[align=justify]عالمنا العربي اليوم في حالة نزع بانتظار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. فكل الدلائل تشير إلى غروب شمس العرب والمسلمين بعدما انزلق وجودهم نحو الهاوية بخطوات متسارعة !.. وهنا أتساءل محزوناً وقرار العمر يغور / ما الذي تبقى للعرب والمسلمين من شروخ المواقف ورحيلهم الدائم نحو الواقع المزري وابتعادهم عن مناصرة الحق والعدل!.. العرب .. أين هم العرب؟!.. المسلمون.. أين هم المسلمون؟!.. أين هم العرب والمسلمون بما يحدث في عالمهم العربي والإسلامي وعلى الأخص في سوريا , قلب الوطن العربي ؟! .. أين هم مما يجري على أرضها من قتل وتشريد لأبنائها كل يوم؟!.. مَن منهم يتبع تعاليم الإسلام , فينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً؟!.. مَن منهم يتبع تعاليم المسيحية , فيدير خده الأيسر إذا صفع على خده الأيمن؟!.. ومع ذلك " يحلفون بالله أنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ( صدق الله العظيم ) فبماذا نفسر الصمت والمواقف اللامبالية والمخزية ازاء ما يحدث لإخوانهم السوريين؟!.. بل ماذا فعلوا أو قدّموا لأطفال سوريا الجياع ؟! إن كل ما فعلوه صم الآذان وعمى الأبصار!.. تكاذب سياسي واجتماعي وأخلاقي .. هذا ما فعلوه وأتقنوه !..
هذه حقيقة مرئية وواقع مشهود .. هذا هو عالمنا العربي والإسلامي اليوم .. ضاع الحق بينهم .. وانقسموا على ذواتهم وانقلبوا على بعضهم !.. فعندما يموت طفل سوري من الجوع.. يموت الشرف العربي والإسلامي.. وعندما تُقتل امرأة سورية .. تُقتل الشهامة العربية والإسلامية .. وعندما يُقتل شيخ مسن .. يُقتل الوجدان العربي والإسلامي!.. بموت هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ .. يموت الوجود العربي والإسلامي!.. أبحث عن دولة عربية إسلامية ترعى شؤون المسلمين وتهتم بأمورهم., وتوقف نزيف الدم الجاري بينهم ويكون لها ردود فعل حول ما تعانيه شعوب المنطقة العربية والإسلامية من اضطهاد ومظالم وما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من إبادة.. أين هي هذه الدولة .. أين توجد على الأرض؟! لا أجدها إلا في الإعلام المضلل الكاذب الذي يقلب الحقائق ويتصدى لكل من يخالفها الرأي.. فيبدأ عواء الأفكار ونباح الأقلام وصراخ العبيد .. يغيب الفعل وتبقى الكلمة الكاذبة الجوفاء سيدة المواقف عند دولة الإعلام..!.. ادّعوا أن الزمان به فساد.. والحقيقة الظاهرة للعيان أن العرب والمسلمين هم الذين فسدوا وما فسد الزمان.. والحقيقة أيضاً وأيضاً أن حال العرب والمسلمين اليوم كحال أصحاب كهف في عميق سبات... حال يدعو إلى الأسى .. ويدرق دمع القلب على كون عربي وإسلامي كل ما فيه دمع وحسرة وأسى.. خيره نوم وموت وفناء! ... لهذا أنعي الوجود العربي والإسلامي... وفي ذُمة الله يا.. عرب!!...[/align]