25 / 08 / 2013, 41 : 04 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
|
أحذروا الخليج فليس بعد تدخله إلاّ الخراب ....
من اللافت لإنتباه المتتبع للأوضاع العربية والإسلامية و حتى للإنسان العادي لاسيما فئة الشباب منهم يوالون الخليج في أشكال عدة كاتباع نهج محمد بن عبد الوهاب و/ أو كبار العلماء في هذه المملكة بحيث لا يمكن لفئة من هؤلاء الموالين أن يفروا أمرا من أمورهم إلا إذا أصدرت لهم فتوى عابرة للأوطان والقارات من شيوخ الحجاز، وهناك من يذهب بعيدا في ولاءه ليشمل، بالإضافة إلى النهج و رجال الدين، الحكام وعلى رأسهم الملك وأمراؤه. لكن ما تجهله هذه الفئة من المريدين وغيرهم من المؤيدين سياسيا فقط للمملكة طمعا فيالحصول على مساعداتها (التي تغدق بها عليهم دون حسيب أو رقيب سواء عند
دفعها من قبل الملك بإعتباره الحاكم بأمره في البلد بشكل مطلق دون منازع
أو عند صرفها في البلد المستفيد منها من قبل السلطة الحاكمة في أمور شتى
منها على وجه الخصوص جيوب القطط السمينة) أن صيرورة أي تدخل خليجي
في شأن من شئون العرب والمسلمين ليست إلى خير أبدا وإنما إلى خراب ودمار
و قتل و فقر وأمية، ففي مستهل الثمانينيات من القرن الماضي حفزت وشجعت
و مولت المملكة مع بقية دول الخليج العراق من أجل إعلان الحرب على إيران
لكنها و بعد توقف هذه الحرب التي دمرت الدولتين معا انقلبت على هذا البلد (أي العراق )، بعد أن زُين له إحتلال الكويت من قبل المستفيد الفعلي دائما
- أمريكا - ، فحوصر ثم دمر ثم احتل ثم قدم على طبق من ذهب لإيران بعد أن
قُسّم إلى طوائف متناحرة ومدمرة لبعضها البعض ونفس الشيء لأفغانستان و
أهلها جرى، فبعد أن جُيّش لها الشباب المتحمس لتحريره من الغزاة الروس
بفتاوي المفتين على منابر الحرمين و بأموال البترول وتم التحرير بإنسحاب
الدب الروسي، تخلت المملكة عن أفغانستان وتبين أن ما تحقق لم يكن من أجل
عيون أبناء وبنات هذا البلد الأطلال وإنما كان من أجل عيون الأمريكان وذلك
بالقضاء على الإتحاد السوفييتي المنافس لأمريكا ، أي أن الأموال الخليجية
المدفوعة والفتاوي الخليجية المجيزة للجهاد والشباب المسلم المجند إنما كان
الهدف منها هو خوض حرب نيابة عن أمريكا والغرب أو ما يسمى بالمعسكر
الإمبريالي للقضاء على الإتحادي السوفييتي أو ما يسمى بالمعسكر الشيوعي أما
حظ أفغانستان مما جرى كله منذ ذاك الوقت وإلى غاية الآن هو القتل و الدمار و
الجهل والفقر والخراب إضافة إلى الإحتلال الغربي بدلا من الإحتلال الروسي والذي
كان هذه المرة بتأييد مطلق وربما بتمويل غير معلن أو حتى معلن من دول الخليج. كما يجب أن لا نغفل عما يحدث في لبنان، فدفعت المملكة الأموال للمناوئين لحزب الله وتحرضيهم على محاربته واستعمال الدين الحنيف في ذلك لا سيما الفصول المتعلقةبالسنة والشيعة و الخلافات القائمة بينهما قد أوصل الآن هذا البلد الجريح دائما إلى حرب أهلية حقيقية يصعب جدا تفاديها إلا بلطف الله . صحيح أن ولوج حزب اللهساحة الحرب السورية إلى جانب بشار يعتبر من أفدح الأخطاء ينبغي التراجع عنهإلا ان هذا لا يعطي الحق للمملكة بأن تستغل هذا الأمر إستغلالا بشعا ورخيصا لإشعال بلد قابل للإشتعال في أي وقت وحين بل أن جمرات موقده لم تنطفيء يوما، وهاهو بالفعل يدخل الفتنة من بوابتها الواسعة و التي يشرع أحد مصراعيها أمراء اهي التفجيرات بدأت تهلل لها هنا وهناك بما تخلفه من قتلى وجرحى ودمار وخراب. وقبل لبنان ومعه، رأينا وعايشنا معا بالصوت والصورة قبل سنوات بطولات طياري و جنود الجيش الخليجي بعد أن تورطوا في مستنقع اليمن ضد الحوثيين دون مبرر لذلك ظنا منهم أن تدخلهم سيكون نزهة واستزادة في التأهيل مستهينين بخصومهم المفتعلين و بقدراتهم العسكرية، ولكم كانت المفاجأة عظيمة عندما ولى هؤلاءالأشاوس الأدبار هاربين أمام جنود الطائفة الحوثية الذين عملوا فيهم السلاح قتلا و جرحا و أسرا.ولكن بعد هروبهم تركوا اليمن أطلالا وقتلى وجرحى ومأسورين،وكان كل ذلك بسبب عمل عبد الله صالح بمشورة السعوديين وبسبب تدخلهم المباشر أيضا. وكم عانت الجزائر في فترة التسعينيات من فتاوي هؤلاء التي استعملها المجرمون غطاءا لقتل الجزائريين و تدمير بيوتهم ومدارس ابنائهم ومنشآتهم الحيوية، ونفس الشيء في ليبيا يجري. وفي سوريا حدث العجب العجاب، فالخليج كان المؤيد الأول للمعارضين للنظام السوري ليس من أجل الديمقراطية والحرية التي لايحتمل حكامها وجودهما حتى في المنام، وإنما من أجل هدف ظاهر رخيص ووضيع ألا وهو محاربة الشيعة وإيقاف المد الإيراني أما الهدف الخفي هوأكثر وضاعة ورخصا وهو تدمير سوريا وشل كل قواها بشغلها في نفسها وجعلها بمثابة الفيروس شبه الميت الذي يستعمل في التطعيم من أجل تقوية االبدن ضد الأمراض بتمكين الكريات البيض من التدرب على محاربة الفيروسات الصحيحة واكتساب الخبرة في ذلك لكن الطامة الكبرى نراها متجلية في مصر التي عادت إلى حضن مبارك صديق الخليجيين و الإسرائليين، وهاهي الدولة الأكبر وتوابعها تؤيد الإنقلابيين و أعداء الحرية والديمقراطية واعداء الشرعية من العلمانيين والوطنيين المزيفين و تدافع عنهم في كل مجلس وفي كل ندوة وتغذق عليهم بالأموال الطائلة ولن يهنأ لها بال إلا إذا ايقظت الفتنة و اشعلت الحرب بين أبناء البلد الواحد وساد بالتالي القتل والأسر والدمار و الخراب، والمساعي حثيثة وجارية على قدم وساق من أجل إشعال الفتن والحروب البينية فيتونس بعد إعادة بن علي إلى الحكم .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة نور الأدب ; 04 / 09 / 2013 الساعة 12 : 09 PM.
|
|
|