رمضان شهر البرّ والبركات
محمّد خير الدّين إسبير* قصائدٌ مِنْ دواوين الشاعر:
رمضانُ شهر البِرِّ والبركات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة لسيدي الوالد يرحمه الله
رمضانُ وافَى بالبشائرِ والسرور
وبهِ بدا بدرُ السعادةِ والحبورْ
ولقد تجلَّى بالرّضا مَولَى المَلا
والكلُّ تسبيحٌ لهُ حتّى الطيورْ
رمضانُ شهرُ البِرِّ والبركاتِ إذْ ..
هوَ بِالبَها واليُمْنِ مِن خَير الشهورْ
رمضانُ للإ سلامِ خَيرُ هديّةٍ
فبِه قلوبُ المسلمين رياضُ نورْ
طوبَى لِمن قد صانَ فيهِ صيامَهُ
مِن كلِّ لغْوٍ قد يؤدّي للفجورْ
وبهِ تَزَوَّدَ بالمكارمِ والتُقَى
فالزّادُ مِنهُ مَفازةٌ يومَ النُشورْ
طوبَى لِمنْ بالذِكْرِ طَيَّبَ نفْسَهُ
فالذِكْر طِيْبٌ لاتُضاهيهِ الزُّهورْ
والصّومُ للإ نسانِ خَيرُ طهارةٍ
تزكو النفوسُ بهِ وتنشرحُ الصُّدورْ
يَهَبُ اللَّطافةَ للقلوبِ وإنْ غَدَتْ
مثْلَ الحجارةِ قسوةً أوكالصّخورْ
نِعْمَ التشبُّهِ بالملا ئكِ في السّما
فغذاؤهم حَمْدٌ وآياتُ الشُّكورْ
والصومُ للإ نسانِ خيرُ وصيّةٍ
يُوصَى بها ذو علّةٍ فيها يَمورْ
سَلْ عن منافعهِ الطبيبَ تحقُّقاً
ودَعِ الغبيَّ وكلَّ ختّالٍ كَفورْ
لَمْ يَدْرِ ديْنَ الحقِّ إلاّ عاقلٌ
لا كلُّ أفّاكٍ ومختالٍ فخورْ
والصومُ من نِعَمِ الآلهِ لِخَلْقِهِ
والوَيلُ للعاصي المُكابِرِ، والثُبورْ
ما أعظمَ الصَّوْمَ الجميلَ بعِفَّةٍ
نأتي بِهِ كفَقيرِنا العَفِّ الصَّبورْ
ما أروعَ الرَّجلَ الثَّريَّ بعطْفِهِ
صَدقاتُهُ مِصداقُ حمّادٍ شَكورْ
فالشّاكِرونَ اللهَ حقاً إنّهمْ
للصابرينَ مَراحِمٌ تجَلوْ الكُدورْ
وإذا رحِمتمْ تُرحموا ، فتَراحَموا
قَبْلَ المَنيّةِ في دياجيرِ القُبورْ
إنّ الحياةَ هُنا لَفرصةُ عاملٍ
وهناك نارٌ أو فراديسُ السّرورْ
مولايَ بالذِّكرِ الحكيمِ تَقبَّلَنْ
مِنّا الصيامَ فإنّكَ الرّبُ الغفورْ
واجْمَعْ قلوبَ المؤمنينَ علَى الصَّفا
يامَنْ بِقُدرَتِهِ مَقاليدُ الأُمورْ
وعلى الجهادِ الحقِّ ألِّفْ بينَهمْ
لِيُطهِّروا القدسَ الشريفَ من الشرورْ
وعلى النّبيِّ صلاةُ ربّي دائماً
مادامتِ الأفلاكُ في الدنيا تَدورْ
والآلِ والأصحابِ أعلامِ الهُدى
مَن فاقَ نورُ هُداهُمُ نورَ البُدورْ
ـــــــــــــــــــــــــ
نُشِرَتْ في جريدة العالم الإسلامي بمكة المكرّمة في العدد 1585في العام 1419 هـ، وفي مجلّة النّور الكويتيّة العدد223في العام 1424هـ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|