رد: تعالوا معي إلى تطوان .. الحمامة البيضاء .
لتطوان ولابن تطوان ولأهل تطوان ولمحاربيها الأقوياء وللأندلسيين القدماء مساء سعيد وصباح أسعد
عيدكم سعيد وعيدك أخي رشيد الميموني مبارك وسعيد.. كل عام وأنتم جميعاً بخير
والمغرب بغالبية مدنه متحف تاريخي يغوص بأصالة تاريخية وعمق رواياته مع البطولة والعلم
ربما كان ذلك لسوء طالعي أن استعجلني الحنين لموطني بعد انتهاء أسبوعين ممزين في المغرب دون الوصول لتطوان رغم أني اقتربت منها
لكن الأستاذ رشيد الميموني عوضني عن الرحلة بإعطائي المعلومات الكافية رغم أني تمنيت عليه لو أنه أرفق المعلومة بصور توضيحية
ومع ذلك لقد منحتنا معلومات ممتازة عن تطوان
حين كنت أتحرك بين مدن المغرب والدار البيضاء مركز تحركي فأتجه شمالاً تارة وجنوباً تارة أخرى ثم بين شرق وغرب.. كنت مبهورة بجمال الطبيعة وغنى الأرض والأنهار الملتوية الزاحفة في التضاريس والجبال المعتمرة قبعات الثلج وشلالاتها الغزيرة وأنهارها الشديدة البرودة وبساتينها العامرة بكل أشجار الثمر وبزيتها النادر وزيتونها الغادق
بشواطئها الجميلة المطلة على البحرالأبيض المتوسط ثم ذلك الامتداد العظيم للشواطيء المطلة على المحيط الأطلسي الساحر المليء بالأساطير وأمواجه المتلاطمة وهي تربت على خد السلسة الجبلية مشكلة مناظراً تخلب الألباب
كنت بحق في حالة من الاندهاش والاعجاب حد الانبهار.. ألتقط الصوربكثير من الفرح والسعادة
واستغرب بشدة كيف لدولة غنية في طبيعتها وسعة مساحتها وموادها الخام وتنوع جغرافيتها وعمق تاريخها واحتكاكها الشديد بحضارة أوروبا أن يتواجد فيها هذا الكم من الفقر والمعدمين.. كنت أتساءل أين يكمن الخطأ في الإنسان أم بالطبيعة؟؟
هناك دولة في شمال غرب أوروبا محدودة المساحة، قليلة التعداد، ضئيلة الانتاج الزراعي، معدمة المواد الخام، قصيرة المواسم المتيحة للانتاج، ومع ذلك خلقت لنفسها صناعة وتجارة جعلتها من أغنى الدول في العالم وأكثرها حضارة.. سويسرا التي تسحر زوارها وتشدهم كالمغناطيس والمشهورة بأرقى صناعات الساعات وأثمنها
استوردوا مادة الكاكاو وصنعوا ألذ وأروع وأغلى الشيكولاتة في العالم والتي تنسب لسويسرا رغم أنها لا تزرعها..
استقدموا أعداد كبيرة من البقر وأسسوا لصناعة الألبان والأجبان معتمدين على استيراد العلف لأن أراضيها أغلب الوقت مغطاة بالثلج
وأصبحت الدولة تزود جميع دول العالم بأفخرأنواع الأجبان
أسست لنظام مالي مدروس جيداً بحيث يستقطب الأموال من أغنى البشر والدول على سطح الكرة الأرضية مستفيدون من التسهيلات ونسب الفائدة والأمن الداخلي
كنت أتساءل كيف لدولة بهذا الثراء الطبيعي لا تكون تكون كأفضل الدول حضارة واقتصاد
إن الثروة السمكية وحدها تقدر بمليارات الدولارات فما بالك بالزيتون والثمار ومواد الخام الأخرى
أعتذر لأن عقلي حلق بالبعيد ولكني لم أكن أستطيع منع نفسي من وضع المقارنة والأسف على الحال العربي المتجمد لسوء الادارة
أحببت كمثل كثيرين المغرب وبهرت بغنى أرضها وتنوع خيراتها وأناقة مظهرها الطبيعي
بل عشقتها وأدركت السبب الذي يجعل كثيرين يعاودون زيارتها المرة تلو الأخرى دون ملل ويحرصون على زيارة مدنها مدينة فمدينة
فتطوان واحدة من مدن مغربية لا تقل جمالاً وسحراً عن أخواتها..
وعندما نذكر المغرب فإننا نشمل معها التاريخ الأندلسي للارتباط القوي ولدور المغاربة بالفتح الأندلسي ودعم الدولة الاسلامية فيها
تحياتي لك أستاذ رشيد وبارك الله بما قدمت
|