خذ حلقي واصرخْ....
خذْ حلقي... واصرخْ...
فالفجرُ بعيدْ...
والدربُ إلى عَتَبَاتِ المجدِ تئنُّ جراحاً ودماءْ،
وتواري أكوامَ الشهداءِ بأكفانِ الريحْ...
خذْ حلقي... واصرخْ،
علَّ الصوتَ يُنَبِّهُ أُذُناً خَدَّرَها الخوفْ،
أو قلباً أوقفَهُ الرعبْ،
في حفلةِ تهديدْ...
خذْ حلقي... واصرخْ...
حلقُكَ بُحْ،
وأنا ـ مذْ ثقبوا رئتي ـ
ماتَ الصوتُ بحلقي...
فلنصنعْ صوتاً آخرَ تنفخُهُ
رئتاكَ وحلقي،
غاباتٍ مزهرةً بالحبْ...
علَّ صداهُ يثيرُ نياماً، منذُ قرونْ...
أتعبهم سَفَرُ القهرِ طويلاً،
في كونٍ مجنونْ...
أنْهَكَهم بحثُ اليأسْ،
عن أملٍ مكنونْ،
في قيعانِ الظلماتِ الممتدَّةِ منذُ الطوفانْ،
أشلاءً ودماءْ...
خذْ حلقي... واصرخْ...
مازالَ القومُ نياماً،
والدربُ طويلةْ،
والفجرُ قريبْ...
فلتُسرِعْ..
ولتأخذْ حِذركْ،
فكلابُ الليلِ انتبهَتْ،
وقريباً، ينتبهُ الجندُ وأذنابُ السلطانْ...
فاسْرِعْ..،
علَّ خطانا تبلغُ أرضَ الصوتِ الآخرْ،
أرضَ اليقظة،
قبل بزوغِ الفجرْ...
دمشق 2013
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|