيان منهم.
وقال الدكتور الكبيسي:كيف يمكن أن تكون موالياً لعلي وقاتله؟ وللحسين وقاتله؟
وتناسى أن أهل السّنة يتبرأون من قتلة علي وابنه الحسين رضي الله عنهما ويعادون من يعاديهما أو يتكلم فيهما بسوء.
والذي قتل علياً رضي الله عنه إنما هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي، ولم يكن لمعاوية في ذلك يد، بل كان هو نفسه مقصوداً في القتل من قِبل الخوارج. وإن الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما هو شمر بن ذي الجوشن وهو من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه،وإن يزيد لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل.


وفي كتب الشيعة أن الرافضة هم الذين قتلوا الحسين وليس يزيد ،ففي حديث أبي جعفر الباقر قال: بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم وقتلوه (شرح نهج البلاغة 11/43 لابن أبي الحديد، والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص/5).

وقال الدكتور الكبيسي: وقال معاوية لعبد الله بن عمر وهو على فراش الموت: يا عبد الله هل لي من توبة؟ قال: هيهات يا معاوية !
قال معاوية:يا ربي إن هذا الرجل ييئسني من رحمتك، والله ليس لي ما ألقاك به إلا أني لا أشرك بك شيئاً.
والخبر ليس له طريق صحيح، وحاشا ابن عمر أن يتألَّى على الله ويُقنط معاوية من التوبة.
بل كيف يسأل ابن عمر "هل لي من توبة؟ "؛ وهو الذي حدَّث بحديث التوبة عند موته وعلى فراشه؟
ففي حديث أَبِى هِنْدٍ الْبَجَلِي،وإسناده صحيح، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَدْ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ ،فَتَذَاكَرْنَا الْهِجْرَةَ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: َقدِ انْقَطَعَتْ، وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: لَمْ تَنْقَطِعْ، فَاسْتَنْبَهَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ فِيهِ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الرَّدِّ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم،فقال:ذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لاتنقطع الهجرة حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَة،ُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
وقال الدكتور الكبيسي:بيننا كتاب الله وسنة رسوله،والله سيحاسبكم على هذا الشقاق، ففي الحديث الصحيح أنه مَنْ جاءكم وأمركم جميعٌ (كذا) يريد أن يفرق بينكم، فاضربوا رأسه بالسيف كائناً من كان. ولهذا قلنا: واحد الذي فرق الأمة ،وعليكم أن تنتبهوا من هذا الواحد دائماً.


فمن الذي دعا للشقاق وفرَّق بين الصحابة وجعلهم "نوعين" ؟

نوع لهم الحماية والتقديس ومنهي عن سبهم، ونوع قل فيهم ما شئت ؟!

وهل عملت بما في كتاب الله تعالى من احترام الصحابة الذين أسلموا قبل الفتح وبعده وتوقيرهم، وأنه تعالى فضَّل الصحابة الذين قاتلوا وغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنفقوا من أموالهم قبل الفتح؛ وكانوا أفضل من الذين اسلموا بعده، وأنه وعد الفريقين بالجنة ؟!

والحديث الذي رواه الدكتور الكبيسي صحيح ولكن الدكتور وضَعَه في غير محله، وأراد أن يطبقه على معاوية كي تُضرب عنقه !

ومعاوية لم يأتِ للإمارة بل هو أمير من قبل؛ من عهد عمر وعثمان.

ولم يطالب بالخلافة لنفسه، لكنه كان يطالب بدم عثمان ابن عمه، ويطالب علي بن أبي طالب بتسليم قتلة عثمان، معترفاً أن علياً أولى بالولاية منه .

وفي حديث أبي مسلم الخولاني وجاء ومعه أناس إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟

فقال معاوية: لا والله، إني لأعلم أن علياً أفضل مني وأنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه؟
وإنما أطلب بدم عثمان، فائتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له.


وروى ابن عساكر بسنده عن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن العزيز ضرب إنساناً قط ،إلا إنساناً شتم معاوية ،فإنه ضربه أسواطاً(تاريخ مدينة دمشق 59/211 )





توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس