[align=justify]
ما أصعب وأمر غصة الرحيل
ما أصعب وأمر أن يكون الحب وبالاً والعطاء درب من الأشواك..
يشهد الله أني أحببت وأعطيت من أعمق أعماق قلبي وتحملت من القسوة والجراح ما لا يتحمله بشر ورقصت ضاحكة كالطير مذبوحة من الألم..
هل يظهر حبري في الليل الأسود؟!..
ما أصعب المحبة حين تتجرع كل ألوان القسوة والوحشة...
شمعة المطلوب منها فقط أن تحترق بصمت وتناجي الكل وتطبطب على جراحهم بينما ينشغلون هم بنسيانها في محراب ذواتهم..
تعبت من المسير.. من رجمي .. من تجرع الكراهية الخفية على ذنوب لم أقترفها.. ولعل ذنبي الوحيد أني فقدت من كان يصونني ويحميني من قسوة البشر..
هو رحل لأتجرع ها هنا موته كل يوم ألف مرة..
كأسكم يا سادتي شديد المرارة وقلبي مجرد قلب طفل لا يعرف ولم يتعلم غير المحبة والصفاء ...
لماذا تحولت بينكم لمجرد نعش وتعب سنوات ست لقبر موحش، وأنا لم أزل على قيد الحياة ، أصرخ لا تدفنوني ولا مجيب!
أنا ما أردت يوماً رائحة القبور ولا حرمان الملائكة..
تتفجر البحار أمام عيني ويتفتت كل شيء على صخوركم وصوتي يبتلعه الريح ..
أبكيتوني كثيراً.. أمسح دمعي وأبتسم لكم .. وبين الجرح والجرح زرعتم في بساتين محبتي ألف جرح ومضيتم غير آبهين
طريق وعرة المسالك شائكة وأنا لم يعلمني أهلي كيف أقفز فوق طفولة روحي لأجيد لغة الأنا أو إجازة المرور لدنيا الكبار...
أنا مجرد نسمة محبة في قيظ العروبة حاولت أن تصنع شيئاً لأبناء جلدتها قبل أن تذهب في غياهب النسيان ويتوقف قلبها عن الخفقان، فهل أجرمت؟!..
[/align]