رد: الشاعر طلعت سقيرق والارتقاء بالاحتراق ما بين المادة والروح / هدى الخطيب
الشاعر الصديق طلعت سقيرق الذي سبقنا إلى السماوات العليا هكذا، نكاية بالزمن والوحدة والبحث عن مدارات الأدب والإبداع والذات.
هو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بحضوره وتواصله المتواصل مع كلّ منّا، حتّى حسب كلّ منّا بأنّ سقيرق صديقه المفضّل دون الآخرين، حتّى وإن حالت الظروف دون لقائه ومحادثته بصحبة القهوة والشعر والنقد.
هو المتواضع الذي فضّل البقاء في دمشق دون طرق أبواب العواصم العربية والعالمية، كأنّها تعيش في ذاته تطلب ودّه والقرب منه رغمًا عن البعد الجغرافي وفارق الوقت.
هو صاحب القلم المتّقد المبهر المرتقي نحو مدارات تضيء بالمادة والروح يا هدى الخطيب، هو الذي ترك غصّة في القلب ومضى معتذرًا من ذاك الجسد فتوهّج وأضاء الظلمة في ذواتنا باسمًا ضاحكًا متألقًا.
هو الذي لم يشتكِ يومًا سوى قلّة حضورنا وانكسار أقلامنا.
هو الذي قال الكثير دون يكمل أغنياته وقصائده.
هو الذي أحبّ الوطن - فلسطين، كلّها ولم ينحنِ لرجال السياسة والقادة العابرون في دساتير الأمم.
هو الحبيب الصديق الشاعر الكاتب،
إلى رحمة الله يا طلعت، إلى رحمة الله يا سقيرق.
|