ميساء .. كان علي أن أعود قليلا إلى الوراء لتكتمل لي حكاياتك مع الحروف .. فمن "حروف متمردة" إلى "سلسلة حروف أنثوية" ، مرورا بـ"أحرفي خائنة" .. أجد دائما هذا الصراع المرير مع هذه الحروف التي تتعنت وتتمرد و تخون وتستعصي في بعض الأحيان ..
في هذه الخاطرة ألمس تصميما على إنهاء هذا الصراع .. وهي عملية أراها قيصرية مادامت ستستأصل الشريان الذي يمد الحروف بالدم .. هل سيتوقف الحبر .. وبالتالي ستتوثف الأحرف ؟ .. وهذا تلميح بأن الكلمات ستتوقف ..
في المرات الأخرى كانت ميساء تؤكد أنها لن تتوقف .. ولن تدع كلماتها تتلاشى .. فهل تفعلها هذه المرة ؟ ..
اليوم قطعت لقلبي الوعد وأضرمت لسهدي النار وأججت الثورة في فكري ، في عقلي ، في كل كياني ، اليوم سأسافر عبرك أيتها الغيمة وسأعاندك أيتها الريح وسأنصب لي خيمة عند
تلك المفارق ، وسأرسلك أيها المداد المتعب للمرة الأخيرة .
هنا يبدو التصميم على التوقف جليا .. لكن دعونا نخلق أملا من هذه الحروف نفسها ولنتأمل هذه العبارة :
لا عودة لك يا مداد من دونهم ولن ألملم حروفي التائهة إلا من حضن أيديهم ، لن أخلع عني الخيمة إلا بزنودهم الأبية ،
إذن هناك أمل في أن تعود عملية ضخ المداد في شرايين الحروف، بشرط أن يعود "هؤلاء" وحضن أيديهم وزنودهم الأبية..
أملنا كبير في عودة "هؤلاء" الذين لم تسمهم ميساء
عودي ميساء واخلعي عنك الخيمة ودعي حروفك تعب من مدادك .
مع هذه النغمة الشجية يبقى إبداعك ممتعا كالعادة .. فتحية لك من أعماق القلب ودمت متألقة .
بكل الود و التقدير