"لاتنظري الى الوراء"
كررها وهو واقف في مكانه وكل شيء فيه يهتف عكس ذلك.. والجزع يعصف به يكاد يوقف قلبه الجامح ..
وكل وجدانه يصرخ في داخله.. " ابقِ.. لا ترحلي.. عودي.."
ولكنها بقيت كلمات ترتعش في صدره كطير ذبيح في قفص..
سمعت كلماته.. واخذت قرارها الذي لا رجعة فيه هذه المرة ..
عندما يكون القرار واضحا و صادقا و جيدا يجب التمسك به
و لكن عيناها كانتا تتعلقان بكل محطة يقطعها القطار لتقرأ الوعد الجديد على الجدران وفي وجوه الناس...!!
هنا وهنت قدرة العقل في التحكم فكانت ردة الفعل استجابة لحكم القلب
و كان بإمكان لبطلة التمسك بقرارها بواسطة التأثير العقلي
لأن العاطفة قوة بحاجة إلى التوجيه ووضعها في الخانة الصحيحة
قصة جميلة تمثل تضارب العقل و العاطفة
فكان النصر للعاطفة لأنها هنا هي من تتخذ زمام الموقف
و في الحديث عن النبي عليه أفصل الصلوات: 'عدو العقل الهوى'
و في حديث آخر عنه صلى الله عليه و سلم: ' ذهاب العقل بين الهوى و الشهوة '
أستاذة هلا راقني ما جاد به قلمك
دمت لنا مبدعة