عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 08 / 2013, 26 : 05 PM   رقم المشاركة : [10]
سارة أحمد
مجازة في الأدب / تكتب القصة والرواية

 الصورة الرمزية سارة أحمد
 





سارة أحمد is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: مصر في عين العاصفة / شاركنا في قراءتك للمشهد

بدون عنوان

غير مصدقة لما يجري الآن في مصر؛ أشعر بأننا في كابوس، ليس حقيقي ما نحن فيه أو أن مصر قد تحولت إلى مشفى كبير للمجانين بعد موجة من الجنون والتطرف اجتاحت جميع العقول؛ هم بالتالي فاقدين لأهلية حسن التصرف والتدبير، غير قادرين على الاستماع لصوت الحكمة والعقل، مصدومة إلى أبعد حد! أؤمن بنظرية المؤامرة؛ ما يحدث في الدول العربية منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي لا يمكن أن يكون اعتباطيا أو طبيعيا. ما يجري هي مخططات استعمارية غربية لم تبدأ منذ أعلنت أمريكا عن مشروع الشرق الأوسط الكبير بكل وقاحة فقط بل بدأت قبل ذلك بكثير؛ منذ عقود استمر فيها ولاء الحكام العرب لأمريكا وحرصت هي على استمرار تبعية هذه الأنظمة لها وشجعتها على استغلال وقمع شعوبها تمهيدا للوصول إلى هذه المرحلة، ما نحن فيه الآن، اللحظة الحاسمة، لحظة الانفجار ثم التشظي إلى أجزاء وفرق متناحرة. أحمق من يعتقد أن فكرة المشروع الكبير هي وليدة السنوات القليلة الماضية فقط أو أنه لم تكن هناك نوايا شريرة تعتمل وتنضج في السر قبلها. بالتأكيد هناك الكثير من الدول الغربية الأخرى التي لها مصالح استعمارية في المنطقة ومن يدري؟ ربما تحن هذه الدول إلى عصور مجدها الاستعماري البغيض!

العالم الغربي الذي يصف نفسه دائما بأنه متقدم ومتحضر وديمقراطي وينعت نفسه بكل النعوت الحسنة ثم يتعالى علينا وينظر إلينا نظرة الشعوب المتخلفة؛ هذا التخلف الذي يعود في جزء كبير من أسبابه إلى هذا الاستعمار نفسه، أرجو أن لا يحدثني أحد عن تقدمه وتحضره و...إلخ كل ما هو جميل وراقي وطيب! فالمتحضر الحقيقي لا يترك إسرائيل تعيث في فلسطين فسادا واحتلالا وقهرا لحرية الشعوب طيلة هذه العقود دون أن يحرك ساكنا أو يبدي اعتراضا أو حتى يمتعض فالعالم الذي يقدم نفسه لنا دائما على أنه حامي حمى حقوق الإنسان أين هو طيلة عقود طويلة من حقوق الفسطينيين؟ المبادئ لا تتجزأ وهذا يكشف أن مبادئ هذا العالم هي نفس مبادئه الاستعمارية القديمة لم تتغير؛ هو الآن يرتدي قناعا ويستخدم شعارات يخفي وراءها حقيقته؛ لو نزعنا القناع عنه لرأينا قبحا وشرا وعنصرية لا تغتفر ولو أوقفنا طنطنة شعاراته البراقة وأنطقنا لسانه بالحقيقة لنطق طمعا وجشعا ورغبة شيطانية في قهر الشعوب واستغلالها ونهب ثرواتها والاستيلاء على أراضيها، لنطق بكل المبادئ ضد الإنسانية وضد المساواة والحرية والإخاء الإنساني، لفاحت رائحته بالعنصرية العفنة تجاه كل من يعتقد بسبب نرجسيته المريضة وساديته أنهم أقل منه شأنا. الحضارة الغربية عبارة عن مسخ يرتدي قناع رجل وسيم.

لماذا نضحك على أنفسنا؟ إن موقفه من إسرائيل يفضح كل زيفه وتناقضه، يفضح أنه لو سنحت له الفرصة مجددا لأصبح مثلها (أنت تدعم إسرائيل لأنك لو سنحت لك الفرصة مستعد لأن تكون مثلها، شعوبك سلبية جدا؛ راجع موقف الشعب الأمريكي من االحرب على العراق؛ كل ما كان يهم أغلبية الأمريكيين هو عودة أبنائهم سالمين وتوفير نفقات الحرب؛رفضهم لها أساسا كان ينطلق في نسبته الأكبر من منطلق أناني أما العراقيون فلا أحد يهتم بما يجري لهم إلا فيما ندر أو يأتي التعاطف معهم في المؤخرة، لماذا تقدم نفسك لي دائما على أنك ملاك الرقي والتحضر والإحساس بالآخرين؟ على أنك النموذج البشري والحضاري الذي يجب أن يحتذى بحذافيره ويرتقى إليه ويتم تعميمه في جميع أنحاء الكرة الأرضية؟ لماذا تدعي عن نفسك أنك هذا الكائن المثالي المتمسك بأنبل المبادئ الثابت عليها والذي يحمل على عاتقه هم نقلها إلينا مع أنك أول من يكيل بمكياليين والمبدأ الوحيد الثابت لديك هو ازدواجية المعايير؟ لماذا لا تعترف بأنك مصلحجي وبغيض ولا مبادئ نبيلة لك على الإطلاق؟!) ثم يظل يطنطن بالمصطلحات البراقة ويصدع رؤوسنا بالحديث عن المبادئ الجميلة التي يجب أن نتعلمها منه ونأخذها عنه. كيف يمكن أن تنطبق هذه المبادئ نفسها عليه وحقيقته كما ذكرت-فاقد الشيء لا يعطيه- يخفيها تحت قشرته اللامعة مخبئا طبقات الصدأ المتعفن فلتخرسوا أيها المتشدقون من العالم الغربي علينا بالشعارات المزيفة ولتنظروا في حقيقتكم المرة أولا قبل أن تلتفتوا إلينا وتشغلوا أنفسكم بنا؛ إن كان بعضكم يدري فتلك جريمة وإن كان بعضكم لا يدري فالمصيبة أعظم!

يجب أن نحاول قلب الطاولة عليهم والاستفادة مما يجري لصالحنا في التخلص من الأنظمة القمعية العميلة وفي الوقت نفسه نحترس من الوقوع في الفخ الذي نصبوه لنا؛ هذه كانت فكرتي الوردية في البداية؛ ماذا أقول الآن؛ لقد وقعنا في الفخ؟!

في وسط هذا كله؛ يخرج علينا كل يوم من يجعل كلام إسرائيل حجة له على أخيه المختلف معه في الرأي، شيء غريب جدا لا ينفع معه إلا رباعية يكتبها جاهين لو كان حيا وينهيها بــــ وعجبي! إسرائيل التي تصطاد دوما في الماء العكر والتي من مصلحتها أن تنقسم جميع الدول العربية وتخرب وتُدمر، إسرائيل العدو، إسرائيل التي....هل أذكركم؟!


نُشر على: http://fengantaamol.blogspot.com/201...g-post_17.html

صوت لاستفتاء عاجل وضد ما يحدث على الجهتين
أشكرك أستاذة هدى على براعتك في الطرح واقتراح الاختيارات
توقيع سارة أحمد
 
https://www.facebook.com/saraahmedwriter?ref=hl

مدونتي: فنجان تأمل http://fengantaamol.blogspot.com/
سارة أحمد غير متصل   رد مع اقتباس