الشاعرة مادلين إسبر
ولدت في مدينة حمص ... درست حتى حصولها على بكالوريوس الحقوق..
- بدأت الكتابة في سن مبكرة .. نشرت قصائدها ومقالاتها في العديد من الصحف والمجلات العربية والمحلية .. كما شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية ..
- صدر لها ديوان " لا تسرع في الرحيل " عام 2007 عن دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق ..
- رواية " الأنشودة الخيرة " دار المسبار 2008..
***
من شعرها :
طائر الرحيل
إلى متى...ألحقُ بكْ
وأذهبُ كالأمس ِ,كالعمر ِ,كالنوم ِ
إليكْ
يا طائرَ الرحيل ِ في جفن ِ الكرى
إلى متى
أغتسلُ منكَ فيكْ
أطهّرُ روحي بأحرفي...بأحرفكْ
يا عمري الذي...بدداً يمضي
إلى متى....؟!
إلى متى يا طائري الجميلْ
تبني أعشاشك في الرحيلْ
***
كلماتكَ....... همساتكَ
توقك للرحيلْ..!؟
تأتيني بثوب ِ الليل ِ
بثوبِ الحبِّ...بثوبِ الفجر ِ
بثوبِ الشمس ِ
تشربني نبيذ َ العيدْ
وحينَ يدُقُّ نفيرُ الأرض ِ
تأخذني...ترفعني مثلَ التاج ِ
مثلَ الرمح ِ
تقطفني سنبلة
نضجت في الصيف
تحملني بين أحضان الكلمات
تنثرني في شريان القلم...حبراً
تبعثرُني
قصيدةً على أوراقكَ السمر ِ
على اسمكَ
سميتُ هذا البحرَ
هذا الموجَ...
وهذا الكونَ
وهذا السحرَ
أسميكَ إنجيلي....أسميك قرآني
فاكتبني
...اكتبني آيةَ عشق ٍ اكتبني
اصلبْني على أخشاب ِ المزامير ِ
فنهرُ الأسماءِ يجرفُني.....يفتِتُني
يحيلُني إلى ديوان ٍ للعشق ِ
***
قلّدْني
.....قلّدْني أسماءَ العشاقِ
اجعلْني بينَ يديكَ كالمشعل ِ
أشعلْني...
أضيءُ لكَ ظلماتِ الليل ِ
يا أعذبَ من ألحانِ الغيمِ
أصطادُ لكَ نجماتِ الصّبحِ
أضعُها بينَ يديكْ
ثمَّ أمطرُ حباً في عينيكْ
أسكنتكَ ربيعي..خريفي
كلَّ شراييني
ألبستكَ عمري
كي لا تذهبَ مع همسِ الريح ِ
فخذْني..
خذْني إليكَ يا أنتَ
يا منْ تسبحُ تحتَ جناحِ الليل
****
اكتبني
اكتبني على جدران هواك
فوق أجفان الشمس والأمطار
اكتبني على غيمة دافئة ..
على دفاتر الأحجار
على عطر الحروف أو حتى
على عبق الأزهار
ارسمني
على دفتر التاريخ المعلق
ما بين السطور المبعثرة
على براعم الورد المرتجف ..
تحت قطرات الندى
لأن روحي تبحث
عن الكأس المقدسة
عن رمال الصحراء السماوية
عن مسك روح التراب
فأنا سماء من العدم
أنا روح ٌمغمورة ٌبالنور
كما تغمر تباشير الصباح
القمم
أنا صوت ينادي
من قلب الوجود
يضيء في قلب الظلام شهابا
أنا البرق الساطع
من الغيوم السود
................
فاسمع صلاتي .... اسمع مناجاتي
أبحث عن الرحمة لأني
الصليب الذي
يُسمّر عليه من يحب البشرْ
لأني الراعي الصالح
أقود خرافي إلى اخضرارك
ارسمني على سنبلة
على لوح الوصايا
اكتبني غيمة
يلفها جناح القمر
وامح سطوري
بممحاة الزمان
وانثرني بين ضباب
الأساطير والصور
****
غفران
رغم أني لم اسرق 000
لم أقتلْ 000
لم أشتهِ مالَ غيري
أطعتُ الوصايا
لكنني أطلب الغفران
خطيئتي أنَّ لي
رغبة في بناء جسر
من العاج و الياقوت
بين الأرض والسماء
.........
في أعماقي أبجدية لا علاقة لها
بالخطوط بالألوان
قلبي له رغبة وشوق
لاجتياز تخوم الجحيم
في عيني شهوة وحنين
يناجي غيوم الضباب
أنا ملأى بالرغائب
لكنني سجينة فيها
لذلك أطلب منك الغفران
في العشق عشقا
وفي اللهيب القدسيّ قربانا
.............
خطيئتي...
أن حبي تخطى حدود الحواس
حدود الزمان
حدود المكان
حدود التماس
ساعدني.... في عشقي
في شكي...في تعبي
لأنال الغفران
وتترمد النار في النار
.................
لا أبحث في شجني عن طريق
لأنـّي امرأة
امتصّ ألمي نورَ الشمس
كم من وحل عكّر صفو الأمس
امنحني العطش للتجلي
امنح صوتي أجنحة لأطير
أنت شريان القلوب
وصوت للحناجر
علّمني الثورة
علّمني كيف أثور
وكيف أزهو
مثل شقائق النّعمان
...........
بروحي ثورة صارخة
عندما تهيج عاصفة آلامي
تبعدني عن جسدي
تبعدني عن خوفي
أرجوك.. أرجوك
علّمني الإيمان
بالطّيبة..... بالإنسان
فراشة أنا
علّمني أن أطير إليك
لأطلب منك الغفران
وألقي بجسدي المجرّح بين يديك
***
اسمع صمتي
أنفاسي مسكونة بالسحر
ألحاني منسوجة
بأوتار الروح
تنهداتي ...
دفوفي القلبية
***
اجعلني غيمة
من رنين الصمت
يداعبها شعاع القمر
كن بوصلتي
لا تجعلني أسيل فوق جدار
كدمعة ممزوجة بالكحل
اسمع صمتي
أنفاسي المسكونة بالسحر
بها أكتب سطورا ً
غير مكتوبة
اكتبها بقلم الروح على زبد البحر
اكتبها ...
على وردة الحب
الواقف بين القلب
والقمر
****
لا تكن كالوهن
كالالم
كالصخر
بل اسمع تردّدَ
أنفاسي
انثى أنا ...
علّموني ان اكون
وقودا للنار
ان اكون
عائمة بالثلوج
***
تجرع مرة
كأس الموت
لتحيا مرة
وتعرف ماهية الحياة
فالموت هو طريق آخر
لحياة أخرى
***